صحفي إيراني: الأحواز على فوهة بركان بسبب قمع الملالي
إعلامي أحوازي يكشف لـ"العين الإخبارية" كواليس الاحتجاجات في مدينة المحمرة جنوبي إيران.
تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في مدينة المحمرة أو "خرمشهر" الواقعة بنطاق محافظة خوزستان جنوبي إيران منذ عدة أسابيع، والتي تقطنها أغلبية عربية، حيث خرجت مسيرات وتجمعات احتجاجية عدة أمام مباني حكومية للتنديد بالتجاهل الرسمي من نظام الملالي لأزماتها المعيشية الصعبة، فضلاً عن قيام قوات الأمن بقمعهم بالرصاص.
وأشار موسى الشريفي، الصحفي الأحوازي المتخصص بالشأن الإيراني، إلى أن الأوضاع الراهنة في المحمرة وغيرها من المدن العربية داخل إيران بات ينطبق عليها المثل العربي "طفح الكيل وبلغ السيل الزبى"، بسبب استنزاف مواردها وثرواتها لصالح خدمة سياسات النظام الإيراني الفاشل، ضمن حروبه الإقليمية، التي كلفت الإيرانيين ثمنا باهظا، على حد قوله.
وأكد "الشريفي" في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن أهالى مدينة المحمرة انتفضوا بعد أن وصلت الأمور هناك إلى درجة الغليان وتدهورت أوضاع حقولهم إلى جانب صعوبة تدبير احتياجاتهم من مياه الشرب، حيث خرجوا بمسيرات احتجاجية حاشدة منذ الجمعة الماضي، مرددين هتافات "الموت لخامنئي.. الموت للديكتاتور" بشوارع المدينة.
وشدد "الشريفي" لـ"العين الإخبارية"، على أن قوات الأمن الإيرانية تواصل قمع المحتجين في المحمرة بالرصاص، والعنف، ما دعا باقي المدن الأحوازية الأخرى مثل عبادان، ومعشور، والأحواز العاصمة للتضامن معهم، قبل أن تنضم إليهم مدينة كرمانشاه ذات الأغلبية الكردية.
وعلى الرغم من محاولات الإعلام الإيراني الرسمي تشويه المحتجين، والادعاء وجود مخربين بينهم، أكد "الشريفي" أن الاحتجاجات انطلقت بشكل عشوائي، دون تخطيط مسبق لها، وسط دعوات من نشطاء أحوازيين على مواقع التواصل الاجتماعي بالحشد لدعم الاحتجاجات سلميا.
وكشف الصحفي الأحوازي عن محاولات النظام الإيراني تفريق تلك الاحتجاجات الحاشدة عبر اللجوء إلى القمع تارة، والزج بعناصر تخريبية للقيام بأعمال عنف، لاتخاذها ذريعة لقمع المتظاهرين بالشوارع، تارة أخري.
ويرى الصحفي المتخصص بالشأن الإيراني، أن المدن الإيرانية وصلت إلى أعلى مستوى من التذمر، والاحتقان بعد نحو 40 عاما من القمع على أيدي نظام الملالي، معتبرا أن الدعم الدولي مع الاحتجاجات الداخلية سيعجل من نهاية النظام الإيراني، بحسب قوله.
وتعاني مدينة "المحمرة" الواقعة بإقليم الأحواز في جنوبي إيران، والتي يطلق عليها الإيرانيون "خرمشهر"، من تجاهل حكومي شبه متعمد، وصل إلى حد تلوث مياه الشرب، بسبب مشروعات فاشلة تجريها مليشيات الحرس الثوري الإيراني لتعديل مسارات بعض الأنهار.