ذكرى ميلاد أحمد راتب.."الحكيم" الذي هدد طيور الظلام
السجل الفني للراحل أحمد راتب يحتوي على 131 فيلما و102 مسلسل و20 مسرحية.. ورغم هذا الإنتاج الكبير لم يقدم عملا يخجل منه
يمتلك الفنان المصري الراحل أحمد راتب، موهبة شديدة الخصوصية، منحه الله الحضور وذكاء الاختيار، لذا لا يوجد في أرشيفه الفني أعمال متشابهة أو أدوار مكررة.
ولد أحمد كمال الدين راتب العقيلي الشهير بـ"أحمد راتب" في 23 يناير 1949، أحب التمثيل منذ الصغر، ولذا وقف كثيرا على خشبة مسرح المدرسة، وعندما التحق بكلية الهندسة صار أبرز عضو في فرقة المسرح بالجامعة.
أدرك أحمد راتب أن الموهبة وحدها لا تكفي لصناعة ممثل جيد، لذا قرر تحصين موهبته بالدراسة والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ولفت الأنظار بقوة داخل المعهد وتحمس له نجوم كبار ورشحوه للمشاركة في عدد من الأعمال التليفزيونية، منها "ناس كده وكده، والليث بن سعد، وذو النون المصري، وجحا وبنات شهبندر التجار".
ومن الشاشة الصغير انتقل إلى شاشة السينما وكانت البداية مع أفلام تتسم بالواقعية الشديدة مثل "مدينة الصمت (1973)، ونبتدي منين الحكاية (1976)، وانتبهوا أيها السادة (1978)".
تحمس الزعيم عادل إمام لموهبة أحمد راتب، ولذا رشحه للعمل معه في عدد كبير من أعماله، منها "طيور الظلام، والجردل والكنكة، والسفارة في العمارة، والمتسول، وعلى باب الوزير، وحتى لا يطير الدخان، والإرهاب و الكباب"، ومنحه العمل مع الزعيم فرصة واسعة للانتشار والعبور إلى الجمهور العربي.
تكمن عبقرية أحمد راتب الفنية في قدرته الرائعة على تقديم الكوميديا والتراجيدي، فهو قادر على أن يدفع المشاهد للبكاء والضحك، ولهذا السبب وصفه الفنان الكبير فؤاد المهندس بالممثل الماهر وشجعه كثيرا على تقديم عروض مسرحية؛ مثل "سك على بناتك (1980)، وزيارة خاصة جدا (1989)، وروحية اتخطفت".
يحتوى السجل الفني للفنان الراحل أحمد راتب على 131 فيلما و102 مسلسل و20 مسرحية، ورغم هذا الإنتاج الكبير لم يقدم عملا يخجل منه أو يسقطه من حسابات الجمهور، وفي 14 ديسمبر/كانون الأول 2016 رحل عن الحياة إثر إصابته بأزمة ضيق في التنفس، رحل عن عالمنا بجسده فقط ولكن أعماله تضمن له البقاء والخلود.