المخرج المنفذ للمسلسل الليبي "شط الحرية 5" يكشف لـ"العين الإخبارية" أسرار النجاح الكاسح (حوار)
نجح مسلسل "شط الحرية" في إعادة الجمهور الليبي مجدداً إلى متابعة الدراما المحلية، بعد أن حقق انتشاراً شعبياً كبيراً جعله يتصدر قائمة "الأعلى مشاهدة" في ليبيا، خلال السباق الرمضاني.
ويرجع السبب في تربّع "شط الحرية" في جزئه الخامس على عرش المشاهدات في ليبيا، إلى قصته التي تحاكي الواقع الليبي من مشكلات في إطار درامي مشوق وهادف.
وفي حديثه مع "العين الإخبارية"، يؤكد المخرج المنفذ للعمل أحمد تمساح، أن النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج طبيعي لعمل دؤوب ومتواصل على مدار شهور سبقه سنوات أربع كإرث ناجح للمسلسل دفع المشاهدين للثقة في صناعه وتقدير ذلك باستمرار ومتابعة المسلسل الذي يناقش مشكلات ليبيا.
ويتناول المسلسل أزمة المصارف وغلاء المعيشة وغيرها من المشكلات الاجتماعية التي نتجت جراء ويلات الحرب والفرقة في إطار درامي ممزوج بالتشويق والإثارة.
وإلى نص الحوار:
كيف تابعت النجاح الكبير للمسلسل؟
قصة المسلسل هي العامل الرئيسي لنجاح العمل واستمرار بثه للموسم الخامس على التوالي، لأن القصة تحاكي الواقع الليبي وما يدور بشكل شبه يومي، ولذلك نجح في استمرار جذب الجماهير وحقق نسبة مشاهدات عالية، ولأول مرة نجد مسلسلاً ليبياً يحظى بمتابعة عربية واسعة.
وما قصة المسلسل؟
المسلسل يتحدث عن الواقع الليبي، رغم أن مشاهده تدور بشكل تراثي وأثري إلا أنه يناقش جميع المشكلات الاجتماعية والأمنية التي يعانيها المواطن الليبي منذ سنوات، وتتغير الأحداث بحسب الحكاية التي تركز عليها الحلقة، ويناقش مشكلات الزواج والطلاق والارتباط، كما يتحدث عن مشكلات المصارف وأزمات توفر السيولة، ومشكلات الأمن وويلات الحرب وآثارها وغيرها من القصص مثل غلاء الأسعار، في الوقت نفسه يقدم دراما تشويقية تجذب المشاهدين.
عشرات المسلسلات تحاكي الواقع، لماذا حصد "شط الحرية" تحديداً المركز الأول في نسب المشاهدة؟
الأمر كله توفيق من الله أولاً وأخيراً، والجمهور الليبي يمتاز بأنه ذوّاق للأعمال الدرامية، ويستطيع التفرقة بين الأعمال ولا شك أن الممثلين والمخرج وطاقم العمل والقصة ذاتها كانت جميعها عوامل جذب في تقبل الجمهور الليبي للعمل وتكللت الجهود بالنجاح.
هل تجربة الأجزاء الخمسة كانت مفيدة؟
إنتاج الجزء الخامس كان نتاجاً طبيعياً للنجاح الكاسح الذي حققه المسلسل خلال المواسم السابقة، لا سيما أن الأعمال السابقة كانت تحاكي مشكلات حياتية آنية، وتعبر عن كافة أطياف المجتمع الليبي، ولذلك يعتبر إنتاج جزء جديد من المسلسل مطلباً جماهيراً، ولذلك ومنذ الحلقة الأولى استحوذ على النسبة الأكبر من المشاهدة في ليبيا ودول عربية.
وما مقياس نجاح العمل؟
النجاح الجماهيري نشعر به في الشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي التي أبدت تفاعلاً كبيراً مع البث لدرجة أن الحلقة الواحدة التي تبث على فيسبوك تصل إلى نحو 30 ألف مشاهد، وهو رقم كبير جداً باعتبار أن المسلسل مذاع تلفزيونياً، وكل مؤشرات استطلاعات الرأي تؤكد أن المسلسل يتربع على عرش المنافسة رغم وجود أعمال درامية كبيرة وناجحة خلال هذا الموسم كما أنه كان الأعلى تداولاً عبر مؤشر البحث جوجل في ليبيا.
وهل واجهتم صعوبات أثناء التصوير؟
بكل تأكيد كان هناك العديد من الصعوبات لأننا صورنا المسلسل مثلا في جميع ربوع ليبيا من شرقها إلى غربها، وعلى مدار شهور طويلة وتنقلنا بين أكثر من مكان وهذا الأمر مجهد جداً لاسيما وأن هناك أماكن تم التصوير فيها وتعتبر أماكن عامة وأخرى داخل "أستوديهات"، وهو أمر مرهق للغاية.
وما أبرز تلك الأماكن؟
تمّ التصوير في مدن مثل غات وسبها والأصابعة وطرابلس وقصر ليبيا، وكل تلك الأماكن ليست متلاصقة ما شكّل صعوبات كبرى في التصوير.
ولماذا لم يتم التصوير في أماكن محددة توفيراً للنفقات والجهد؟
المشاهد الليبي يحب التنوع ويميز العمل الجيد المبذول فيه جهد عن المسلسل الذي لم يؤد فيه صناع العمل المجهود الأمثل ولذلك قررنا أن نقوم بالعمل على أكمل وجه، والسبب في ذلك أن السياق الدرامي للأحداث يحتاج إلى التصوير الحي.
أخيراً، هل باتت الأعمال الدرامية الليبية محط أنظار المشاهد الليبي والعربي بالشكل المرجو؟
يوم بعد يوم تثبت الدراما الليبية نفسها على خارطة الدراما العربية، وخلال السنوات الأخيرة نجحت في جذب انتباه المشاهد الليبي الذي كان حتى وقت قريب حريص على متابعة أعمال غير محلية، غير أن السوق الليبي نجح في جذب المشاهد إلى المحلية من جديد، كما نجحنا في جذب جمهور غير ليبي وهذا إنجاز كبير ورائع ونحن سعداء به بكل تأكيد.