الرئيس التنفيذي لـ"AIQ" لـ"العين الإخبارية": الذكاء الاصطناعي مسار الإمارات لريادة اقتصاد المستقبل
في عالم متسارع نحو اقتصاد المستقبل تحرص دولة الإمارات عبر رؤى مستدامة على الوجود في الصفوف الأولى وتحقيق الريادة عالمياً.
فالذكاء الاصطناعي، اليوم، شاهد عصر الثورة الصناعية الرابعة على رؤية دولة الإمارات المستهدف تحقيقها بحلول عام 2031، لتكون رائدة عالمياً بهذا المجال.
على أرض الواقع ووسط إنجازات نوعية ملهمة ورائدة، يُسهم هذا المجال في تعزيز مكانة أبوظبي ودولة الإمارات كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة ويتماشى مع الاستراتيجيات الوطنية التي تهدف إلى تسريع التحول الرقمي وتحقيق الاستدامة.
"العين الإخبارية" أجرت مقابلة مع عمر المرزوقي، الرئيس التنفيذي لشركة AIQ، وهي شركة رائدة في مجال التكنولوجيا مقرها أبوظبي، تركّز على الاستفادة من البيانات لدفع عجلة التحول المدعم بالذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة بهدف بناء مستقبل أكثر استدامة.
وتأسست شركة AIQ كمشروع مشترك بين شركة الطاقة العالمية "أدنوك" و"مجموعة 42" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، وتعمل الشركة على ابتكار حلول الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة التي تعزز القيمة في قطاع الطاقة بأكمله.
وتستفيد AIQ من معرفة "أدنوك" بالقطاع وقدرات الذكاء الاصطناعي لدى "مجموعة 42"، مما مكّن فريقها المتنامي من علماء البيانات العالميين والخبراء من تطوير منصة إدارة بيانات متطورة هي E-Novus ومجموعة مخصصة من التطبيقات تضم Drill-Novus وGeo-Novus وOpti-Novus وEco-Novus التي تعمل على تمكين شركات الطاقة من تحقيق التحول الرقمي المستدام والقائم على البيانات واتخاذ قرارات أكثر ذكاءً وأماناً واستنارة.
ما هو الأثر الذي أحدثته "إيه آي كيو" في السوق؟ هل يمكنك تقدير النمو المتوقع في استثمارات الشركة خلال السنوات الخمس المقبلة؟
تم إنشاء شركة "إيه آي كيو" خصيصاً لجلب قوة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى قطاع الطاقة وإحداث أثر تحوّلي يعزز الرقمنة في القطاع. وأحدثنا بالفعل بفضل تقنياتنا وحلولنا المتطورة للذكاء الاصطناعي أثر كبير لدى عملائنا من خلال أتمتة عملياتهم وتسريعها وتقديم البيانات والتحليلات التي أسهمت في تحسين عمليات صنع القرار لديهم، فضلاً عن توفير الحلول المبتكرة لدعم المجالات الحيوية والتي تشمل الاستدامة والسلامة. ونوفر من خلال تعزيز الكفاءة وتحسين التميز التشغيلي حلولاً رقمية قابلة للتطبيق تضمن النمو الاقتصادي المستدام للسوق.
إننا نشهد إمكانات هائلة للذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتطورة في القطاع الصناعي بدولة الإمارات، ونتوقع ازدياد استثمارات القطاع بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. وتدرك جميع الشركات حول العالم أهمية الذكاء الاصطناعي في الحاضر والمستقبل لا سيما في ما يتعلق بتعزيز القيمة في مختلف القطاعات. ومن المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030. ومن الواضح أنّ دولة الإمارات ملتزمة بتأسيس اقتصاد قائم على المعرفة التنافسية وأن الذكاء الاصطناعي هو قطاع ذو أولوية لتنويع اقتصاد الدولة. وأعلنت شركة "إيه آي كيو" بالفعل عن العديد من الشراكات الاستراتيجية مع رواد الذكاء الاصطناعي، ونعتزم أن نستمر في المستقبل في تعزيز تركيزنا على تزويد السوق بحلول الذكاء الاصطناعي المتطورة والتي من شأنها أن تحقق القيمة غير المسبوقة للعديد من مجالات الأعمال في العديد من القطاعات.
كيف تستطيع "إيه آي كيو" وخصوصاً مع اقتراب موعد مؤتمر الأطراف COP28، المساهمة في دعم استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 ومكافحة تغير المناخ؟
تتطلب تعقيدات تغير المناخ حلولاً مخصصة وذكية وفعّالة تم تطويرها لتلبية احتياجات القطاعات المختلفة. وتلتزم "إيه آي كيو" بالمساهمة في دعم استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 وأهدافها في تحقيق الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، من خلال تزويد القطاع بالحلول البرمجية المدعمة بالذكاء الاصطناعي والتي ستسهم بتعزيز الكفاءة التشغيلية وتقليل المخاطر البيئية وتمكين التحول الرقمي لقطاع الطاقة وتهيئته لمستقبلٍ أكثر استدامة.
