«إير فورس وان».. تاريخ «المكتب البيضاوي الطائر» في صور

تلقب طائرة الرئيس الأمريكي بـ"المكتب البيضاوي الطائر"، واستُخدمت لفترة طويلة كمركز قيادة طيران للرئيس، ومكتب، ومقر خاص.

فمنذ منتصف القرن العشرين، سافر رؤساء الولايات المتحدة على متن طائرات خاصة تُسمى "طائرة الرئاسة" أو "إير فورس وان" أثناء تأدية مهامهم الرسمية وهي طائرة مجهزة بكل ما قد يحتاجه الرئيس، بما في ذلك مساحات مكتبية، ومطبخان، وغرفة نوم رئيسية مع أماكن للنوم، وغرفة عمليات مجهزة بالكامل.

وعلى مر السنين، تغير تصميم طائرة الرئاسة وذلك وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي الذي استعرض في تقرير له تاريخ "إير فورس وان".

البقرة المقدسة

قبل الطائرات النفاثة، كانت أول طائرة صُنعت لرؤساء الولايات المتحدة هي "دوغلاس في سي-54 سي سكاي ماستر" المعروفة باسم "البقرة المقدسة" والتي دخلت الخدمة من 1944 إلى 1961، حيث كان على متنها الرئيسان فرانكلين د. روزفلت وهاري ترومان.

واشتملت على عمود مصعد للكرسي المتحرك لروزفلت وقاعة اجتماعات تنفيذية بنافذة مضادة للرصاص، وثلاجة كهربائية، وهي ميزة نادرة في الطائرات المصنعة في أربعينيات القرن الماضي.

كويني

كان الرئيس دوايت د. أيزنهاور أول رئيس يسافر على متن طائرة نفاثة عام 1959. وتميزت الطائرة "بوينغ 707 ستراتولاينر"، الملقبة بـ"كويني"، بقسم للاتصالات، ومساحة تتسع لـ 40 راكبًا، وقاعة مؤتمرات، وقاعة خاصة.

سام 26000

كان جون إف. كينيدي أول من استخدم طائرة نفاثة مصممة خصيصًا لرئيس الولايات المتحدة، والمعروفة باسم "سام 26000" وهي نسخة معدلة ومخصصة من طائرة مدنية من طراز "بوينغ 320-707" تعرف باسم "بوينغ "في سي-137 سي" وتضمنت غرفة معيشة، وغرفة نوم، وحمامًا، ومطبخًا.

وصمم ريموند لوي التصميم الخارجي الأزرق والأبيض للطائرة التي تميزت بعلم أمريكي على ذيلها وأختام رئاسية على أنفها.

وبعد اغتيال كينيدي عام 1963، أدى نائبه ليندون جونسون اليمين الدستورية كرئيس للبلاد على متن "سام 26000" وكانت هذه هي المرة الأولى والوحيدة التي أُقيم فيها حفل أداء اليمين الرئاسية على متن طائرة.

بوينغ 707 رقم 27000

في عام 1972، كان ريتشارد نيكسون أول رئيس يستخدم طائرة "بوينغ 707" برقم ذيل 27000 كطائرة رئاسية التي شهدت اجتماعه مع القادة العسكريين والمدنيين في طريقه إلى فيتنام.

أثاث مخطط

بعد استقالة نيكسون، تولى جيرالد فورد الرئاسة وفي ذلك الوقت كانت مقاعد المقصورة الخلفية التي اعتاد على الحديث إلى الصحفيين منها مُنجّدة بقماش مخطط كما كان مكتب فورد، المجاور لقاعة الاستقبال يتميز أيضًا بأثاث مخطط.

السجاد الأزرق

جهز الرئيس جيمي كارتر ركن الصحافة في الطائرة الرئاسية بسجاد أزرق.

صور ريغان

في عهد رونالد ريغان، ضمت قاعة اجتماعات الطائرة الرئاسية رفا للمجلات، وكرسيا أزرق مخضر، وطاولة خشبية، وصورا له ولزوجته نانسي. كما علق ريغان صورا لنفسه في المقصورة الخلفية لطائرة الرئاسة.

