عهد التميمي لـ"الجارديان": سأدرس القانون لمقاضاة الاحتلال أمام المحاكم الدولية
في حديثها مع صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت "أيقونة فلسطين" عن تجربة اعتقالها إنها "جعلتني أكثر نضجاً ووعيا".
غداة إطلاق سراحها من السجون الإسرائيلية، كشفت الفتاة الفلسطينية عهد التميمي أنها كانت تتمنى أن تصبح لاعبة كرة قدم، لكنها قررت أن تسلك طريق المحاماة كي تدافع عن قضية وطنها ضد الاحتلال الإسرائيلي ومقاضاته أمام المحاكم الدولية.
وفي مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، قالت التميمي الملقبة بـ"أيقونة فلسطين": "كانت تجربة الاعتقال صعبة للغاية، لا أستطيع وصفها، هذه التجربة أضافت قيمة لحياتي، جعلتني أكثر نضجاً ووعيا".
وأشارت إلى أنها استغلت 8 أشهر في السجن كفرصة لدراسة القانون الدولي، وتأمل في أن تقود يوماً ما قضايا ضد الاحتلال أمام المحاكم الدولية.
- عهد التميمي: لدي مستقبل سياسي وأسعى لدراسة القانون
- عهد التميمي: فرحتي غير مكتملة.. سأدرس القانون وأتمنى السلام
وأضافت الفتاة (17 عاما) التي ولدت في قرية "النبي صالح" بالضفة الغربية المحتلة، "إن شاء الله سوف أدرس القانون. سأعرض الانتهاكات ضد الفلسطينيين في المحاكم الجنائية. وسأحاكم إسرائيل عليها، وسأكون محامية كبيرة، وسأعيد الحقوق إلى بلدي".
وأوضحت التميمي، التي ارتقت إلى مكانة عالمية كطفلة تعيش في ظل الاحتلال العسكري، أنها كانت تجلس رفقة فلسطينيات أخريات في السجن النسائي ويدرسن النصوص القانونية لساعات، مضيفة: "لقد نجحنا في تحويل السجن إلى مدرسة".
وتحوّلت التميمي، عقب ساعات من إعلان اعتقالها، في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى "أيقونة" للمقاومة الشعبية السلمية في فلسطين.
وفي مارس/ آذار الماضي، قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بسجن "التميمي" 8 شهور، بتهمة "إعاقة عمل جندي إسرائيلي ومهاجمته"، بموجب تفاهم توصلت إليه النيابة العسكرية مع فريق الدفاع عنها.
وأبرزت قضيتها اعتقال واحتجاز من تقول جماعات حقوق الإنسان المحلية، إنهم أكثر من 300 قاصر فلسطيني.
واعتبرت عهد، أن تجربتها في السجن ساعدت طموحها بأن تصبح محامية دولية، قائلة: "على سبيل المثال، خضعت للاستجواب. كانت هناك انتهاكات ضدي. يقول القانون الدولي إن هذا لا ينبغي أن يحدث لي"، مضيفة أنها في ظروف أخرى، كانت ستتدرب على أن تكون لاعبة كرة قدم محترفة.
وفي قرية النبي صالح التي يسكنها بشكل حصري تقريبا أفراد عائلة عهد الكبيرة، وهي محور حركة مناهضة للاحتلال، انتشرت بسرعة صور وفيديوهات الفتاة الفلسطينية في طفولتها، التي تظهر فيها غالبا أثناء مقاومة الجنود الإسرائيليين أو تحدق بهم أثناء احتجاجات القرية.
وبعد حصولها على الاهتمام العالمي، تقول عائلة التميمي إن ابنتهم تلقت عروضا بمنح للدراسة في إحدى الجامعات بالخارج لكنها ما زالت لم تحسم أمرها.
وفي الوقت الراهن، يمتلئ منزل عائلة عهد بالناشطين والمسؤولين الفلسطينيين الذين يجلسون لتناول القهوة في أكواب ورقية صغيرة على مقاعد بلاستيكية في الخارج.
ومضت عهد بالقول، إن الاهتمام العالمي الذي حظيت به، أثار غضب الحكومة الإسرائيلية. إنهم يخشون من الحقيقة، لو لم يكونوا مخطئين، لما خافوا من الحقيقة. وأنا تمكنت من إيصال هذه الحقيقة إلى العالم. وبالطبع، فهم يخافون من المدى الذي وصلت إليه. إنهم دائما يخافون من الحقيقة، هم المحتل، ونحن تحت الاحتلال".
ويعتقد البعض في إسرائيل أن التركيز على المراهقة الفلسطينية واعتقالها خطوة جاءت بنتائج عكسية للبلاد، بينما أشاد آخرون بضبط النفس الواضح للجنود واتهموا سكان "النبي صالح" بالاستفزاز.
وأكدت التميمي أنها لا تشعر بأي ندم على اليوم الذي ضربت فيه الجندي، وهو رجل اعتقدت أنه في وقت سابق من ذلك اليوم أطلق النار على ابن عمها البالغ من العمر 15 عامًا في الرأس برصاصة مطاطية أثناء اشتباكات.
ولكنها تأمل أن تستريح قليلاً لكي تقرر بشأن خطواتها التالية، فما زالت تستمتع بفرحة ترك السجن.
وأردفت: "أخيرا، رأيت السماء بدون سياج. يمكنني السير في الشارع بدون أصفاد. أستطيع رؤية النجوم والقمر. لم أرهم منذ فترة طويلة، والآن أنا مع عائلتي".
ومع ذلك، فإن شقيقها، وعد التميمي، البالغ من العمر 22 عاماً، يقبع في السجن في انتظار صدور حكم لمشاركته في المواجهات مع الجنود.
وزادت: "أنا لست ضحية للاحتلال. اليهودي أو الطفل المستوطن الذي يحمل بندقية في سن الخامسة عشرة، هم ضحايا الاحتلال".
واختتمت عهد بالقول: "بالنسبة لي، أنا أستطيع التمييز بين الصواب والخطأ. لكنه لا يستطيع. وجهة نظره مشوشة. قلبه مليء بالكراهية والاحتقار للفلسطينيين. إنه الضحية، وليس أنا. أنا دائما أقول إنني مناضلة من أجل الحرية. لذلك لن أكون الضحية".