ونعمل أيضاً على تطوير حلول تلبي احتياجات القطاع بشكل مباشر بهدف تحسين الاستدامة، وتشمل تطبيق سيساعد الشركات على قياس مستوى انبعاثات الغازات الدفيئة والتنبؤ بها في الوقت الفعلي ومنحها نظرة ثاقبة حول تأثير مبادرات الحد من انبعاثات الغازات الضارة لديها. وستتمكن دولة الإمارات عبر الاستفادة من خبرة "إيه آي كيو" في مجال الذكاء الاصطناعي من تعزيز البنية التحتية للطاقة والحد من انبعاثات الكربون وتحقيق أهداف الاستدامة بما يتماشى مع أهداف مؤتمر الأطراف COP 28 المتمثلة في تحقيق الأثر البيئي الإيجابي والملموس.
هل سيكون الذكاء الاصطناعي في اقتصادات الثورة الصناعية الرابعة هو العامل الوحيد الذي يحدد إمكانية النجاح، أم هناك عوامل حاسمة أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار؟
يعتبر الذكاء الاصطناعي تقنية مبتكرة وعامل حاسم للنجاح من دون شك، لكنه ليس العامل المُحدِد الوحيد للنجاح. فبينما توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي الإمكانات الهائلة، نرى أن العوامل الأخرى مثل الإبداع البشري والاعتبارات الأخلاقية والأطر التنظيمية واتخاذ القرارات الاستراتيجية لا تزال على نفس القدر من الأهمية. وتدرك "إيه آي كيو" أهمية اتباع المنهجيات الشاملة التي تجمع بين الإبداع البشري وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة لدفع عجلة النمو المستدام والشامل، وهي العناصر الأساسية للثورة الصناعية الرابعة.
برزت دولة الإمارات كلاعب إقليمي رائد في تطوير الذكاء الاصطناعي. ما هي أبرز مجالات تطوّر الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات؟
تتميز دولة الإمارات بالفعل كرائد إقليمي في تطوير الذكاء الاصطناعي حيث يتماشى ذلك مع طموحاتها لتصبح رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. وتفخر "إيه آي كيو" بأن تكون جزءاً من منظومة الذكاء الاصطناعي الشاملة في دولة الإمارات والمساهمة في تحقيق هذا التقدم. وتدرك "إيه آي كيو" الدور الأساسي الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تعزيز القيمة في قطاع الطاقة، والذي يعتبر قطاع ذو أولوية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات.
طورت شركة "إيه آي كيو" خلال ثلاث سنوات من عملها منصة بيانات متقدمة ومجموعة متنوعة من حلول الذكاء الاصطناعي المتطورة التي تلبي متطلبات قطاعات محددة، بالإضافة إلى التطبيقات الأفقية التي ستمكن القطاعات من معالجة تحديات الاستدامة والصحة والسلامة. وهي جميعها ابتكارات محلية الصنع بالكامل في دولة الإمارات. ونلعب اليوم دوراً مهماً في التمهيد لعصر جديد يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي حيث ستكون البيانات الضخمة والبنية التحتية الحوسبية الفائقة للسحابة والخبرة في علوم البيانات هي الاتجاهات السائدة في الدولة. وتتعاون الشركة باستمرار مع الجهات المعنية محلياً والهيئات الحكومية وشركاء القطاع بهدف تعزيز المنظومة الشاملة للتقنيات الذكية. ونخطط لمواصلة مسار تطوير حلول البرمجيات والتقنيات المتطورة والمدعمة بالذكاء الاصطناعي محلياً، والتي من شأنها تعزيز الكفاءة والقيمة في مختلف القطاعات داخل وخارج دولة الإمارات.
ما هي توقعاتكم لنمو مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال العقد الحالي؟
تشير الأبحاث الحديثة التي أجرتها مؤسسة "ماكينزي" إلى أنّ الذكاء الاصطناعي في دول مجلس التعاون الخليجي يمكن أن يسهم بما يصل إلى 150 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي. وتعتمد هذه الأرقام على درجة استيعاب الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعات الاقتصاد، وهو ما يعادل 9% أو أكثر من إجمالي الناتج المحلي في دول مجلس التعاون الخليجي. وتعتبر هذه التوقعات مؤشر على مدى أهمية تأثير الذكاء الاصطناعي. وتعادل إمكانات النمو الاقتصادي إمكانات الذكاء الاصطناعي التي ستساعدنا على مواجهة بعضاً من أهم التحديات الحالية، والتي تشمل تغير المناخ. وتركز "إيه آي كيو" على تطوير الحلول التي ستمكن عملاءنا من تعزيز القيمة ومعالجة القضايا الهامة التي تؤثر على أداء قطاعاتهم.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA= جزيرة ام اند امز