معهد دراسات أمريكي: المنظمات الخيرية في تركيا ستار لدعم الإرهابيين
رئيس منظمة "فقراء دير" الخيرية حسن سوسلو كان من بين الذين جرى توقيفهم بتهمة الاشتباه في تقديم مساعدات لهيئة تحرير الشام
كشف تقرير لمعهد أبحاث أمريكي ، أن السلطات التركية أطلقت سراح موقوفين بتهمة تقديم مساعدات لوجستية وأموال للجماعات الإرهابية في سوريا بعد 4 أيام من اعتقالهم في مداهمات للشرطة، مشيراً إلى أن المنظمات الخيرية في أنقرة تعتبر لاتتعدى كونها ستار لدعم الجماعات المتطرفة بسوريا.
وأوضح التقرير الذي أعده الصحفي التركي أوزي بولوت، الباحث بمعهد "جيتستون" الأمريكي للأبحاث، أنه بعد أربعة أيام من تنفيذ الشرطة التركية لمداهمات في 13 يناير/كانون الثاني لمنازل عشرات الأتراك بتهم "التورط في النزاع داخل سوريا وتقديم مساعدات لوجستية وأموال للمجموعات الإرهابية، فضلا عن تجنيد عناصر للانضمام لصفوفها"، عادت وأطلقت سراح الموقوفين ، كما أن وكالة الأناضول الرسمية حذفت الاعتقالات، بعد نشرها على موقعها وصفحات شبكاتها للتواصل الاجتماعي.
- "هيئة تحرير الشام".. إرهاب جديد يطل برأسه غرب سوريا
- أكشاك أردوغان.. أحدث تكتيكات الذعر الغذائية في تركيا
وأشار تقرير بولوت إلى أن رئيس منظمة "فقراء دير" الخيرية حسن سوسلو كان من بين الذين جرى توقيفهم بتهمة الاشتباه في تقديم مساعدات لهيئة تحرير الشام، التي صنفتها الولايات المتحدة، في وقت سابق، منظمة إرهابية وكانت تعرف حينها باسم "جبهة النصرة"، وتعد الجماعة الإرهابية المسيطرة في إدلب شمال سوريا.
تأسست منظمة "فقراء دير" عام 2013 في جنوب تركيا، قرب الحدود السورية، وتزعم المنظمة أنها تقدم "مساعدات إنسانية" للسوريين، لكن هناك شكوكا قوية في أنها أيضا تقدم مساعدات لوجستية وخدمات للمجموعات الإرهابية.
و خلال لقاء مع حسن سوسلو، رئيس المنظمة عام 2014، قال إن معظم التبرعات التي يحصلون عليها تأتي من الخارج مثل هولندا وألمانيا وبلجيكا عبر الحساب البنكي الذي يشاركونه على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن تقرير "جيتستون" أشار إلى أن التبرعات والأنشطة الأخرى التي تقوم بها المنظمة خضعت لمزيد من التدقيق، فطبقا لتقرير منشور بالصحيفة الهولندية "إن آر سي"، فكثيرا ما كانت تتوجه قوافل المساعدات إلى مناطق تسيطر عليها المجموعات الإرهابية في سوريا، مثل حزمة الإعانات التي ذهبت إلى مدينة "سراقب"، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام حاليا.
وفي وقت سابق من العام، أرسلت مواد إغاثة إلى مدينة المعرة، التي كانت حينها تخضع لسيطرة المجموعة نفسها.
وأوضح رودجر شانهان، الأستاذ المساعد وزميل الأبحاث بمعهد "لوي" الأسترالي، خلال تصريحات للصحيفة الهولندية، أنه لا يمكن لأحد دخول تلك المدن بدون الانخراط مع المجموعات الإرهابية التي تطلب أموالا منهم مقابل تقديم المساعدة.
وأوضح شانهان أن "حقيقة زعم سوسلو تقديم مساعدات لأسر المقاتلين ترتقي لكونها دعما للقتال نفسه.. من الصعب تصديق أن مساعدات (فقراء دير) تذهب فقط للمواليد ولا تستخدم في شراء الأسلحة والطعام للمقاتلين".
كما أشار تقرير الصحيفة الهولندية إلى أن "فقراء دير" عملت أيضا مع منظمة هولندية أخرى هي "بيبي كير"، التي جمعت صورة عام 2014 مجموعة من متطوعيها مع مقاتلين داعشيين في الرقة.
واختتم أوزي بولوت تقريره على موقع المعهد الأمريكي، موضحا أن كثيرا من الإرهابيين في تركيا على ما يبدو أسسوا شبكات دولية لمساعدة المتطرفين في سوريا، ونظرا لأن هذه الشبكة تعمل تحت ستار "الأعمال الخيرية"، فإن كثيرا من الحكومات الأوروبية تواجه صعوبة في مراقبة أنشطتها، وتحديدا في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية، ومحاسبة المتورطين.