"العين الإخبارية" ترصد أسباب زيادة حالات عقر الكلاب في مصر
قبل أيام، أعلن وزير الصحة المصري، الدكتور خالد عبدالغفار، ارتفاع حالات العقر من قبل الحيوانات الضالة بنسبة 20%.
وكشف عبدالغفار، خلال اجتماع لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب الخميس الماضي، أن تكلفة توفير الأمصال وصلت إلى 146 مليون جنيه مصري في عام 2019، وارتفعت إلى 151 مليون جنيه في 2022، منوها بأن المبلغ مرشح للزيادة مستقبلا، بحيث يصل إلى 500 مليون جنيه.
خلال الاجتماع، أشار نقيب الأطباء البيطريين، الدكتور خالد سليم، إلى أن أعداد الكلاب الضالة في مصر تزايدت في السنوات الأخيرة، ويصل عددها إلى 15 مليون كلب، موضحًا أن التوازن البيئي يقتضي أن يتراوح العدد ما بين 6 إلى 7 ملايين كلب فقط.
هذه المعطيات، دفعت كثيرين إلى الاستفهام بشأن الأسباب التي أدت إلى زيادة أعداد الكلاب الضالة في مصر، إلى جانب ارتفاع تكلفة علاج المتضررين من عقر هذه الكائنات، وهو ما حاولت "العين الإخبارية" الإجابة عنه خلال السطور التالية.
السعار متوطن
كشف الدكتور أحمد البنداري، مقرر لجنة الثروة الحيوانية بنقابة الأطباء البيطريين في مصر، أن السعار مرض متوطن في الكلاب عامة، ويفرز في جسم الحيوان بشكل متقطع، أي قد يتعرض الإنسان للعقر من كلب دون أن يصاب بالسعار في حالات.
وأضاف البنداري، لـ"العين الإخبارية"، أن السعار قد يكون متوطنا في الفئران، وقد تنقله بعض الكائنات الأخرى لاحتمال تعرضها هي الأخرى للعقر مثل الأحصنة، إلى جانب بعض أنواع الخفافيش.
ما سبق، أكد عليه الدكتور أحمد زكي، طبيب بيطري، موضحًا، لـ"العين الإخبارية" أن الكلاب الضالة ليست وحدها التي تنقل السعار: "هناك الفئران والراكون في الولايات المتحدة الأمريكية".
أسباب الشراسة
وقال الدكتور أحمد عنتر، مقرر لجنة النقابات الفرعية بنقابة الأطباء البيطريين في مصر، إن الشراسة تتواجد داخل الكلاب نتيجة الخوف من الهجوم الذي تتعرض له من البشر، فأهم مشكلة في هذه القضية هي "سلوكيات الإنسان نفسها".
وأشار عنتر لـ"العين الإخبارية"، إلى أن ما يزيد على 90% من الكلاب تكون عادية وطبيعتها أليفة، وبمجرد المرور بجانبها بشكل طبيعي لن تُستفز للهجوم، لكن لو أصيب الشخص بالخوف فهي في المقابل ستهجم عليه، "الكلب لا يعرف بأن الشخص يجري خوفا منه".
ونوه عنتر بأن الكلب المسعور يحب أن يكون منعزلا، ولا يمكن أن يتواجد وسط مجموعة من الكلاب.
التعامل مع حالات العقر
وكشف عنتر أن أول إجراء يتخذه الطبيب هو تطهير الجرح الغائر فورا، لاحتمال معاناة الكلب من سعار، مضيفا: "هذا إجراء ضروري ونتعامل به كأن الكلب يعاني من سعار، حتى لو لم يكن يعاني منه فعليا، وهو ما يرفع من تكلفة العلاج، كما نستخدم مضادا للسمية تجنبا للإصابة بالتيتانوس".
فيما أوضح الدكتور أحمد البنداري، لـ"العين الإخبارية"، أن تكلفة العلاج تعود إلى تلقى المريض لـ5 جرعات لمدة 5 أيام على مدار الشهر، مضيفا أن التحصين يكون بالمجان، وفي حال كان محل العقر قريبا من المخ، يتلقى المريض علاجا آخر لمساعدة المصل.
إجراءات بحق الكلاب
ذكر البنداري أن الكلاب بشكل عام تخضع لعدد من الإجراءات بحسب حالتها، شارحا: "الكلب المصاب بسعار تتعامل معه وزارتا البيئة والزراعة خلال حملات القتل الرحيم، أما إن كان كلبا ضالا يُجرى له عملية تعقيم أو إخصاء للذكور بغرض منع تكاثرها، في إجراء يتطلب توفر عنصر منهجي لعوامل بيولوجية أو بيئية، لمنع القضاء على أنواع كثيرة من الكلاب بموجب هذه الخطوة، إلى جانب تطعيمها ضد السعار".
فيما تابع الدكتور أحمد زكي تصريحه لـ"العين الإخبارية"، مشيرا إلى أن إخصاء ذكور الكلاب يتبعه إزالة الرحم من الإناث، ولفت إلى أن الحل هو التعقيم والتطعيم.
وأشار زكي إلى أن التطعيم ضد السعار يمتد مفعوله لـ3 أو 5 سنوات، وهو ما يساهم في حماية الأشخاص، معتبرا أن هذا الأسلوب سيساهم في توفير التكلفة من خلال الوقاية.