«التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي».. دبي وجهة للمواهب ومركز للابتكار التقني

شهدت مسابقة التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي المقامة الثلاثاء ضمن ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي 2025 مشاركة عالمية واسعة.
وذلك للفوز بلقب "أفضل مهندس للأوامر البرمجية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي"، والفوز بجوائز التحدي التي تصل قيمتها الإجمالية إلى مليون درهم.
وأكد محمد المنصوري، المدير التنفيذي لشركة “ترانسسيند” ومحكّم فئة البرمجة، أن المتأهلين قدموا نماذج متقدمة في مجالات البرمجة والفن وتصميم المواقع، مشيداً بمستوى الابتكار الذي أظهره المشاركون، بمن فيهم مواطنون إماراتيون أثبتوا كفاءة عالية.
وأضاف أن معايير التقييم شملت دقة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونظافة الكود البرمجي، وجودة الفكرة، وسرعة الإنجاز.
وأشار المنصوري إلى أن الذكاء الاصطناعي يُعد اليوم أداة مساندة فاعلة للعنصر البشري، مستشهداً بتجربة منصة “4O” الحكومية التي تسهم في تسريع المهام وتحليل التحديات باستخدام تقنيات ذكية.
من جهته، قال الملازم أول راشد منصور العور، تقني الذكاء الاصطناعي وعضو لجنة التحكيم عن فئة الألعاب الإلكترونية في شرطة دبي، إن المسابقة أظهرت قدرات متقدمة للمشاركين، مؤكداً أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تُحدث تحوّلاً كبيراً في مجال الألعاب من حيث تقليص وقت التطوير وتخصيص التجربة للمستخدمين.
وشدد على أهمية تدريب الشباب على مفاهيم “الهندسة التوجيهية” لإعداد جيل قادر على توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بفاعلية.
ولفت العور إلى أن بعض الألعاب تتناول موضوعات اجتماعية مثل الوقاية من “كوفيد-19”، معتبراً أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تسريع إنتاج الألعاب وتقديم محتوى تعليمي وتدريبي وتوعوي.
وقال: “شاهدنا نماذج ألعاب متكاملة أُنجزت خلال دقائق، ما يعكس الإمكانات الهائلة التي يمكن تطويرها إذا توفرت الموارد والدعم اللازم”.
من جانبه، عبّر ياسر عياشي متسابق ومهندس ذكاء اصطناعي من المغرب مقيم في فرنسا، عن فخره بالمشاركة، موضحاً أن الوصول إلى المرحلة النهائية تطلّب مهارات متقدمة في الترميز والتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن المسابقة تعد الأولى من نوعها في العالم العربي.
بلال بوعطل من المغرب وهو طالب في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي اعتبر أن الحدث يشكل منصة فريدة للطلاب في المنطقة لاختبار مهاراتهم والمساهمة في مستقبل التكنولوجيا، مشيراً إلى الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة التي تُبرز تنوع المشاركين.
وأكد عبد الرحمن حسن المرزوقي من الإمارات طالب ماجستير في الجامعة نفسها، أن مشاركته جاءت بعد ترشحه من بين 3100 متقدم يمثلون 125 دولة، معرباً عن تطلعه للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي لخدمة وطنه وعائلته.
في السياق ذاته، قال المهندس المعماري يحيى قدورة من فلسطين، المشارك في فئة الفن، إن التحدي وفر بيئة تنافسية محفزة للإبداع، مشيراً إلى أن مشاركته تركز على تحويل الأفكار إلى صور باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، تبدأ بتحليل الفكرة وكتابتها ثم تحويلها إلى عمل بصري متكامل.
وأعرب عن فخره بأن تنطلق هذه المبادرات من دولة الإمارات، التي قال إنها تتصدر المشهد في دعم المواهب وتبنّي الابتكار.
وأضاف قدورة أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة رئيسية في عمله المعماري، موضحاً أنه ساعده في تقليص وقت تطوير المشاريع من شهر إلى ساعتين، وداعياً إلى إنشاء منصات مفتوحة تمكّن الأفراد من إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المستقبلية عبر الذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه المشاركات أن دبي باتت منصة عالمية رائدة لاحتضان الابتكار واستشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي، ضمن رؤية وطنية تكرّس مكانة دولة الإمارات مركزاً للثورة الرقمية العالمية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC4yNTUg جزيرة ام اند امز