طائرة الرئيس الأمريكي من 1943 لـ1961.. "البقرة المقدسة" تتحول لـ"آير فورس وان"
حينما يصعد الرئيس الأمريكي على متن طائرة ما أيا تكن، تحمل بالضرورة اسم الإشارة اللاسلكية "آير فورس وان".
هذا على الأقل منذ خمسينيات القرن المنصرم، قبلها كان الإجراء المعتاد لسلاح الجو الأمريكي تحديد الطائرة بالرقم المكتوب على ذيلها.
وأدى ذلك إلى خطأ في تحديد هوية خلال الاتصالات اللاسلكية بين برج واشنطن للمراقبة الجوية في ريتشموند، والطائرة الرئاسية، ورحلة لشركة إيسترن أيرلاينز، التي حصلت على نفس رقم الرحلة/الذيل.
وبعدها أدرك المسؤولون أن استخدام رقم الذيل قد يؤدي إلى حوادث، وأعيد تسمية الطائرة الرئاسية منذ تلك الحادثة "آير فورس وان".
و"آير فورس وان" ليست طائرة واحدة، يمكن لأي طائرة أن تحصل على الإشارة اللاسلكية وتعرف بأنها "آير فورس وان" بمجرد أن يصعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على متنها.
وحتى يغادر الرئيس الطائرة، بغض النظر عن حجمها أو صانعها أو طرازها، تظل تحمل رمز النداء "آير فورس وان".
أما حين تحمل الطائرة نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، يكون رمز النداء "آير فورس تو".
ومع بروز الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى على الساحة الدولية، باتت "آير فورس وان" طائرة أيقونية، وقد أدركت هوليود هذه الحقيقة وأنتجت العديد من الأفلام التي تحمل هذا الاسم.
ومر نحو 80 عاما منذ أول رحلة طيران رئاسية أمريكية، وقد قطعت "آير فورس وان" طريقا طويلا منذ ذاك الحين.
وبينما نتطلع إلى عام 2024 لدخول الطائرة "آير فورس وان" الجديدة (التي يقال إنها تكلف أكثر من خمسة ملايين دولار) الخدمة، يلقي موقع "AeroTime"، المتخصص في شؤون الطيران نظرة على تاريخ الطائرات الرئاسة الأمريكية الأكثر شهرة في التاريخ، والطائرة التي سبقت طائرة بوينج 747 الأيقونية.
ثيودور روزفلت (1909 – 1901)
عمليا، لم يسافر ثيودور "تيدي" روزفلت رسميًا كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، لكنه كان أول رئيس يسافر خارج البلاد بينما لا يزال في المنصب.
وفي بداية القرن العشرين، كان السفر بالقطار هو الطريقة المستخدمة، وإذا طلب من الرئيس مغادرة البلد، كان يحتاج للإبحار. وكان عبور الأطلسي في بداية القرن العشرين يستغرق حوالي خمسة أيام.
لذلك تجنب الرؤساء دائما السفر حينها للبقاء قرب كرسي الحكم، لكن في 1906 تعين على روزفلت تفقد الأعمال في قناة بنما. وشرع في رحلة لـ17 يوما إلى أمريكا الجنوبية على متن السفينة الحربية التي تزن 16000 طن، يو إس إس لويزيانا.
وبهذه الرحلة أصبح ثيودور روزفلت أول رئيس أمريكي يسافر إلى الخارج وهو بمنصبه.
فرانكلين روزفلت (1945 -1933)
كان فرانكلين روزفلت أول رئيس أمريكي يسافر بالطائرة عام 1943. ففي ذاك الوقت، كان فرانكلين روزفلت بحاجة للانضمام إلى القادة الحلفاء الآخرين، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، من أجل مؤتمر سري بالدار البيضاء في المغرب.
وتجنب فرانكلين روزفلت الإبحار، الوسيلة المعتادة للتنقل في ذلك الوقت، حيث كانت تستغرق الرحلة أسبوعا على الأقل.
