50 عالما فقط.. لهم الحق في الإفتاء بوسائل إعلام مصر
قائمة الـ 50 جاءت بناء على مشاورات بين الأزهر الشريف ودار الإفتاء والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بعد سنوات من فوضى الفتاوى.
أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر أنه تم الاتفاق مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية على قصر حق الإفتاء في وسائل الإعلام على 50 عالما.
وفي مؤتمر صحفي عقده الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس، قال إن هذا الأمر تم بعد مشاورات مكثفة بين المجلس والأزهر الشريف لمكافحة فوضى الفتاوى التي تسبب البلبلة وإساءة تفسير النصوص الدينية.
وأضاف: "فوجئنا بسيل من فوضى الفتاوى في الفترة الماضية، الإسلام دين رشيد يعتمد على العقلانية ويفتح باب الاجتهاد لمن يستخدم عقله، والملتزم فيه القرآن والسنة فقط".
وعن الأسماء الـ 50 المختارة للفتاوى قال مكرم الأربعاء: "الأسماء المختارة من العلماء الثقال والمعروفين بالأزهر ودار الإفتاء، والمجتمع المصري بكامله يثق في خيار الأزهر ودار الإفتاء، الاختيار ليس سياسيا، وإنما اختيار علمي ديني، وهذا لا علاقة له بالسياسة، الأمر يخص العقيدة والدين، ولا دخل لنا بالقوائم، وإنما اختارها الأزهر ودار الإفتاء، وهما أصحاب الفكرة".
كما لفت إلى أنه تم الاتفاق أيضا على ضرورة الالتزام بحرية الرأي والتعبير في القضايا الدينية خارج نشاط الإفتاء، بشرط الأهلية والالتزام بالوسطية والبعد عن الفكر التكفيري ونشر الفتن.
وعن سبب اشتراك المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في هذه المهمة، قال مكرم إن المجلس مسؤول عن المحتوى القيمي والأخلاقي والمهني لوسائل الإعلام، بما فيها الإفتاء، لحين إصدار تشريع ينظم الإفتاء في مصر.
والمجلس سيطلب من وسائل الإعلام الالتزام بقائمة الخمسين و"سنستخدم كل سلطاتنا إزاء أي تجاوز للقرار"، بحسب المتحدث ذاته.
وبحسب الأسماء التي نشرتها وسائل إعلام محلية للمفتين المختارين، فإن من أبرزهم المفتيين السابقين علي جمعة ونصر فريد واصل، كما أن بينهم سيدة.
ولم يصدر الأزهر الشريف أو دار الإفتاء تعقيبا على هذا الأمر، غير أن موقع الأزهر نشر خبرا عن استقبال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لمكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في 12 من الشهر الجاري.
وقال إنه خلال اللقاء أعرب الطيب عن تقديره لجهود المجلس في النهوض بالإعلام في مصر، مشيرا إلى أن الإعلام عليه مسؤولية اجتماعية كبيرة لنشر الثقافة والوعي والحفاظ على منظومة القيم والأخلاق وأمانة الكلمة.
ومن جانبه أكد مكرم خلال اللقاء أن الأزهر الشريف هو المسؤول عن الشأن الديني، منددا باستضافة بعض وسائل الإعلام أشخاصا يسيئون للدين الإسلامي بفتاوى شاذة على حساب الاستقرار المجتمعي في مصر.
وهذه من أحدث المبادرات التي يسعى الأزهر فيها للوصول إلى الناس بعلماء معتمدين لحمايتهم من عدم المتخصصين الذين تسببوا في نشر الفكر الإرهابي والفتن العائلية أو داخل المجتمع.
وسبقها تخصيص أماكن في محطات مترو الأنفاق بها متخصصون من الأزهر للرد على أسئلة الناس، وتخصيص خط هاتفي للتواصل، ومبادرة "اسأل الأزهر"، لتحصين المصريين بالخارج ضد الفكر المتطرف، وإنشاء المركز العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية في 2015 لرصد وتحليل جميع الخطابات المتطرفة التي تصدر عن الجماعات الإرهابية والرد عليها، إضافة إلى التواصل مع الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي.