لن تكون مباراة الديربي، التي تجمع الأهلي والزمالك، غدًا الخميس، في نهائي كأس مصر للموسم الماضي، مجرد لقاء بين قطبي الكرة المصرية، بل الأمر قد يتحدد عليه ما هو أبعد.
أخيرًا، وبعد عام ونصف العام من انطلاق البطولة، سيُسدل الستار على أطول مسابقة كروية، في العصر الحديث على الأقل، في ظل عدم وجود مصادر رسمية لترتيب البطولات حسب مُدتها.
ورغم أن استكمال بطولة الكأس كان محلّ شك في ظل ازدحام روزنامة الكرة المصرية، وتبقّي 9 جولات على الأقل في مسابقة الدوري العام، مما أعطى انطباعًا بعدم أهميتها، فإنها تحوّلت في مباراتها النهائية "فقط" لأهم بطولات الموسم، باعتبار أن بطلها سيكون الأقرب لحسم الموسم لصالحه.
منطقيًّا يبدو الزمالك الأقرب للتتويج بالبطولة نظرًا لثبات المستوى في الفترة الأخيرة، وهو إنْ حدث سيكون عكس كل الأزمات، التي يعيشها الفريق، خاصة بعدم دعم صفوفه بأي لاعبين في الموسم الحالي، تنفيذًا لعقوبة الفيفا، أو لاقتراب نهاية عقود عدد من نجومه.
تتويج الزمالك بالبطولة سيفتح الباب لحصد باقي بطولات الموسم، وسيكون بمثابة ضربة قاضية لمنافسه، الذي لم يحقق إلا 4 انتصارات في آخر 10 مباريات بالدوري، ويمر بحالة من تذبذب المستوى عقب تغيير مدربه بيتسو موسيماني والتعاقد مع بديل برتغالي "ريكاردو سواريس"، لم يحقق أي لقب في تاريخه.
فوز الزمالك سيزيد الضغوط على منافسه في الدوري، الذي يتصدّره زملاء شيكابالا بفارق 9 نقاط، مع حقيقة خوض الأهلي مباراتين أقل.
الهزيمة في النهائي ستضع الأهلي على طريق "موسم صفري" غاب عن مخططاته طوال 18 موسمًا سابقًا، وبعد فترة من الإنجازات استطاع فيها حصد لقبَين لدوري أبطال أفريقيا في عام ونصف العام، فضلا عن برونزيتين في مونديال الأندية.
وبالمنطق نفسه، فإن فوز الأهلي يعني عودته للموسم من جديد، واستعادة الروح المعنوية، التي قد تمكنه من القتال على لقب الدوري حتى اللحظات الأخيرة، خاصة أنه يتفوق على منافسَيْه، الزمالك وبيراميدز، في المواجهات المباشرة.
الأسطورة تقول إنه كلما ارتفعت ثقة جماهير الزمالك بفريقها خيّب آمالها، والعكس صحيح بالنسبة لجماهير الأهلي، وهي الحالة التي يستطيع أي متابع أن يرصدها بسهولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعلنا نؤكد أن الموسم لم ينتهِ بعد، وأن الديربي سيكون بابًا لعالم من الإثارة، نفتقده منذ زمن طويل.
المؤكد في الأمر أن خسارة "الديربي" ستعني انهيارًا معنويًّا للمهزوم، ودفعة معنوية هائلة للفائز، قد تغير كل شيء في الموسم.. ستكون قمة القاهرة بعنوان: "ماذا تعرف عن الخسارة؟"، تلك الجملة التي سيُلقيها الفائز على مسمع الخاسر بعد طرحه أرضًا في النهاية، ويمضي في طريقه نحو الاحتفال، تاركًا النصف الآخر من العاصمة المصرية حزينًا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة