"لف ودوران" .. شعبية حلمي أنقذته من فخ الملل
راهن الفنان المصري أحمد حلمي على شعبيته الواسعة كثيراً عندما طرح فيمله الأخير "لف ودوران" في موسم عيد الأضحى.
راهن الفنان المصري أحمد حلمي على شعبيته الواسعة كثيراً عندما طرح فيمله الأخير "لف ودوران" في موسم عيد الأضحى، ونجحت شعبيته بالفعل في إنقاذ الفيلم من فخ الملل في الجزء الأخير ليتصدر الإيرادات في النهاية.
كثيرون تفاجئوا بقرار حلمي طرح الفيلم في العيد رغم أنه بدأ تصويره مطلع أغسطس/آب الماضي بمدينة شرم الشيخ، أي أن الفيلم استغرق تصويره ومونتاجه وطرحه في دور السينما أقل من شهر ونصف الشهر.
السرعة، التي أنهى بها حلمي فيلمه الجديد، استوقفت بعض النقاد، وبينهم طارق الشناوي، الذي رأى أن الفنان المصري تعجل كثيراً في طرح الفيلم وأفقده الكثير من التفاصيل الهامة.
لكن في النهاية تم طرح الفيلم في دور السينما واستعد الجمهور بلهفة لمشاهدة نجمهم الغائب عنهم منذ سنوات.
إطلالة حلمي منذ أول لقطة للفيلم أثبتت أن الجمهور جاء لمشاهدة الفيلم من أجله هو قبل معرفة تفاصيل العمل والوقوف أمام مستواه، استعان حلمي بكثير من المصطلحات الساخرة والتي تداولها الجمهور في الفترة الأخيرة وجرت على لسان كثير من المصريين.
بداية الفيلم توحي للمشاهد أنه اجتماعي كوميدي يسمح لأفراد الأسرة من صغيرها لكبيرها بمشاهدته، كما أنه يناقش قصصا واقعية واجهها أكثر الشباب العامل في قطاع السياحة المصرية.
تدور القصة حول شاب يعمل بمجال السياحة وتسببت أزمتها في فقدان وظيفته، فقرر البحث عن فرصة سفر لإيطاليا بمساعدة أبيه الذي يعيش هناك.
يتحايل الشاب على والدته وأسرته دون أن يخبرهم بالشابة الإيطالية التي جاءت لمساعدته عن طريق والده، وتدور الأحداث بطريقة كوميدية ساخرة بعد أن يلتقي دنيا سمير غانم ليتفاجآ أن عليهما أن يظهرا كعروسين في شهر العسل وفقا للحجز الفندقي الذي حصلا عليها "مجانا" من شركة.
خطة حلمي لم تفلح في مواجهة تكتل عائلته، التي حاولت الاستفادة من كل الأحداث والشخصيات بما فيها دنيا، لردعه عن السفر وعدم الزاوج بأجنبية، ومن هنا تبدأ قصة الحب بين حلمي ودنيا، رغم أن الأخيرة بدأتها باتفاق ودي مع أهله.
لعل اختيار الفنانة دنيا سمير غانم لمشاركة حلمي البطولة كانت موفقة، وأحد العوامل التي ساعدت على نجاح الفيلم بعد نجاح مسلسلها الرمضاني "نيللي وشريهان".
اعتمد حلمي في الفيلم على الترويج للسياحة المصرية وبالأخص مدينة شرم الشيخ التي تعاني منذ أشهر من تراجع السياح الأجانب بعد سقوط الطائرة الروسية.
حاول حلمي أن يلعب على المناظر الساحرة واللقطات الجذابة في شرم الشيخ لإبراز المعالم السياحية بالمدينة الجميلة.
المتابع لمشهد "جزيرة العشاق" الذي سبق نهاية الفيلم، يلاحظ بعض اللقطات التي استوحاها فريق العمل من فيلم "cast away" للنجم الأمريكي توم هانكس، مثل مشهد صيد السمك والملل الذي ينتابه بسبب الفترة الطويلة التي قضاها في انتظار قارب العودة.
حاول الفيلم أن يقدم جرعة من الرومانسية الخفيفة بين حلمي ودنيا سمير غانم، لكن المشاهد أصيب بالملل في الجزء الثاني من الفيلم بعد فترة الاستراحة، والسبب سرد المزيد من التفاصيل غير المفهومة.
لا نستطيع تصنيف الفيلم بأنه كوميدي أو رومانسي من الطراز الأول، فهناك ملل شعر به المشاهد ولم يستطع تحديد سببه، بعد أن أصيبت الأحداث بالبطء الشديد والسرد المبالغ فيه.
نهاية الفيلم أيضا كانت غير متوقعة لكثير من المشاهدين، وهو ما بدا على وجوههم وتعليقاتهم بعد انتهاء الفيلم مباشرة.
"لف ودوران" لم يكن في مستوى أفلام حلمي السابقة، من حيث السيناريو والأداء أيضا.
ويمكن ملاحظة أن الفيلم لم يتكلف إنتاجه الملايين (إذا استثنينا أجر حلمي نفسه) مقارنة بأفلام أخرى كانت تنافس في الموسم، وهذا يثبت أن الإنتاج الضخم ليس سببا كافيا للنجاح، فهناك عوامل أخرى تتعلق بأبطال العمل في المقام الأول ومن ثّم القصة والصورة.
aXA6IDE4LjIyMi45OC4yOSA=
جزيرة ام اند امز