في كل مرة تحدث فيها عن خطط وعمليات التنظيم الإرهابية داخل المملكة كان يؤكد أنه لم يكن راضيا، رغم ذلك التزم بتنفيذ دوره.
في حواره مع الزميل عبدالله المديفر، بدا رئيس المجلس العسكري لتنظيم القاعدة في السعودية علي الفقعسي وكأنه يقدم نفسه على أنه امتلك روح المعارض داخل التنظيم، فهو كان معترضاً على القيام بعمليات في الداخل، وبدا متشككاً في الكثير من الخطوات التي أقدم عليها التنظيم في الخارج، لكنه رغم ذلك لم يتمرد عليه أو يلجأ للسلطات لمنع العمليات الدموية التي حصدت أرواح الأبرياء داخل وخارج المملكة!
المجتمع الذي نزفت دماؤه وطُعن في ظهره من أبنائه، لن تضمد جراحه مشاعر ندم أو صحوة ضمير خلف القضبان، بقدر ما يحتاج إلى إبراز مثل هذه المكاشفات للأجيال لتعرية هذا الفكر المظلم، وحصاد زرعه!
فهو يزعم أنه كان على علم بخطط هجمات ١١ سبتمبر، وأن بعض منفذيها من أصدقائه، وأنه عاد إلى المملكة بسبب اختلافه مع التنظيم، لتقع هجمات نيويورك بعد ٧ أشهر من عودته، لكنه رغم ذلك لم يفعل أي شيء لمنعها أو تحذير السلطات منها ولو عبر بلاغ من مجهول، ليحول دون تداعياتها المدمرة التي جعلت العالم الإسلامي مستهدفاً، وعقّدت من حياة المسلمين وعلاقاتهم ببقية دول وشعوب العالم، فلم يضر بالإسلام ومصالح المسلمين شيء عبر التاريخ أكثر من هجمات ١١ سبتمبر!
الفقعسي وطوال حديثه كان يحاول كسب تعاطف المشاهد وإبراز شخصية المتبرئ التائب، وفي كل مرة تحدث فيها عن خطط وعمليات التنظيم الإرهابية داخل المملكة كان يؤكد أنه لم يكن راضياً، رغم ذلك التزم بتنفيذ دوره في خدمة خطط وأهداف التنظيم وكأنه يبحث عن معالجة جراحه النفسية الداخلية!
لكن المجتمع الذي نزفت دماؤه وطُعن في ظهره من أبنائه، لن تضمد جراحه مشاعر ندم أو صحوة ضمير خلف القضبان، بقدر ما يحتاج إلى إبراز مثل هذه المكاشفات للأجيال لتعرية هذا الفكر المظلم، وحصاد زرعه!
نقلاً عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة