تعذيب"الأغبري".. رضوخ حوثي أمام غضب اليمنيين
المتهمون الخمسة قاموا بقتل الشاب عبدالله الأغبري عمدا وعدوانا بعد أن جلدوه بوحشية
رضخت مليشيا الحوثي للضغوط الشعبية، وبدأت، السبت، عقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بجريمة تعذيب وقتل عامل في مستودع لبيع الهواتف المحمولة بالعاصمة صنعاء، بعد أكثر من شهر على وقوع الجريمة التي هزت الرأي العام باليمن.
وطالبت النيابة العامة بمدينة صنعاء اليمنية، السبت، بمعاقبة خمسة متهمين بقتل الشاب عبدالله قائد الأغبري بالإعدام، رغم محاولة السلطات الحوثية خلال الأسابيع الماضية تمييع القضية.
وكانت جريمة تعذيب الأغبري حتى الموت، التي وقعت أواخر أغسطس/آب الماضي، أثارت الرأي العام اليمني لبشاعتها ووحشيتها، وهو ما أشار إليه نص الاتهام المقدم من النيابة العامة.
وتضمن نص الاتهام، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، الإشارة إلى متهمين إضافيين فارين من وجه العدالة، لم يتم ضبطهما، وطالبت النيابة محاكمتهما غيابيا، مؤكدة مشاركتهما في القتل من خلال محاولة طمس معالم مسرح الجريمة، وإخفاء ملابس ومقتنيات وجوال المجني عليه.
وأشار نص الاتهام إلى أن المتهمين الخمسة قاموا بقتل الشاب عبدالله الأغبري عمدا وعدوانا، بعد أن انهالوا عليه بالجلد على عموم جسمه بالصفع والركل واللكم "بوحشية"، حسب وصف الاتهام.
كما تضمنت اتهامات النيابة وجود إصرار لدى المتهمين على القتل، من خلال التناوب بالضرب على المجني عليه، وبشكل مستمر ولمدة ثلاث ساعات متواصلة، مستخدمين أسلاكا كهربائية، بالإضافة إلى قبضات الأيادي والأرجل.
وأكدت النيابة أن تعاقب تلك الاعتداءات واجتماع آثارها كان سببا كافيا لإزهاق روح المجني عليه، حيث نتج عنها إصابات ونزيف دموي في الدماغ والصدر، وتهتك ونزيف العضلات في الأطراف العلوية والسفلية، مما أفضى إلى وفاته.
وقالت النيابة: إنها استندت في اتهامها إلى تقرير الطبيب الشرعي، والصفة التشريحية والتقرير الفني الجنائي المصور، والتقارير الفنية، بحسب نص الاتهام.
وكان الشاب عبدالله الأغبري (21 عاما) من أبناء محافظة تعز (جنوب غرب اليمن) يعمل لدى محلات السباعي لبيع الجوالات وخدمات الهاتف النقال في مدينة صنعاء، قبل أن يكتشف أن مالكي المحل وعدد من العاملين المتعاونين معهم يقومون بابتزاز الفتيات بعد الاطلاع على صورهنّ الخاصة في هواتفهنّ واستعادة ما حذف منها.
وبحسب أصدقاء الأغبري الذين كان يراسلهم ويخبرهم بما يملك من معلومات، فإنه كاد ينوي فضح ملاك المحلات والإبلاغ عن أفعالهم غير الأخلاقية، غير أن العاملين في المحلات اكتشفوا أمره، فاستدرجوه وقاموا بتعذيبه وضربه بوحشية، قبل أن يؤدي كل ذلك التعذيب إلى وفاته.
ونالت الحادثة التي هزت الرأي العام اليمني، ووسائل التواصل الاجتماعي في البلاد اهتماما عالميا، دفعت السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون إلى التعليق على الحادثة ووصفها بأنها "صادمة للغاية"، وقال حينها "صُدمت حين رأيت فيديو مقتل الشاب عبدالله الأغبري في صنعاء، لا يمكن أن تمر هذه القضية بصمت، ويجب تقديم مرتكبي هذه الجريمة "المروعة" إلى العدالة بأسرع وقت".
واكتشفت السلطات المحلية جريمة قتل الأغبري حين نقله شخصان من المتهمين إلى مستشفى خاص، بذريعة أنه أقدم على الانتحار.
غير أن آثار التعذيب على جسده دفعت الأطباء لإبلاغ مندوب البحث الجنائي في المستشفى الذي احتجز المسعفَين، وبمجرد التحقيق معهما اعترفا بجريمتها التي كانت موثقة بتسجيل مرئي عبر كاميرا في غرفة خاصة ملحقة بمحل الجوالات، حيث تم تعذيب الشاب عبدالله الأغبري وقتله.
aXA6IDMuMTQ0LjI1My4xOTUg
جزيرة ام اند امز