تلميح صريح.. أحمدي نجاد "متورط" في اغتيال وزير إيراني
حلفاء الأمس أعداء اليوم.. مشهد سيطر على الفريق الحكومي الذي كان في عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بعد خلاف شب بينهما.
مشهد من شأنه أن يكشف عن خفايا ما يرتكبه المسؤولون الإيرانيون الذين يظهرون أنفسهم بأنهم من دعاة السلام والاستقرار.
عبدالرضا داوري المستشار الإعلامي والصحفي المقرب من محمود أحمدي نجاد، والذي أعلن قبل فترة انشقاقه عن الرئيس الإيراني السابق بسبب ما اعتبره بـ"العقائد الدينية المنحرفة" التي يؤمن بها نجاد والمقربون منه، كشف عن تورطه في عملية قتل لأول وزير صحة بعد الثورة عام 1979.
وكتب داوي مهدداً نجاد عبر حسابه في تويتر: "إذا استمر محمود أحمدي نجاد وطائفته في إعادة إنتاج سلوك مسعود رجوي والمنافقين (منظمة مجاهدي خلق المعارضة) على ساحة الانتخابات، سأفتح وأكشف قضية مقتل واغتيال المرحوم الدكتور كاظم سامي في نوفمبر 1988".
تهديد أرفقه مستشار الرئيس الإيراني السابق بصورة لشخص ذو ملامح تشبه أحمدي نجاد وصورة أخرى لوزير الصحة المقتول لكن دون توجيه اتهام مباشر بدوره في عملية القتل.
ولم يوضح داوري كيفية تورط نجاد في عملية الاغتيال هذه لكنها تهديد بكشف المستور في المرحلة المقبلة، وفي تلك الحقبة التي سبقت الثورة التي كان فيها نجاد من أشد الشبان الثوريين المتشددين في إيران وكان ينشط في عملية توزيع بيانات ومواقف مؤسس النظام الراحل روح الله الخميني عندما كان الأخير خارج إيران.
وتشير بعض التقارير إلى أن نجاد كان من ضمن الشبان الإيرانيين الذين اقتحموا واحتلال السفارة الأمريكية في طهران واختطفوا العاملين فيها من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 1979 حتى 20 يناير/كانون الأول 1981.
كما توضح تلك التقارير أن نجاد انضم إلى الحرس الثوري بعد الثورة ويعتقد أنه قام بعمليات سرية خلال الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988.
من هو كاظم سامي؟
كاظم سامي من مواليد 1935 من أهالي مدينة مشهد شمال شرق إيران، كان أول وزير للصحة بعد ثورة عام 1979 وزعيم الحركة الثورية للشعب الإيراني منذ تأسيسها 1963 حتى اغتياله عام 1988.
بدأ دراسته الطبية في جامعة مشهد، ولكن لسبب ما تقدم للتحويل إلى جامعة طهران، ونجح أخيراً في الحصول على الدكتوراه في الطب النفسي.
تزوج كاظم سامي عام 1970، وأنجب من زوجته ابنتين هما سناز وسميرة، وتأثر كثيراً بالمفكر الإيراني "علي شريعتي"، الذي يعتبر ملهم الثورة الإيرانية وأصبح من أشد المعجبين به والمقربين منه.
يعتبر الدكتور كاظم من أبرز الناشطين السياسيين الإيرانيين في تلك الحقبة الزمنية، وتمكن من الفوز بمقعد في البرلمان الإيراني عن أهالي طهران في عام 1980.
كما ترشح بعد ذلك لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات لكن لم يتمكن من الفوز وحل في المرتبة السادسة.
ويعد أحد مؤسسي الحركة الثورية للشعب الإيراني وأصبح بعد ذلك قائداً لها وتعرف في الداخل باسم (جاما)، وأحد السياسيين الوطنيين الدينيين في إيران.
الاغتيال
وعند الساعة 11:30 من صباح يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988، دخل شخص قدم نفسه على أنه "غلام همتي" إلى مكتب كاظم سامي في الساعات الأخيرة من عمله الطبي، وبعد وقت قصير من سماع صراخ سامي، هرعت زوجته من الطابق الأعلى فيما كانت عيادة زوجها في الطابق الأسفل.
وبعد أن وصلت وجدت زوجها غارقاً بدمه بسبب شدة الجراح بعدما طعنه المدعو غلام همتي، وبعد يومين من محاولات الكوادر الطبية إنقاذ حياته فارق الحياة.
وبعد 3 أسابيع من مقتل كاظم سامي، أعلن علي أكبر محتشمي بور وزير الداخلية الإيرانية آنذاك، أن الشخص الذي نفذ عملية الاغتيال بحق سامي، أقدم على الانتحار بمدينة الأهواز، مشيراً إلى أن منفذ الاغتيال اسمه حركي وأن اسمه الحقيقي هو "محمود جليليان".
ومحمود جليليان، المولود عام في محافظة كرمنشاه غرب إيران، والذي قيل إنه موظف في الهلال الأحمر وتشاجر مع سامي خلال فترة عمله في تلك المنظمة، كان قاتل كاظم سامي وأحد أعضاء طائفة نجاد، وأورد هذه المعلومات الرئيس الإيراني الأسبق المتوفي في يناير/كانون الثاني 2017 علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA== جزيرة ام اند امز