مدينة الألف مئذنة: مسجد الغوري بالقاهرة تحفة من عصر المماليك الجراكسة
الغوري فى الأصل كان أحد مماليك قايتباي واستمر في خدمته إلى أن أعتقه وصار يتنقل إلى أن بلغ أسمى الوظائف
على مقربة من شارع المعز الشهير بالقاهرة الفاطمية، يطل مسجد الغوري وملحقاته، أنشأ هذه المجموعة من المبانى الملك الأشرف قانصوه الغورى فى سنة 909 هجرية - 1503 ميلادية.
كان الغوري فى الأصل أحد مماليك الأشرف قايتباي، واستمر فى خدمته إلى أن أعتقه وصار يتقلب فى عدة وظائف إلى أن بلغ أسماها خلال أيام الملك الأشرف جان بلاط. وعرف عن الغوري اهتمامه بالعمارة الإسلامية من زخارف تشمل الحائط وأرضيات الرخام المزخرف والملون.
وقال الشيخ عماد ربيع غانم، خطيب وإمام المسجد لـ "العين الإخبارية": "يضم المسجد المنبر الأثري الموجود بصحن المسجد، وكرسي المصحف الذي يعود عصره إلى السلطان الغوري".
ويستكمل: "صحن المسجد مقسم إلى 4 إيوانات لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، وتقام الشعائر الدينية بالمسجد سنويا، منها الاحتفال بليلة القدر والنصف من شعبان".
وأضاف غانم: "المسجد يضم القبة الضريحية والتي كان من المقرر أن تكون ضريحا للسلطان لولا أنه قتل في (معركة مرج دابق) في بلاد الشام ولم يعثر على جثته".
ويشير إمام مسجد الغوري إلى أن المسجد الأثري به سبيل للسقاية، ومنزل للأغراب للمبيت به ويوجد أعلاه كتاب لتحفيظ القرآن الكريم.
ولفت الأثري أحمد علي، أحد المسؤولين عن مسجد ووكالة الغوري في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن "المسجد بني بالطوب دون وجود أي مواد معمارية كالخرسانة أو الحديد الموجودة في عصرنا الحالي وهو بحق تحفة أثرية".
وأشار إلى أن مسجد الغوري ألحق به وكالة تحمل الاسم نفسه "وكالة الغوري"، تتكون من طابقين، الأول بالطابق الأرضي عبارة عن حوانيت صغيرة للتجار لتخزين بضائعهم، بينما الطابق الأول مكون من غرف استراحة لمبيت التجار للاستيقاظ صباحا لبيع سلعهم ومباشرة تجارتهم".