المجال الجوي ملاذ آمن للهرب من الزحام والتاكسي الطائر جاهز في 2025
الجمعية الأمريكية لقطاع الملاحة الجوية تقول إن سيارات الأجرة الطائرة ستنتشر على نطاق واسع في 2050 بفضل الذكاء الاصطناعي.
يبدو أن شركات السيارات والنقل العالمية وجدت في المجال الجوي ملاذا آمنا للهرب من حالة الاختناقات والزحام الشديدة التي تشهدها المدن الكبرى، وهو ما يتثمل في مساعيها المستمرة للتسابق في تصنيع المركبة الطائرة لما يتمتع به المجال الجوي من مزايا تسهل عمل هذه الشركات ومنها أن قواعد النقل الجوّي أكثر دقة من قواعد النقل البرّي وأنه ثلاثي الأبعاد وأقل تخمة بكثير من الطرق البرية.
"يقلع ويهبط بشكل عمودي ويتسع لـ4 أشخاص"، هذه من مواصفات "التاكسي الجوي" الذي كشفت شركة صناعة المروحيات الأمريكية "بيل" عن نموذج له ويحمل اسم "نيكسوس" ويجمع بين مواصفات السيارة الطائرة والمروحية المصغرة.
وقال مايكل ثاكر نائب رئيس شركة "بيل"، في كلمة له خلال مهرجان "ساوث باي ساوثويست" في أوستن بولاية تكساس، إنه من المتوقع تحول هذا الحلم إلى حقيقة وتشغيل أولى هذه المركبات بحلول 2025.
- التاكسي الطائر ذاتي القيادة من أودي ينجح في أول اختبار له
- شركات عالمية تبدأ تصميم التاكسي الطائر.. وأوبر أول المستثمرين
وأضاف ثاكر أن هذا الأمر لن يحدث بين ليلة وضحاها ولن تنتشر آلاف المركبات الطائرة، بل سيقتصر الأمر على بضع عشرات في بعض المدن.
كما ستبدأ الطائرات المسيّرة بنقل السلع، مثل المنتجات الطبية في حالات الطوارئ في المدن قبل عام 2025 بكثير، لأن "المعايير ليست صارمة بشأنها كما هي القواعد الخاصة بسلامة الركاب".
وقال "إن المركبات الطائرة مكلفة وتحدث ضجة كبيرة، وهو ما يتطلّب تقنية جديدة بما في ذلك مروحيات أصغر ومحركات دفع كهربائي أقوى.
من جانبه، يقول جايوون شين المسؤول عن الأبحاث المتعلقة بالملاحة الجوية في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، "إن مهلة عام 2025 معقولة لعمليات تجارية محدودة، لكن لكي تنطلق السوق وتصبح ناضجة، أعتقد أن الأمر سيستغرق عقدا".
وتوضح شيفيكا ساديف المستشارة في شركة "ماكينزي" أن بلوغ هذا الهدف ما زال يتطلّب "اجتياز العديد من الحواجز"، وتذكر خصوصا التشريعات الخاصة "باختبار المركبة وهي تحلّق فوق المدن بسكانها ومبانيها".
وفي تقرير بعنوان "فيجين 2050"، تقول الجمعية الأمريكية لقطاع الملاحة الجوية "أيه آي أيه" إن سيارات الأجرة الطائرة وطائرات بدون طيار أخرى "ستنتشر على نطاق واسع في 2050"، خصوصا بفضل الذكاء الاصطناعي.
وقالت "إن المجال الجوي يتمتع في هذا الصدد بميزة كبيرة مقارنة بالمركبات البرية، حيث إنه ثلاثي الأبعاد وأقل تخمة بكثير من الطرق".
وأكد سكوت درينان مدير قسم الابتكار في شركة "بيل" أن الذكاء الاصطناعي أسهل بكثير في الجوّ، ففي السماء تكون المعادلات أبسط".
ويضيف أنه خلافا للصور التي تعطينا إياها أفلام مثل "بلايد رانر" و"ستار وورز"، فإن "قواعد النقل الجوّي أكثر دقة من قواعد النقل البرّي"، فهناك لا يوجد مثلا ممر للمشاة، ولا حاجة إلى التمييز بين مركبة أخرى وجسم ثابت.
وتتحلى المركبات الطائرة بميزة أخرى وهي دقّة نظام تحديد المواقع "جي بي إس"، كما يقول أنيل ناندوري مدير قسم الطائرات المسيرة في شركة "إنتل"، حيث يوضح الدقة لمسافة مترين تقريبا وهي ليست كافية للمركبات البرية لكنها تصبح كذلك بمجرد أن تكون موجودة في مكان ثلاثي الأبعاد.
من جانبها، تعتزم شركة "أوبر" لسيارات الأجرة تشغيل أولى سيارات الأجرة الطائرة في لوس أنجلوس ودالاس وهما من البقع الحضرية الكبيرة التي تعاني من الزحام الخانق في الولايات المتحدة، وذلك بالتعاون مع سائقين ومجموعات كثيرة تعمل في الملاحة الجوية.
وتطوّر شركات يقدّر عددها بين عشرين إلى ثلاثين شركة مشروعات مشابهة، من مجموعات ناشئة وأخرى عملاقة مثل "آيرباص" التي قدّمت أخيرا نموذج "سيتي آيرباص" في ألمانيا.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز