«ماغلان» المدرع.. تعرف إلى قطار رؤساء أمريكا قبل «إير فورس وان» (صور)

قبل تحول «إير فورس وان» إلى رمز للتنقل الرئاسي، كان رؤساء الولايات المتحدة يجوبون البلاد على متن عربة قطار مدرعة.
كان هذا القطار الذي أطلق عليه لقب "فرديناند ماجلان أو "عربة الولايات المتحدة رقم 1، أول وسيلة تنقل رئاسية مصممة خصيصًا لأغراض الأمن والراحة أثناء السفر.
جاءت البداية في ديسمبر/كانون الأول عام 1942، عندما قدّمت شركة "بولمان" العربة إلى الرئيس فرانكلين روزفلت، بعد إعادة تصميمها بالتعاون مع جهاز الخدمة السرية.
وجاءت التعديلات استجابةً لمخاوف أمنية خلال الحرب العالمية الثانية، وشملت دروعًا فولاذية بسمك يزيد عن نصف بوصة، ونوافذ مقاومة للرصاص بسماكة 3 بوصات، ما جعلها أثقل عربة قطار في تاريخ الولايات المتحدة بوزن بلغ نحو 285 ألف رطل - أي ما يفوق وزن معظم الدبابات الحديثة.
استخدم روزفلت العربة في رحلاته من العاصمة واشنطن إلى منزله في هايد بارك، نيويورك، مصرا على ألا تتجاوز سرعتها 35 ميلا في الساعة، حرصا على سلامته.
وكانت آخر رحلة له في 30 مارس/آذار 1945 إلى مقرّه في "وورم سبرينغز" بولاية جورجيا، حيث توفي لاحقا.
ترومان يجعل منها منبرا انتخابيا
في عام 1948، أعاد الرئيس هاري ترومان تعريف استخدام العربة، حين انطلق في جولة انتخابية استمرت 35 يوما، ألقى خلالها أكثر من 350 خطابا من المنصة الخلفية للعربة فيما عُرف بجولات "صافرة التوقف". وعلى عكس روزفلت، فضّل ترومان السفر بسرعة تصل إلى 80 ميلا في الساعة.
ومع وصول الرئيس دوايت أيزنهاور، بدأ اعتماد الطيران كوسيلة النقل الرئاسي الرسمية، وتم الاستغناء عن العربة عام 1954. لكنها عادت للظهور مرة واحدة عام 1984، عندما استخدمها الرئيس رونالد ريغان في جولة رمزية بولاية أوهايو خلال حملته الانتخابية.
متحف في ميامي يحتضن الإرث
في عام 1959، استحوذ متحف "غولد كوست للسكك الحديدية" في ميامي، فلوريدا، على العربة بعد أن تبرّع بها معهد سميثسونيان الذي لم يتمكن من توفير مساحة لتخزينها. ولا تزال العربة إلى اليوم معروضة للزوار، وتعد من أبرز مقتنيات المتحف.
تفاصيل أمنية ومواصفات فاخرة
تمت إزالة اسم "فرديناند ماجلان" من على جوانب العربة في محاولة لإخفاء هويتها، رغم تصميمها اللافت.
وشملت مواصفاتها الأمنية:
- فتحتين للهروب
- بروتوكولًا أمنيًا يمنع وجود أي قطار آخر على المسار ذاته لمسافة 30 دقيقة.
- كانت العربة تُعرف بالرمز السري "POTUS"(رئيس الولايات المتحدة)
- كانت تحظى بأولوية العبور على السكك الحديدية.
- من الداخل، تضم العربة مطبخًا متكاملًا مع فرن وثلاجات.
- كما تضم جناحا رئاسيا مجهزا بسرير كبير ومرافق مناسبة لكرسي متحرك، وغرفتي نوم للضيوف، إحداهما استُخدمت لاستضافة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل عام 1946.
كما يحتوي على غرفة طعام بطاولة من خشب الماهوغاني وصينيّة رسمية بشعار الرئاسة، وكذلك حمامات مجهزة بحوض استحمام ومرحاض، فضلًا عن مخرج طوارئ، وردهة خلفية تُستخدم لإلقاء الخطب، كما فعل ترومان في محطاته الانتخابية.
إرث حي
ورغم مرور أكثر من 70 عاما على خروجها من الخدمة، لا تزال "عربة الولايات المتحدة رقم 1" موصولة بشبكة السكك الحديدية، ويمكن - نظريا - لأي رئيس أمريكي حالي استخدامها في جولة رمزية.
قد لا تروق الفكرة لبعض الرؤساء، كما يلمّح أحد المرشدين السياحيين، لكن العودة الرمزية لـ"البيت الأبيض المتنقل" تبقى خيارا متاحا، ومشهدا قد يعيد كتابة جزء من الحملة الانتخابية الأمريكية يوما ما.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز