الذكاء الاصطناعي سلاح شركات التتبع لإيقاف تهريب النفط الإيراني
ساهمت التقنيات الحديثة المصحوبة بتوظيف الأقمار الصناعية في كشف أساليب إخفاء وجهات السفن
اتجهت شركات متخصصة في تتبع السفن إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد مسار السفن المُحملة بشحنات النفط الإيراني، بهدف إحباط الأساليب التي تحاول أن تنتهجها إيران للهروب من العقوبات الأمريكية المفروضة على صادرات النفط.
وحسب دراسة أعلنها مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" والذي يتخذ من أبوظبي مقرا لأنشطته، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتتبع تقوم بتدقيق حسابات سرعة السفن والمسافات التي تقطعها، فضلاً عن معرفة وجهاتها النهائية وأحجام حمولتها.
وأضاف المركز أن هذه العمليات تتم من خلال معالجة كميات كبيرة من البيانات الدقيقة، من بينها السمات البصرية للسفن، بما يمكن شركات التتبع في نهاية الأمر من التنبؤ بسلوك السفن بشكل أفضل.
وأشارت الدراسة إلى أن طرق التتبع الحديثة رصدت أساليب تمويه إيرانية تستهدف إخفاء وجهات صادراتها، منها إرسال إشارات لاسلكية لمواقع تحميل خاطئة، وتغيير أعلام السفن، ونقل الشحنات من سفينة لأخرى في عرض البحر، بالإضافة لإجراء تعديلات مستمرة على مواعيد الناقلات.
وأوضحت أن شركات التتبع العالمية -مثل تانكر تراكرز الأمريكية، وكبلر لبيانات الطاقة- تتعقب تحركات السفن الإيرانية انطلاقاً من مختلف الموانئ الإيرانية أو من جزيرة خرج، المنفذ الرئيسي لتصدير النفط الإيراني بشكل شبه يومي بدلاً من أسبوعي، حيث تم اللجوء لاستخدام صور الأقمار الصناعية التجارية التي تحصل عليها من شركات متخصصة في هذا المجال.
وكشفت بيانات شركات التتبع أبرز أساليب التهرب الإيراني، والتي تشمل اختيار ملاذات تهريب في آسيا وتحديدا الصين، لا سيما في ظل تقديم طهران مزيدا من الخصم على المبيعات وتسهيلات السداد، وتحمل تكلفة التأمين والنقل لمصافي النفط الصينية.
ورغم محاولات التهرب إلا أن عمليات التعقب أثمرت عن وصول المخزون بالمستودعات البرية لأعلى مستوى له منذ يناير/كانون الثاني 2019، لتسجل 73 مليون برميل في مايو/أيار الماضي بما يعادل 63.1% من سعة التخزين، فضلاً عن زيادة المخزون العائم بالناقلات الإيرانية بواقع 7 ملايين برميل، إذ بلغ 20 مليون برميل وفقا لبيانات لشركة كايروس المتخصصة في رصد التدفقات النفطية.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA= جزيرة ام اند امز