الفضاء يجمع إيرباص وتاليس وليوناردو.. أول شراكة بمجال الأقمار الصناعية

تشير التحركات الأخيرة لشركات إيرباص، تاليس، وليوناردو إلى مرحلة جديدة من التعاون الأوروبي في قطاع الفضاء، حيث يبدو أن القارة تسعى لتعزيز موقعها التنافسي في صناعة الأقمار الصناعية العالمية.
تأتي هذه الشراكة المقترحة في وقت تتسارع فيه المنافسة الدولية، خصوصاً من قبل الشركات الأمريكية مثل ستارلينك بقيادة إيلون ماسك، والمشاريع الصينية الطموحة، ما يجعل توحيد الجهود الأوروبية خطوة استراتيجية لتعزيز الابتكار والسيادة التكنولوجية.
ويرى محللون أن مشروع "برومو" لا يقتصر على كونه تحركاً تجارياً، بل يحمل أبعاداً سياسية وتقنية، إذ يعكس رغبة أوروبا في الحد من اعتمادها على اللاعبين الخارجيين في قطاع حساس ومؤثر على الأمن الوطني والدفاعي.
كما أن دمج خبرات الشركات الثلاث يمكن أن يخلق اقتصاديات حجم أكبر، ويعزز القدرة على تطوير تقنيات متقدمة للأقمار الصناعية العسكرية والمدنية، فضلاً عن فتح فرص تعاون مع الحكومات الأوروبية في مشاريع الاتصالات والمراقبة الفضائية، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
في هذا السياق، فإن توقيع اتفاق أولي هذا العام لن يكون مجرد إعلان رمزي، بل خطوة عملية نحو تعزيز الاستقلالية الصناعية الأوروبية وتأكيد قدرة القارة على المنافسة في سوق تتسم بالتطور السريع والتحديات التقنية الكبرى.
وأفاد مسؤول تنفيذي في شركة إيرباص أن الشركات الأوروبية الرائدة في مجال الطيران والفضاء، ليوناردو وثاليس وإيرباص، قد توقع هذا العام اتفاقاً أولياً لإنشاء شراكة في مجال الأقمار الصناعية، بهدف دمج أنشطتها في هذا القطاع الحيوي.
وجاءت تصريحات المدير التنفيذي لقسم الدفاع والفضاء في إيرباص، مايكل شولهورن، خلال مقابلة نشرتها صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية، مؤكدةً معلومات سابقة نشرتها وكالة رويترز.
مشروع "برومو" ومنافسة عالمية
في إطار ما يعرف بـ"مشروع برومو"، تخطط الشركات الثلاث لتأسيس شركة متخصصة في تصنيع الأقمار الصناعية، في خطوة تهدف إلى منافسة اللاعبين الرئيسيين في السوق العالمية، بما في ذلك الشركات الصينية والأمريكية، على غرار مشروع ستارلينك الذي يقوده إيلون ماسك.
وأكد شولهورن أن المشروع يسير في الاتجاه الصحيح، لكنه أشار إلى أن هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلى توضيح قبل اتخاذ خطوة كبيرة كهذه.
وأضاف: "عمليات من هذا النوع تتطلب عادة عملية من مرحلتين، تشمل اتفاقية إطار أولية، تليها مرحلة تؤدي إلى توقيع الاتفاقية الفعلية".
وأشار المسؤول التنفيذي إلى أن توقيع الاتفاق الأولي قد يحدث خلال عام 2025، مع استمرار الشركات الثلاث في دراسة التفاصيل الفنية والمالية لضمان نجاح الشراكة وتنافسيتها في السوق الدولية.
أهمية الشراكة وتأثيرها على السوق العالمية
تأتي هذه الشراكة في وقت تشهد فيه صناعة الأقمار الصناعية العالمية تنافساً حاداً، خصوصاً مع توسع مشاريع ستارلينك والصين في مجال الاتصالات الفضائية.
ويؤكد محللون أن توحيد جهود إيرباص وثاليس وليوناردو قد يمنح أوروبا قدرة أكبر على الابتكار والتوسع في السوق الدولية، ويعزز الأمن التكنولوجي والاستقلالية الصناعية للقارة في قطاع حساس مثل الفضاء، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
كما يمكن للشراكة أن تفتح آفاقاً جديدة للتعاون مع الحكومات الأوروبية في برامج الاتصالات والمراقبة الفضائية، بما يرفع من كفاءة الاستخدام العسكري والمدني للأقمار الصناعية، ويعزز القدرة التنافسية ضد الشركات الأمريكية والصينية.