أحمد بن ركاض العامري: الشارقة.. وجهة صناع المعرفة
رئيس هيئة الشارقة للكتاب يؤكد أن مشروع الشارقة الثقافي لا يتوقف عن طرح الرؤى الجديدة التي تحول الإمارة إلى مركز للفعل الثقافي العربي
قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إن مشروع الشارقة الثقافي لا يتوقف عن طرح الرؤى الجديدة والمغايرة التي تحول الإمارة إلى مركز للفعل الثقافي العربي سواء عبر معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يعد ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم أو من خلال المعارض والمهرجانات الدولية التي تمتد لتحتفي بأشكال الإبداع كلها بما في ذلك السرد والشعر والمسرح والموسيقى والتراث والفنون والخط وغيرها.
وقال العامري، قبيل انطلاق فعاليات الدورة الـ 35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في الثاني من نوفمبر المقبل "إنه ليس غريبا أن تسعى الشارقة لتكون وجهة العاملين في صناعة الكتاب بدءا من الكاتب والناشر والموزع والمسوق فما أن أطلقت "مدينة الشارقة للنشر" أول منطقة حرة للنشر في العالم خلال حفل الإعلان عن هيئة الشارقة للكتاب في عام 2015 حتى تحولت أنظار الناشرين إليها وبات الكتاب ينتظرون ما ستحدثه المدينة من أثر على الثقافة العربية".
واستعرض مجمل العلاقات التي أسس لها مشروع الشارقة الثقافي بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إذ توسعت مشاركات الدول في معرض الكتاب وتنامى عدد المهرجانات الدولية وازداد عدد دور النشر وتأسست جمعية الناشرين الإماراتيين وأنشئت هيئة الشارقة للكتاب وطرحت الكثير من المبادرات التي تعنى بنشر الكتاب وتشييد مكتبة في كل بيت إماراتي في إمارة الشارقة من خلال مشروع ثقافة بلا حدود ودعم الكتاب الإماراتي والناشرين الإماراتيين عبر مبادرة نوعية عبر مبادرة 1001.
وأشار إلى الجهود الرسمية لبناء علاقات مع مختلف معارض الكتب الدولية الكبرى وكانت تقدم المشروع الثقافي للشارقة بوصفه تجربة رائدة في المنطقة العربية والشرق الأوسط التي تكرس جهدها كاملا لتكوين مجتمعات ذات أساسات ثقافية متينة والعمل على الوصول بالإبداع العربي ليكون الخطاب الحضاري الذي تحاور فيه مختلف حضارات العالم. ولفت إلى أن إنشاء منطقة حرة للنشر والعمل على تعميق جودة معرض الشارقة الدولي للكتاب وزيادة حجمه ومختلف المبادرات ذات العلاقة بالكتاب كانت تضع هدفا مركزيا أمامها يتمثل في تحويل الشارقة إلى وجهة للعاملين بصناعة الكتاب والمعنيين بإنتاج المعرفة.
وأوضح أن هذه الأهداف تظهر أكثر وضوحا في "مدينة الشارقة للنشر" التي ستوفر لجميع العاملين في حقل صناعة الكتاب والنشر الفرصة للاستفادة من حزمة واسعة من الامتيازات والتي ستدعم قطاع النشر وترتقي به إلى مستويات أعلى فيجد صناع الكتاب كل ما يلزمهم من تسهيلات الطباعة والشحن وعقود التوزيع وغيرها من الخدمات مشيرا الى ان الشارقة تعتزم إنشاء إدارة خاصة بالبحوث والدراسات تدعم صناعة النشر العربية.
وأضاف أن جميع هذه المبادرات والمشاريع تأتي بالتزامن مع العمل المتواصل على البنية التحتية القادرة على استيعاب حجم المشاريع المطروحة، فالمتابع لحركة المؤسسات الثقافية يجد أنه أمام حالة نمو متسارع كان الشاهد الأبرز عليها المدة الزمنية التي احتاجها مسرح المجاز ذي النمط المعماري الروماني، وكذلك حال جزيرة العلم المهيئة لاستقبال الفعاليات الثقافية والمكتبات العامة المنتشرة في الإمارة والتي شيدت فيها أول مكتبة عام 1925 والمراكز الثقافية التي توسع حضورها من قلب المدينة إلى المناطق الشرقية للإمارة لتشمل مليحة والذيد وخورفكان وكلباء وغيرها.
لذلك يبدو تحول الشارقة إلى وجهة ومركز لكل المعنيين بالكتاب بصورة خاصة والفعل الثقافي بصورة عامة نتيجة لجهود كبيرة يمتد العمل عليها إلى سنوات طويلة ماضية وإلى خطط واستراتيجيات واضحة تقود الإمارة لتصبح قبلة المثقفين من مختلف بلدان العالم.