روبوتات الحداد.. فرصة أخيرة لوداع الموتى في الصين

في الصين انتشرت ظاهرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إحياء الأجداد من الموت، كون الإخلاص للسلف من أهم التقاليد لدى الشعب الصيني.
ومنذ عام 2020، سعى العديد من المطورين في مجال التكنولوجيا، للعمل على برامج ذكاء اصطناعي يعيدون بها إحياء أحبائهم من الموتى، لاستعادة حضورهم للحياة.
ويكشف موقع "بيزنس إنسايدر" عن عدد من النماذج التي شهدت محاولات مشابهة، وكان أولها لمطور برمجيات صيني، يدعى "يو جيالين"، حاول في 2020، بعد تطويره ببرنامج متطور قادر على مطابقة حركة الشفاه مع الخطابات المسجلة، أن يستعين ببرامج مشابهة في إحياء جده الذي توفي عام 2010.
بعد ذلك، تعددت التجارب بين الصينيين التي تحاول الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وبرامج المحادثات المختلفة، لإحياء الموتى وإجراء محادثات معهم.
عن طريق دمج البيانات المتاحة عن المتوفين، من تسجيلات صوتية، ومقاطع فيديو يمكن منها أن يحصل الذكاء الاصطناعي على ملامح الوجه وأسلوب الحركة وطريقة الحديث، مع تطبيقات محادثات متطورة، وصفها "بيزنس إنسايدر" بـ روبوتات الحداد.
وبالنسبة للمطور الصيني "يو جيالين"، الذي كانت على يده الأولى هذه المحاولات، فقد تحدث عن محاولته الخاصة للقيام باستعادة جده الراحل إلى الحياة، مع صحفي التحقيقات "تانج يوشينج"، الذي قام بتوثيق هذه المحاولة لصالح صحيفة Sixth Tone.
والمطور البالغ من العمر الآن 29 عاما، قال إنه كان في عمر الـ 17 عند وفاة جده الراحل، حاول من خلال هذه التجربة إحياء ذكرى جده لتظل ذكراه حية بين الأصدقاء وأفراد الأسرة.
ونموذج روبوت الحداد الذي انتشر بين الصينيين الآن، يمثل مجموعة روبوتات دردشة تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، تحاكي في آلية عملها روبوت الدردشة الذكي ChatGPT.
ونجح مطورون في الصين على دفع هذه الروبوتات لمحاكاة أحبائهم المتوفين، بإضافة بيانات من ذكراهم، وقد ساهم تطور روبوتات الدردشة في السنوات الماضية على ازدهار هذا النوع من التقنيات بشكل كبير في الصين.
على عكس ما كانت تتطلبه النماذج الأقدم من روبوتات الحداد في الصين، من كمية ضخمة من المعلومات والبيانات على حد وصف المطور " يو جيالين "، الآن الروبوتات الحديثة، يمكنها تحقيق نموذج متكامل يحاكي الأحباء الراحلين من عينات بسيطة لمقتنيات سابقة تخصهم مثل الصور التذكارية ومقاطع الفيديو وتسجيلات الصوت.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز