سباق الحمام الزاجل في عدن.. إحياء تراث الأجداد
طُبع أهالي عدن اليمنية على حب الطيور واقتنائها وتربيتها، حتى باتت جزءا من حياة شريحة واسعة من المجتمع.
حتى إن أشهر وأكبر سوق لاقتناء الطيور، وبيع مستلزماتها وحاجياتها، على مستوى اليمن، تحتضنه مدينة عدن.
في المقابل، أعطت الطيورُ سكانَ المدينة شيئا من سمات السلام والمحبة والانفتاح التي يتميزون، منذ قرون طويلة. وتجسيدا لهذه المعاني، ينظم مقتنو ومربو الطيور في عدن بين الفينة والأخرى سباقات نوعية تعكس اهتمامهم بتربية أنواع وأصناف مختلفة من الطيور. آخر تلك السباقات كانت تدشين جمعية "هواة الحمام" في مديرية الشيخ عثمان بمدينة عدن، سباقا للحمام الزاجل، قبل أيام.
إحياء التراث
كغيرها من السباقات، لم يكن سباق الحمام الزاجل خاليا من الغايات والأهداف التي يسعى إلى تأكيدها ولفت الانتباه إليها.
وبحسب القائمين على السباق، فإنه يهدف إلى إحياء التراث العربي القديم المرتبط بالحمام الزاجل، والتي كانت ذات يوم أهم وأقدم وسيلة تواصل ومراسلة.
كما تسعى جمعية هواة الحمام إلى تجديد هذا التراث المرتبط بالإنسان العربي، من خلال مثل هذه الأنشطة والبرامج النوعية.
طريق سير السباق
السباق الذي رعاه مكتب الشباب والرياضة بمحافظة عدن، دشن فعالياته الأربعاء الماضي، منتصف ديسمبر/كانون الأول.
وتم تحديد طريق سير السباق من قبل "جمعية هواة الحمام"، بانطلاقه من منطقة بئر علي بمحافظة شبوة، وحتى نقطة وصوله بمديرية الشيخ عثمان في محافظة عدن.
والمسافة التي قطعها الحمام الزاجل المشارك في هذا السباق بلغت نحو 400 كيلومتر تقريبا، واحتاج لقطعها إلى حوالي 3 أيام.
إجراءات تنظيمية
اختتم السباق فعالياته، الجمعة، بعد أن حقق نجاحا ومتابعة جماهيرية لافتة، عكست اهتمام العدنيين بالطيور.
وأرجع القائمون على السباق هذا النجاح إلى اعتماد اللجنة المنظمة عددا من الإجراءات الإدارية التي منحت السباق أسباب النجاح. وتضمنت تلك الإجراءات ترقيم وتسجيل الطيور المشاركة من الحمام الزاجل قبل السباق، وإعطاء جميع الإرشادات لمالكي تلك الطيور.
كما شملت عددا من التجهيزات والجهود الذاتية التي بذلت من قبل اللجنة المنظمة؛ بهدف نجاح هذه المسابقة. وكانت جمعية هواة الحمام الزاجل قد أعلنت الأسبوع الماضي عن اللائحة التنظيمية للمسابقة، التي من المقرر أن تصبح تقليدا سنويا.
وحددت اللجنة عددا من الشروط المسبقة التي تم إعلام المتسابقين بها، من أجل الالتزام والانضباط بتلك الموجهات ضمانا لنجاح السباق.
وشهد ختام السباق، تكريم الفائزين من قبل الجهة الراعية لهذا السباق، ممثلة بمكتب الشباب والرياضة بعدن، ومسئول دائرة الشباب والطلاب بالمجلس الانتقالي، مأمون السقاف، ومسئولي جمعية هواة الحمام الزاجل.
ثقافة اقتناء الطيور
وباتت تربية الطيور واقتناءها طقسا أصيلا من طقوس شباب وأهالي عدن، خاصةً وأن المدينة تحتضن أكبر وأشهر سوق لبيع الطيور على مستوى اليمن.
حتى صارت عملية اقتناء الطيور والتسابق على امتلاك أفضلها ثقافة وممارسة أصيلة تمتد لعقود في مدينة عدن.
ويتميز هذا السوق باحتضانه للعديد من الأصناف والطيور المختلفة، وانبثقت منه جمعيات متخصصة في تربية الطيور الداجنة والحمام، وأخرى لطيور الزينة، وغيرها.
وسبق أن شهدت عدن الكثير من السباقات الجماهيرية لأجمل طائر، تنافس خلالها المتسابقون على استعراض أجمل ما يمتلكونه من طيور.