كما تم إضافة ستائر زرقاء جديدة مُخطّطة تناغمت مع السجاد والأثاث الأزرق في قاعة الاجتماعات التي ضمت أيضا جهاز تلفزيون.

طائرتان جديدتان لبوش الأب

في عام 1990، بدأ جورج بوش الأب باستخدام طائرات "بوينغ 747" الجديدة، التي تحمل الرقمين 28000 و29000 كطائرة الرئاسة.

وشهدت الطائرة تجديد المكتب الرئاسي بمكتب فخم، وسجاد رمادي، وكراسٍ جلدية، كما تم تزيين منطقة الموظفين والسكرتارية بألوان بيضاء ورمادية محايدة. وتميزت المنطقة بالعديد من الهواتف للأعمال الرسمية.

مساحة ضخمة

تتميز الطائرات الجديدة بمساحة تزيد عن 4000 قدم مربع، والتي اعتاد بيل كلينتون استخدامها لعقد اجتماعاته مثلما التقى بوفد من ولايتي داكوتا الشمالية والجنوبية عام 1997 لمعالجة مشكلة الفيضانات في المنطقة.

وفي منطقة الضيوف، تميزت طائرة الرئاسة الخاصة بكلينتون بكراسٍ بنية اللون وسجاد أزرق.

حصن 11 سبتمبر

في أغسطس/آب 2001، طار جورج دبليو بوش للمرة الأخيرة على متن طائرة الرئاسة 27000 قبل نقلها إلى مكتبة رونالد ريغان الرئاسية، بعدما نفذت 444 مهمة وقطعت أكثر من مليون ميل.

وعند وقوع أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، أبقى جهاز الخدمة السرية بوش في الجو على متن طائرة الرئاسة الجديدة خوفا من وقوع هجمات أخرى، رغم إصرار الرئيس على العودة إلى واشنطن.

وفي مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" عام 2016، وصف غوردون جوندرو، مساعد السكرتير الصحفي لبوش طائرة الرئاسة في ذلك اليوم بأنها كانت "أكثر الأماكن أمانًا وخطورة في العالم في آنٍ واحد".

تجديدات أوباما

عندما تولى باراك أوباما منصبه عام 2009، تم تجديد غرفة اجتماعات طائرة الرئاسة بشاشة تلفزيون وكراسٍ جلدية.

كما تم تجديد أثاث المكتب الرئاسي، حيث استُبدلت الكراسي والأرائك المصنوعة من خشب الماهوجني بالكراسي والأرائك الرمادية وتم تجديد السجاد بنقشة نجمة رقيقة، والتي ظهرت أيضًا في قاعة الاجتماعات.

وأفادت قناة "سي إن بي سي" أن الطائرة مزودة بـ85 خط هاتف، بالإضافة إلى أجهزة تشفير لضمان اتصالات آمنة.

وتميزت الكراسي بنقشة منقّطة رقيقة، وتم طيّ الطاولات لتوفير مساحة أكبر وبدت المقصورة الخلفية المخصصة للصحافة كطائرة تجارية عادية. ويُسمح للصحفيين بالتجول في المقصورة بحرية، لكن لا يُسمح لهم بالتقدم للتحدث إلى الرئيس.

مقترح ترامب

خلال ولايته الأولى، اقترح دونالد ترامب في 2019 مخطط ألوان الأحمر والأبيض والأزرق الداكن لطلاء الجزء الخارجي من طائرة الرئاسة كجزء من برنامج إعادة تمويل الطائرات الرئاسية التابع لسلاح الجو.

لكن سلاح الجو رفض في النهاية مخطط الألوان لأنه كان سيكلف أكثر وسيسبب مشاكل ارتفاع درجة الحرارة، وبدلاً من ذلك، اختار جو بايدن نظام ألوان أزرق فاتح مشابهًا للطراز الحالي.

طائرة جديدة بحلول 2027

من المتوقع أن تكون طائرات "في سي-25 بي" الجديدة للرئاسة جاهزة بحلول عام 2027، وفقًا للقوات الجوية.

وكلف هذا المشروع، الذي طال انتظاره، شركة بوينغ أكثر من ملياري دولار بسبب مشاكل مختلفة في التصنيع وسلسلة التوريد.

aXA6IDIxNi43My4yMTYuNiA=

جزيرة ام اند امز