العليمي في مأرب لأول مرة.. رسائل سياسية وعسكرية للحوثي
رسالة تحدٍّ لمليشيات الحوثي، حملتها الزيارة الأولى لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى مدينة مأرب.
ووصل العليمي ومعه عضوا المجلس الرئاسي عثمان مجلي وعبدالله العليمي، أمس الإثنين، إلى محافظة مأرب التي تعد واحدة من أشد خطوط التماس شراسة في المواجهات التي تندلع بين حين وآخر مع مليشيات الحوثي وتعد قاعدة وجبهة حرب متقدمة لتحرير المحافظات الشمالية.
وتعد مأرب وهي محافظة نفطية استراتيجية، أهم معقل للحكومة المعترف بها دوليا شمال اليمن، وتضم المقر الرئيسي لقيادة الجيش الوطني ودوائر وزارة الدفاع اليمنية، وظلت طيلة السنوات الماضية هدفا رئيسيا لتمدد الحوثيين.
وكان في استقبال العليمي نائب رئيس المجلس الرئاسي محافظ مأرب سلطان العرادة ورئيس هيئة الأركان اليمنية الفريق صغير بن عزيز وقيادات عسكرية وأمنية، فيما شهدت شوارع المحافظة استقبالا شعبيا حافلا.
وأجرى العليمي اليوم اجتماعاً عسكرياً مع رؤساء هيئات، ودوائر وزارة الدفاع، وعدد من قادة المناطق العسكرية والقيادات الأمنية، كما اجتمع بقيادات السلطة المحلية وأجهزتها التنفيذية والتنظيمات السياسية وقيادات قبلية في مأرب وزار كلية الطيران والدفاع الجوي.
رسائل للحوثيين وتعهد
وجه العليمي رسائل سياسية وعسكرية بالغة الأهمية، حيث مثلت الزيارة نفسها رسالة تحدٍّ للحوثيين باعتبار مدينة مأرب تقع تحت رحمة الصواريخ والطائرات المسيرة للمليشيات، فضلا عن الاستعداد لكل الاحتمالات سلما أو حربا، إذ إن اليد الممدودة للسلام موضوعة على الزناد.
وتعد الزيارة فاصلا زمنيا في العلاقة بين أوصال الشرعية وتكتسب بعدا رمزيا كبيرا باعتبار مأرب مركز ثقل اقتصاديا وسياسيا وعسكريا في المعركة ضد مليشيات الحوثي.
وهو ما أكده العليمي بأن محافظة مأرب هي "صمام أمان الجمهورية، وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة وما تبقى من المناطق الخاضعة بالقوة الغاشمة لسيطرة المليشيات الحوثية الارهابية، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء".
وتعهد العليمي بتحرير المناطق الخاضعة للحوثيين، وقال "نؤكد لكم أننا سننطلق من هنا ومن كل المحافظات لتحرير المناطق التي مازالت تحت سيطرة مليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، وسيتحقق النصر من خلال القوات المسلحة بكل تشكيلاتها والمقاومة المساندة لها".
وأضاف: "مأرب بكل من فيها هي الأمل اليوم مثلما كانت الأمل في البداية عندما رفضت وقاومت المشروع الإمامي المدعوم من النظام الإيراني".
وقال إن "المليشيات الحوثية أثبتت أنها ليست شريكاً جاداً لصنع السلام، وإنما تتخذ من الحديث عن السلام كنوع من الخداع والتحضير لحروب جديدة، وهو ما يحتم العمل بكل جهد واستعداد لفرض السلام المنشود".
وشدد العليمي على "أهمية استمرار تلاحم الجبهة الداخلية وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية والتعبئة المكثفة والشاملة لمواجهة ما تقوم به مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها خاصة على صعيد تجنيد وتحشيد الأطفال إلى مخيمات تعبوية طائفية".
يد تبني ويد تحارب
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي "يجب أن نعمل على عدة مسارات ونتبنى شعار يد تبني ويد تحارب لتصنع السلام"، مؤكدا أن المجلس الرئاسي "على وفاق تام بشأن القضايا الوطنية، ولن يدخر جهداً في توفير احتياجات الجيش والمقاتلين المرابطين في مختلف الجبهات".
وأشاد "بجهود قوات الأمن بمحافظة مأرب في تعزيز الأمن والاستقرار، ومكافحة الإرهاب، وإفشال محاولات المليشيات الحوثية الإرهابية لاستهداف الجبهة الداخلية وزعزعة أمن واستقرار المحافظة".
وأشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى أن "مأرب التي رفضت الانقلاب منذ وهلته الأولى وقاومت المشروع الكهنوتي الظلامي لمليشيا الحوثي والمشروع الإيراني في اليمن، تعتبر رمزا للجمهورية ووحدتها منوها بأن قيادة المجلس تعطي مأرب كل الأولوية والاهتمام".
ولفت إلى "التحديات الكبيرة والأوضاع الاستثنائية التي تعيشها مأرب من حرب متواصلة وتدفق النازحين وشحة الإمكانات"، مشيدا بـ"قيادة السلطة المحلية والمجتمع في مأرب على التلاحم الذي جسدوه خلال السنوات الماضية".
وتأتي زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى مأرب عقب تعزيزات مكثفة دفعتها مليشيات الحوثي لجبهات المحافظة التي تضم أكثر من مليوني نازح ويعيشون ظروفا إنسانية كارثية تتفاقم مع مرور الوقت، وتهدد حياتهم بشكل مباشر".
aXA6IDE4LjExOC4xNDYuMTgwIA== جزيرة ام اند امز