مكيف الهواء لا ينقل كورونا.. والتباعد الاجتماعي الأفضل لمواجهة الفيروس
آن ليو، طبيبة الأمراض المعدية، قالت إن الاهتمام بتدابير التباعد الاجتماعي أهم من الانشغال بسؤال "هل تنقل وحدات التكييف الفيروس أم لا؟"
على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية أكدت مرار أن فيروس كورونا المستجد ينتقل عن طريق رذاذ شخص مصاب، ولا دليل على انتقاله عبر الهواء، فإن دراسة صينية زعمت مؤخرا إصابة 3 عائلات كانت تجلس على موائد مجاورة في مطعم مكيف بالصين في أواخر يناير الماضي، جراء تطاير قطرات حاملة للفيروس من خلال التكييف الموجود بالمطعم.
وشككت آن ليو، طبيبة الأمراض المعدية بمركز ستنافورد للرعاية الصحية بأمريكا في نتائج هذه الدراسة التي حظيت باهتمام عالمي، وقالت في تقرير نشره موقع (housebeautifu) في 11 مايو الجاري: "بالطبع، كان المصابون يجلسون بالقرب من بعضهم البعض، لذلك ربما أثر القرب على انتقال العدوى".
وحتى الآن في هذه المرحلة من الوباء العالمي، فإن الأساسيات التي بات يعرفها الجميع لتجنب انتقال الفيروس التاجي الجديد، هي غسيل اليدين كثيرًا، وارتداء القناع، والحفاظ على مسافة 6 أقدام (مترين) من الأشخاص الآخرين في الأماكن العامة.
وتقول: "علينا أن نهتم بهذه الأمور، لا سيما الحفاظ على مسافة الستة أقدام، فهذا أهم من الانشغال بسؤال هل تنقل وحدات التكييف الفيروس، لأن هذه الدراسة الصينية التي حظيت باهتمام كبير ليست كافية للجزم بهذا الأمر".
وتضيف ليو: "لا نملك من المعلومات بخصوص هذا الأمر سوى النصيحة بتنظيف الفلاتر الخاصة بالتكييف بالطريقة المعتادة التي نفعلها دائما".
ويشدد جون ليدنيكي، المتخصص في علم الأحياء الدقيقة وعلم الفيروسات في كلية الصحة العامة والمهن الصحية بجامعة فلوريدا، على أهمية "التباعد الاجتماعي" الذي أشارت إليه ليو.
ويقول في تقرير نشره موقع (goodhousekeeping) في 27 إبريل الماضي: " إذا استطاعت المؤسسات أن تحافظ على هذا السلوك، وتجري فحوصات دائمة لضمان أن موظفيها لا يحملون ال فيروس، فلا توجد خطورة من استخدام التكييف".
ويلفت إلى أن الأمر نفسه ينطبق على التكييف المنزلي، ويوضح قائلا: "إذا كنت قد مارست تدابير تباعد اجتماعي آمنة باستمرار وكنت تعزل نفسك وعائلتك، فلا داعي للقلق بشأن تشغيل تكييف الهواء في منزلك".
من جانبه، يصف د.محمد أحمد، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي المصري للبحوث، تحذيرات بعض الخبراء بشأن التكييف بأنها في غير محلها.
ويقول أحمد لـ "العين الإخبارية": "بالنسبة للتكييف المنزلي، إذا كان أحد أفراد المنزل مصاب بالفيروس، فسينتقل للآخرين، سواء تم تشغيل التكييف أو لم يتم تشغيله، لذلك فلا داعي للتضييق على الناس ومطالبتهم بإغلاق التكييف".
أما بالنسبة للتكييفات المركزية في مواقع العمل والأماكن العامة، فإن الالتزام بالتباعد الاجتماعي وتقليل الزحام وارتداء الكمامات والأقنعة، يمكن أن يوفر الحماية من احتمالات العدوى أثناء تشغييل التكييف، كما يؤكد أحمد.
ويضيف: "أي فيروس، سواء كورونا أو غيره، يقل انتشاره صيفا، ولكن المشكلة تحدث عندما يتواجد مصاب بالفيروس بين مجموعة في المكتب أو المول التجاري، فيمكن لهذا الشخص أن ينقل العدوى لآخرين، لذلك فإن الماسك والتباعد الاجتماعي هو السبيل لاستمتاع آمن بالتكييف".