معرض العين للكتاب يسلط الضوء على العلاقات الإماراتية السعودية
البرنامج الثقافي لمعرض العين للكتاب يواصل فعالياته في مركز العين للمؤتمرات.
تحت رعاية الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، واصل البرنامج الثقافي لمعرض العين للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي من 23 سبتمبر إلى 2 أكتوبر في مركز العين للمؤتمرات فعالياته، حيث شهد اليوم الثالث انعقاد 3 ندوات حوارية.
تناولت الندوة الأولى موضوع "العلاقات الثقافية الإماراتية السعودية: علاقات تكامل وترابط" وتحدث فيها الدكتور محمد بن حسن المسعودي، وتحدث عن متانة العلاقات التي تربط بين الإمارات والسعودية والتي أظهرت ارتباطاً وثيقاً على كافة المناحي السياسية والاجتماعية والثقافية، بما يمثل نموذجاً متميزاً ، فهما ليستا دولتين شقيقتين فقط بل توأمين كما أسماهما ولّدتا الحب والتآلف والتحالف، مضيفاً أنّ المتابع تاريخياً يجد أن العلاقات السعودية الإماراتية لم تكن شيئاً مستغرباً؛ نظراً لما يربط الدولتين من أواصر الأخوّة والتعاون واللحمة بجذور ممتدة عبر التاريخ منذ عهد المغفور له الملك فيصل والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وتطرق الدكتور المسعودي، في الندوة التي أدارتها الكاتبة نورة الطنيجي، إلى تاريخ العلاقات بين الشعبين الإماراتي والسعودي منذ ذهاب الإماراتيين سنوياً للحج، أما العلاقة الثقافية بين البلدين، فعلاوة على دور الحج في الجانب الثقافي، كانت هناك على الدوام جسور أخرى تهيئ لهذا التواصل منها التعليم والأوقاف والقضاء والهبات الإماراتية بالمملكة العربية السعودية والدور الذي لعبه مثقفو الإمارات في السعودية من بين عوامل أخرى كان من شأنها أن ترتقي بهذه العلاقة إلى مصاف المشترك الثقافي والاجتماعي، الذي تذوب تحت لوائه أية فروقات بين المجتمعين، كما أنّ القواسم المشتركة التي تجمع بين البلدين لا تقتصر على العمل الثنائي داخل حدود البلدين فحسب، بل تتعداها لتصل إلى المحافل الدولية مثل منظمة اليونسكو والمشاركات المتبادلة في الفعاليات التي تنظمها دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الثقافية على مدار العام، وبخاصة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض الرياض الدولي للكتاب الذي حلّت فيه دولة الإمارات ضيف شرف مؤخراً، ومهرجان الجنادرية، وبرنامجي شاعر المليون وأمير الشعراء، وغيرها من المهرجانات والمسابقات التي تنظم في الإمارات.
وذكر الدكتور المسعودي بعض الفعاليات الدالة على العلاقة الثقافية والمعرفية الوثقى بين البلدين، منها الاحتفال المتبادل باليوم الوطني السعودي، الذي احتفت به دولة الإمارات في كل أرجائها على مدار أسبوع، واحتفاء السعوديين بدورهم باليوم الوطني الإماراتي. وهذا يدل على المحبة التي تربط بين الشعبين أيضاً.
كما تحدث عن التشابه في الخطط الثقافية والمؤسسات بين البلدين كمظهر من مظاهر التقارب والتماثل في البنية والتفكير الثقافي سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي.
أما الندوة الثانية التي حملت عنوان "الرواية الإماراتية وأسئلة الحياة" والتي شاركت فيها الروائية باسمة يونس وأدارتها الأديبة نجاة الظاهري، فعرضت بداية الرواية في الإمارات وتطورها، ومدى تمكن الشباب من كتابة رواية ناجحة بمواصفات وفنيات الرواية المتعارف عليها، وتطرقت يونس خلال ندوتها إلى أهمية القراءة وأهمية أن يقرأ شباب الإمارات للكتاب الإماراتيين للتعرف على النتاج المحلي أولاً ومن ثم مناقشته مع بعضهم البعض، ومن ثم المساهمة في دعم الكتاب الإماراتي محلياً أولاً، بالإضافة إلى ضرورة المساهمة في تطوير القلم الشاب ودعمه.
وأشارت باسمة يونس في حديثها إلى ما تقدمه الرواية الإماراتية والتساؤلات التي تطرحها وعلاقتها بالمتغيرات المجتمعية وما وصلت إليه دولة الإمارات من منجزات على كافة الأصعدة، موضحة أهمية الرواية في هذا الزمان كونها تعد لسان الواقع وأداة مهمة مستقبلاً لقياس التطور الاجتماعي والفكري في الإمارات، فالعالم يهتم بالرواية من منطلق كونها مخزن التفاصيل والأسرار، وهي تحمل الكثير عن حياة المؤلفين وعن تجاربهم ووجهات نظرهم وخيالاتهم، مشيرة إلى ضرورة حدوث مثل هذا التواصل الفكري بين الكاتب والقارئ من خلال قراءة الرواية والغوص في تفاصيلها.
ولفتت يونس في محاضرتها إلى أنّ الرواية في الغرب مدعومة من قبل أكثر من شخص، فالكاتب لديه فريق عمل مؤهل لجمع المعلومات وقراءة وتحرير العمل ودعمه، والكاتب يذكر دائماً في مقدمة كتابه فريق عمله ويوجه لهم الشكر لأنهم ساعدوه ولأنهم من يقفون وراء صناعة نجاحه وليس وحده، ونحن في الدول العربية بحاجة إلى مثل هذا الفريق لنصنع كتاباً ناجحين ولكي نتمكن من أن نمهد الطريق لهم وخصوصاً في بداية مشوارهم الإبداعي، ولا بأس بأن يكون لدينا زخم روائي ولكن على الناشر المساعدة في تطوير أدوات الكتابة.
وشهدت الندوة الثالثة التي نظمها مشروع كلمة للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بعنوان "كتاب العناصر"، وقدمتها الدكتورة منى الفلاسي من كلية العلوم في جامعة الإمارات، حواراً تفاعلياً بينها وبين الجمهور وبخاصة الأطفال الذين تابعوها بشغف أثناء التحدث عن العناصر الموجودة في كل شيء حولنا في العالم، ومجموعة المركّبات التي تشكّلها عندما تتّحد من عناصر أخرى، وعبر شرح مفصل وصفت الفلاسي العناصر وصور وطرق حيّة مباشرة تبيّن استخداماته أو المكوّنات التي تتواجد فيها.
وأكدت الفلاسي أهمية هذه النوعية من الكتب التي لا يمكن لأي ناشر عادي أن يجعلها ضمن مخططاته، كونه لا يؤمن أنها ذات مردود مادي، مشيرة إلى أهمية كتاب العناصر فهو ذو قيمة فكرية علمية إبداعية رائعة وترجمته دقيقة وسلسلة علمياً و يمكن لأي قارئ أن يفهمها كون المترجم لم يعتمد على الأسلوب الأكاديمي بل تناول الترجمة بأسلوب إبداعي.
وشهد اليوم الثالث من فعاليات معرض العين للكتاب عرض "ميرشي الموسيقية" للموسيقى الهندية والتي تمزج ما بين الصوت والإيقاع، والذي استطاع أن يجذب جمهور المعرض بعزف مليء بالحيوية.