النفايات الإلكترونية.. الوجه الآخر للذكاء الاصطناعي يزداد «قبحا»
حذرت دراسة جديدة من أن سباق وادي السيليكون لبناء برامج ذكاء اصطناعي أكثر قوة، قد يؤدي إلى زيادة هائلة في النفايات الإلكترونية.
وبحسب واشنطن بوست، تنفق شركات التكنولوجيا الرائدة بكثافة لبناء وترقية مراكز البيانات لتشغيل مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي وتزويدها بشرائح كمبيوتر قوية.
وقالت الدراسة التي أجراها أكاديميون في الصين بشراكة مع بلدان أخرى، إنه إذا استمرت طفرة الذكاء الاصطناعي، فقد تتحول الرقائق والمعدات القديمة إلى نفايات إلكترونية إضافية تعادل التخلص من 13 مليار هاتف آيفون سنويًا بحلول عام 2030.
وتواجه شركات التكنولوجيا تدقيقًا متزايدًا بشأن التكاليف البيئية للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يجذب المستثمرين، مع وجود الحاجة إلى كميات هائلة من الطاقة والمياه لتشغيل وتبريد شرائح الكمبيوتر القوية المطلوبة.
وفي الوقت الحالي تشكل النفايات الإلكترونية بالفعل مشكلة عالمية كبيرة ومتنامية، حيث إن الغالبية العظمى من الإلكترونيات المستهلكة لا يتم إعادة تدويرها، وينتهي بها المطاف في مكبات النفايات، وفقًا لتقرير سنوي للأمم المتحدة حول النفايات الإلكترونية.
وغالبًا ما يتم تصدير أجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التي يتم التخلص منها في الغرب إلى البلدان ذات الدخل المنخفض حيث يقوم الناس بتفكيك الأجهزة القديمة يدويًا للوصول إلى النحاس والمعادن الأخرى.
وإن المهن المشابهة منخفضة الأجر تعرض العمال لمواد ضارة مثل الزئبق والرصاص، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
في التحليل الذي نُشر يوم الإثنين، توقع باحثون في الأكاديمية الصينية للعلوم بشراكة مع جامعات أخرى، أن يؤدي ازدهار الذكاء الاصطناعي إلى زيادة إجمالي كمية النفايات الإلكترونية عالميًا بنسبة تتراوح بين 3 و12% بحلول عام 2030.
وهذا يعني ما يصل إلى 2.5 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية الإضافية كل عام.
وظهرت هذه التقديرات من خلال النظر في سيناريوهات مختلفة لكثافة الاستثمار المستقبلي في الذكاء الاصطناعي.
واستند الباحثون في حساباتهم إلى النفايات الناتجة عن التخلص من خادم كمبيوتر يعمل بمعالج قوي من إنتاج شركة إنفيديا يسمى H100، وقدر الباحثون أن الشركات ستستبدل أنظمتها كل 3 سنوات.
ذلك مع استناد الباحثين إلى قاعدة عامة لصناعة التكنولوجيا تُعرف باسم "قانون مور"، والتي تتوقع أن يتضاعف عدد الترانزستورات التي يمكن حشرها على شريحة سيليكون كل عامين.
ولم تأخذ الدراسة في الاعتبار النفايات المحتملة الناتجة عن التخلص من المعدات الأخرى اللازمة في مراكز البيانات، مثل أنظمة التبريد التي تمنع الرقائق من ارتفاع درجة حرارتها.
وعلق أحد مؤلفي الدراسة بقوله، "نأمل أن يلفت هذا البحث الانتباه إلى التأثير البيئي الذي غالبًا ما يتم تجاهله لأجهزة الذكاء الاصطناعي"، وأضاف "يأتي الذكاء الاصطناعي بتكاليف بيئية ملموسة تتجاوز استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون".
ونُشرت الدراسة التي تمت مراجعتها من قبل الأقران كاملة في مجلة Nature Computational Science.
وبحسب واشنطن بوست، رفض متحدث باسم إنفيديا التعليق على هذه الدراسة البحثية، مع العلم أنه سبق وذكر تقرير الاستدامة لعام 2024 للشركة أنها تعمل على تقليل الانبعاثات من مراكز البيانات الخاصة بها وإعادة تدوير التكنولوجيا التي يستخدمها موظفوها بعناية.
ورغم أن بعض المستثمرين في وول ستريت وفي وادي السليكون حذروا من أنه سيكون من الصعب على الذكاء الاصطناعي أن يكون مربحًا بما يكفي لتعويض الإنفاق الضخم الأخير على أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات اللازمة، فقد قال كبار مطوري الذكاء الاصطناعي إنهم يريدون إنفاق المزيد.
وقالت مايكروسوفت هذا العام إن إنفاقها ربع السنوي البالغ 14 مليار دولار على مراكز البيانات سيستمر في النمو.
وفي سبتمبر/أيلول، قدم الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان لمسؤولي البيت الأبيض تحليلاً يزعم أن بناء العديد من مراكز البيانات في جميع أنحاء البلاد بتكلفة 100 مليار دولار لكل منشأة من شأنه أن يخلق فرص عمل ونموًا اقتصاديًا.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز