الذكاء الاصطناعي يدير استثمارات وول ستريت بدون عواطف
يتزايد الاعتماد على التقنية الحديثة في بناء استراتيجيات الاستثمار والتداول الآلي لتقليل المخاطر الاستثمارية.
يتزايد دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يوما تلو الآخر في إدارة عمليات الاستثمار في بورصة وول ستريت أكبر سوق مال في العالم، حتى باتت مصدرا مهما للقرارات الاستثمارية لمؤسسات تدير أصولا مالية بمئات المليارات من الدولارات.
هذا ما أشار إليه الموقع الاقتصادي العالمي "بيزنس إنسايدر" في تقرير عن تأثير الذكاء الاصطناعي على إدارة الاستثمارات في وول ستريت، حيث أشار إلى أن هناك تكثيفا في بناء استراتيجيات التداول الآلي التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ومعالجة كم هائل من البيانات الخاصة بعمليات الاستثمار التي شهدها السوق خلال عقود متتالية من الزمان.
ونقلت "بيزنس إنسايدر" عن ماركو كولانوفيتش، الرئيس العالمي لأبحاث المشتقات والبيانات الكمية ببنك جي بي مورجان، أن استراتيجيات الذكاء الاصطناعي تتميز باستبعاد الدوافع العاطفية التي تؤدي إلى تقلب أسعار الأسهم، لاسيما الأوراق المالية التي تتميز بإقبال المستثمرين الأفراد على التعامل عليها.
وتابع: وضع استراتيجية استثمارية بناءً على بيانات عمليات الاستثمار التي تمتد لفترات طويلة تثمر عن تعزيز الاستقرار في الأداء اليومي للسوق.
فيما أكد باري هيروتز، الرئيس العالمي لشركة UBS Evidence Lab – المزود الرئيسي للبيانات الاستثمارية للمؤسسات المالية – أن مديري الاستثمار يجب أن يأخذوا في اعتبارهم أن الذكاء الاصطناعي لا يغير طرق الاستثمار التقليدية، بل أن يحسن فعاليتها عن طريق تزويدها بقاعدة هائلة من البيانات المعالجة لمواقف استثمارية عديدة على مر السنوات.
ونوه بأن مديري الاستثمار يقعون في أخطاء فادحة عند الاستعانة باستراتيجيات ذكاء اصطناعي ناجحة في بعض المؤسسات المالية، دون الاهتمام بتطبيق هذه الاستراتيجيات بالطريقة الاستثمارية التي تناسبهم.
ومن جهة أخرى، أشار روجيرو جزاماتيكا، مؤسس ومدير مجموعة Yewno المتخصصة في تزويد بيانات الذكاء الاصطناعي، إلى أن الاستفادة من التقنيات الحديثة في الاستثمار لا تعتمد على وجود البيانات فقط في متناول المستثمرين، بل يجب تعلم كيفية الاستفادة منها من أجل التفوق على معايير الربحية التي تحددها هذه التطبيقات.
وسبق أن نقلت بلومبرج عن لويك إيلس، المدير التنفيذي بمؤسسة Man Group Plc الاستثمارية، أن شركته تخصص 13 مليار دولار للاستثمار بصناديق التحوط التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أنه في غضون 10 سنوات سيتم الاعتماد على التقنية الحديثة في كافة جوانب سوق المال ابتداءً من تنفيذ الصفقات وصولاً إلى انتقاء الأسهم.