وسافر الرئيس على متن القارب الطائر التجارية من طراز بوينج كليبر، وبالرغم من أن الطائرة لم تكن مصممة للاستخدام الرئاسي، ألهمت الحكومة لإنشاء طائرة مخصصة لنقل الرئيس جوا.
البقرة المقدسة
وقع الاختيار على الطائرة المعدلة من طراز "دوغلاس VC-54C سكاى ماستر" لنقل الرئيس جوا.
وكانت نسخة من القاذفة B-24، مع سرعة قصوى تبلع 245 ميلا في الساعة ومدى يصل إلى 3600 ميل.
وصممت الطائرة بباب سفلي، وهو ما كان مفيدا للرئيس فرانكلين روزفلت، الذي أصيبت ساقيه بشلل دائم عام 1921، بعد إصابته بشلل الأطفال.
وسهل الباب السفلي على عملاء الخدمة السرية رفع الرئيس، الذي كان يجلس على كرسي متحرك، داخل الطائرة.
وفي النهاية، تم ربط ممر معد خصيصا بالطائرة حتى يمكن لرزوفلت بسهولة صعود الطائرة ومغادرتها وهو على كرسيه المتحرك.
وبعد ذلك، تم تصميم مصعد خاص لرفع الكرسي المتحرك من وإلى الطائرة، وتم وضعه بالجزء الخلفي منها حتى يرفع الرئيس مباشرة إلى مدخل مكتبه على متنها.
ولم يكن المصعد الميزة الوحيدة في أول طائرة رئاسية، بل كانت مجهزة أيضًا بغرفة مؤتمرات، ونوافذ مضادة للرصاص، وحمام خاص بجوار مقعد الرئيس، وثلاجة كهربائية، وحتى سرير قابل للطي.
وسميت الطائرة رسميا "البيت الأبيض الطائرة"، بسبب حجمها وكيف كانت تخضع لحراسة مشددة، بينما وصفتها الصحافة بـ"البقرة المقدسة."
وأجرت البقرة المقدسة أول رحلة لها في فبراير/شباط عام 1945، عندما حضر الرئيس روزفلت مؤتمر يالطا في القرم.
ولسوء الحظ، كانت الرحلة الأولى والأخيرة له على متن الطائرة الرئاسية، حيث توفي بعدها بشهور جراء إصابته بسكتة دماغية نزفية.
هاري ترومان (1945 – 1953)
ورث الرئيس الـ33 للولايات المتحدة، هاري ترومان، البقرة المقدسة. لكن في 1947 أصدرت شركة "دوغلاس للطائرات" طرازا أحدث من الطائرة لتحل محل "البيت الأبيض الطائر" القديم.
وبدلًا من أن تطلق عليها الصحافة اسمها، اختار الطيار الرئاسي ومكتب الرئيس اسم "إنديبندنس" أو "الاستقلال"، تيمنا بمسقط رأس ترومان في ميسوري.
وتميزت الطائرة بقاعة مناسبات ضخمة، والتي يمكن تحويلها إلى غرفة نوم، وكان بها مساحة تكفي 25 راكبا إضافيا، فضلًا عن مطبخ مجهز بالكامل، مما يضمن إمكانية تحضير الوجبات للجميع، وكانت سرعتها تبلغ 320 ميلا في الساعة، ونطاق 4400 ميل.
دوايت أيزنهاور (1961 - 1953)
في يناير/كانون الثاني عام 1953، انتخب دوايت أيزنهاور الرئيس الـ34 للولايات المتحدة الأمريكية. وبدلًا من أن يرث الطائرة الرئاسية من الإدارة السابقة، اختار أيزنهاور طائرة رئاسية وطاقما جديدين.
وأيزنهاور الذي كان طيارا خاصا والقائد الأعلى لقوة الحلفاء في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، اختار طائرة من طراز لوكهيد سي-121 كونستليشن برقم ذيل 8610، وبلغت أقصى سرعتها 376 ميلا في الساعة ونطاق 5800 ميل، وأسماها "كولومبين"، تيمنا بزهرة ولاية كولورادو، مسقط رأس السيدة الأولى.
aXA6IDE4LjIxNy40LjI1MCA= جزيرة ام اند امز