ترجيحات باغتياله.. غموض يكتنف وفاة ذراع الحوثي في البيضاء
شكوك كثيرة تحيط بواقعة إعلان مليشيات الحوثي وفاة زعيم قبلي بارز موال لها، بطريقة غامضة، وسط ترجيحات بقيامها باغتياله.
ونعت مليشيات الحوثي وفاة الشيخ القبلي البارز، والقيادي في صفوفها بمحافظة البيضاء، الواقعة وسط اليمن، صالح بن صالح الوهبي، دون أن توضح أسباب وفاته المباغتة في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء، وسط تضارب الروايات التي ترجح غالبيتها تصفيته.
ويكتنف الغموض أسباب وفاة القائد الميداني الأول للمليشيات في محافظة البيضاء، لكن مصادر عدة أفادت بتعرضه للتصفية الجسدية، إثر خلافات مالية حول جبايات مالية غير قانونية من نقطة جمرك عفار بالمحافظة ذاتها.
وتفيد مصادر مطلعة بأن الوهبي تعرض للتصفية الجسدية، بعد قيامه مؤخرا باستحداث نقاط جمركية، وهي مراكز جبايات غير قانونية للبضائع الواردة من المدن المحررة في مديريتي ماهلية وقانية، الأمر الذي تسبب في تراجع المردود المالي في جمرك عفار، ما أدى إلى نشوب خلافات داخلية بين قيادة المليشيات في المحافظة.
وكان الوهبي وفقاً للمصادر، يتمتع بصحة جيدة، ونشرت له صور قبل وفاته الغامضة بيومين، في أثناء حضوره قضية ثأر قبلي بمدينة السوادية في البيضاء وهو بكامل صحته.
وقبل فترة، أُشيعت إصابته في غارة لطيران تحالف دعم الشرعية، وأن الوفاة ناتجة عن تأثره بتلك الإصابة، لكن نشطاء موالين للحوثي قالوا إن وفاته كانت طبيعية.
والتقى الوهبي أواخر الشهر الماضي، رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي التابع للمليشيات مهدي المشاط في صنعاء في لقاء لم يكشف عن مضامينه.
لكن ترجيحات إعلامية ذهبت حينها إلى أنه يتمحور حول معالجة تنامي الصراعات بين قيادات حوثية على عائدات النقاط المنتشرة في محافظة البيضاء، والتي تعتقد قيادات عليا أنها أثرت سلباً على عائدات الجمارك التي استحدثتها المليشيات في منطقة عفار بالمحافظة.
من هو الوهبي؟
ويعد صالح بن صالح الوهبي، رجل الحوثيين الأول في البيضاء، ولعب دوراً كبيراً في تجنيد أبناء القبائل لصالح المليشيات الحوثية، إضافة إلى تشكيله مليشيات مسلحة بقيادته أطلق عليها "كتائب الوهبي" لمساندة الحوثيين ضد القوات الحكومية في المحافظة.
كما تولى مهام القيام بوساطات محلية مع شيوخ قبائل آخرين، وإقناعهم بإفساح المجال لتمدد مليشيات الحوثي في المحافظة مقابل مبالغ مالية.
وينتمي إلى قبيلة بني وهب، وهي قبيلة كبيرة تتمدد على محافظتين، نصفها في البيضاء والنصف الآخر في مأرب، وأسهم في إسقاط عدد من مناطق قبيلة مراد في محافظة مأرب، وقاد قبائل المحافظة ضد قوات الشرعية.
الحوثي والغدر بالمشايخ
ألقت حادثة الوفاة الغامضة بظلال من الشك حول تدبير مليشيات الحوثي تصفيته، خصوصا أنها تخلصت من العديد من مشايخ القبائل ممن سهلوا مهمة إسقاط المدن اليمنية.
وتعتمد مليشيات الحوثي طريقة الاغتيال كوسيلة للتخلص من شيوخ القبائل ممن ترى أنها لم تعد بحاجة إليهم بعدما استنفدت خدماتهم سابقا في مساندة انقلابها على السلطة.
واغتالت مليشيات الحوثي نحو 24 شيخا قبليا ممن ساندوا الانقلاب، وأسهموا في مساعدتها على إسقاط المدن اليمنية، من بينهم 12 شيخا قبليا خلال 2020 ومطلع العام 2021 غالبيتهم من محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء.
وأحدث تلك العمليات كانت في فبراير/شباط الماضي حينما تعرض الشيخ القبلي مهلهل أحمد ضبعان، أحد مشايخ مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، لعملية اغتيال بطلقات رشاش، وهو في طريق المطار شمال العاصمة صنعاء، ما أدى إلى وفاته على الفور.