أحمد مراد في عيون النقاد.. أديب بالصدفة صنعت السينما نجوميته (خاص)
حقق الروائي المصري أحمد مراد نجاحا كبيرا في عالم الرواية في السنوات الأخيرة.
إذ تصدر اسمه بورصة المبيعات عدة مرات، وزين ملصقات الدعاية لمجموعة مهمة من الأفلام السينمائية، منها "الفيل الأزرق، كيرة والجن، تراب الماس".
ومنذ أيام أثار أحمد مراد جدلا واسعا، بسبب تصريحاته في أحد البرامج التلفزيونية عن الفرق بين الرواية والقصة القصيرة، إذ قال إن الاشتقاق اللغوي هو الأصل، والرواية من "مروية" يعني شيئا قابلا للكذب، بينما القصة من قص الأثر، أي لا بد أن تكون حقيقية، وهو ما اختلف معه الكثير من المثقفين.
وفي هذا التقرير تحاول "العين الإخبارية" تحليل أعمال أحمد مراد في السينما والأدب، من خلال الاستعانة بآراء مجموعة من المتخصصين.
في الموضوع تحدث الروائي المصري، إبراهيم عبدالمجيد لـ"العين الإخبارية" قائلا: "الأدب أنواع، ولكل نوع جمهوره، وعلينا جميعا احترام جميع هذه الأصناف، قرأت للكاتب أحمد مراد روايتين فقط، أظن أول رواية له وآخر رواية والتي تحمل عنوان "1919" وبصراحة شديدة لمست التطور الذي طال أسلوبه والنضج في التناول".
وكشف عبدالمجيد عن رأيه في أعماله قائلا: "هو كاتب جيد لفئة من القراء صغيرة في السن، تختلف عن الفئة التي تقرأ لأبناء جيلي، لكنه يحاول في روايته الأخيرة استقطاب الجميع وأكبر دليل على ذلك حجم المعلومات الكبير في "1919" ودمجها في أحداث الرواية بأسلوب سلس ورائع.
فيما يرى الناقد طارق الشناوي أن أهم ما يميز أعمال أحمد مراد أن أفكاره عصرية جدا قائلا: "تقدر تقول إن (مراد روائي ابن هذا الزمن، لديه طاقة مغايرة، ومفرداته تليق بهذه الأيام، كما علمت أنه بدأ حياته كمصور فوتوغرافي، وهذا جعله يجيد الكتابة للسينما".
وأضاف: "لديه عالم خاص في الأدب، وأعماله جاهزة دائما لتكون أعمالا سينمائية، وهو الوحيد القادر على ذلك، فهو ليس نجيب محفوظ، يستطيع آخرون كتابة سيناريو لأعماله، أعمال مراد مختلفة في مفرداتها وأفكارها، إنها ابنة هذا الزمن".
والتقط الناقد نادر ناشد خيط الحديث متحدثا عن أعمال أحمد مراد قائلا: "هو شاب في الخامسة والأربعين من عمره، ولد أديبا بالمصادفة هكذا يقول هو"، ولكنه تمكن من أن يثبت أقدامه في عالم الرواية بعد أن كتب رواية (فيرتيجو) في ديسمبر/كانون الأول عام ٢٠٠٧ ثم تحولت إلى مسلسل تلفزيوني ناجح ونال عنه جائزة البحر الأبيض المتوسط للثقافة عام ٢٠١٣.
هذه النجاح السريع جعله مسؤولا أن يحافظ على ما وصل إليه أدبيا وفنيا، وكان السبب الأساسي في هذا التألق هو أنه يختار مناطق لم يقترب منها أحد فكانت فكره "فيرتيجو" تدور حول مزيج من الأدب الواقعي والبوليسي ثم عكس ذلك على الانحلال الأخلاقي في الطبقات شديدة الثراء في المجتمع المصري تلك التي تستبدل قيمها بالماديات.
وتحدث ناشد عن أبرز سمات أدب أحمد مراد قائلا: "تميّز إنتاجه الأدبي بدمج الخيال العلمي بأجزاء من الواقع، ففي روايته "أرض الإله" كتب بتميز الرواية التاريخية وكان أمينا في سرد الأحداث خلال فترة زمنية غنية بالأحداث، هي فترة حكم البطالمة لمصر في زمن ما قبل ميلاد المسيح بمائتين وخمسين عاما.. والأحداث يرويها اليهودي موردخاي رئيس الخاصة الملكية، ومحاولاته طمس وتزوير تاريخ مصر لصالح المطامع اليهودية.
أما عن الجانب الفني فقد كان أحمد مراد محظوظا حين استعان بمخرجين يتميزون بالتجديد مثل مروان حامد، ولا ننسى أن مراد كاتب سيناريو وحوار متفرد، وفي أعماله يتمكن من بلورة الفكرة لتصبح هي بطلة أعماله، فهو على دراية تامة بما يريد للعمل الفني.
ويؤكد الكاتب والسيناريست مجدي صابر أن عمل أحمد مراد في التصوير، أثر على كتاباته الروائية، فهو ينتمي إلى جيل الشباب وقدم لونا جديدا يعتمد على الصورة والحكي والإثارة.
وعن أبرز ما يتميز به أدب مراد قال مجدي صابر: "التنوع وأكبر دليل على ذلك روايته الأخيرة التي تحمل عنوان "1919"، فهي لا تعتمد على الغموض مثل أعماله السابقة ولكن "تقدر تقول إنها تاريخية".
وتابع: "اعتمد مراد على الميتافيزيقا في روايات مهمة مثل "الفيل الأزرق" فهو يقدم أفكارا طازجة، في إطار من الغموض وهذا الشكل يجذب الشباب دائما، وقد استفاد كثيرا من العمل مع المخرج مروان حامد، وأصبح للرواية بين يديه شكلا سينمائيا".