في ذكرى النكبة.. الحوثي يحول اليمن منصة إيرانية لتهديد الجوار
بعد 7 أعوام من الانقلاب الحوثي حولت المليشيات الإرهابية، اليمن إلى منصة إيرانية لتهديد دول الجوار وخطوط الملاحة الدولية.
وتزامنا مع ذكرى نكبة الحوثي 21 سبتمبر/ أيلول، أحبط التحالف العربي بقيادة السعودية ثالث هجوم عدائي بالطائرات المفخخة بدون طيار أطلقتها مليشيات الحوثي باتجاه خميس مشيط.
وعشية الذكرى الـ7 التي يصفها اليمنيون بـ"يوم النكبة" وسقوط صنعاء، دمر تحالف دعم الشرعية باليمن زورقين لمليشيات الحوثي قبالة ميناء الصليف قبل تنفيذ عملية عدائية.
ويؤكد استمرار تهديد مليشيات الحوثي لخطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية ودول الجوار خطورة تحويل الانقلابيين لليمن إلى قاعدة عسكرية كبيرة يتجاوز تهديدها دول الجوار والمنطقة بأسرها، بحسب خبراء.
تصاعد الهجمات
ودشنت مليشيات الحوثي هجماتها الإرهابية باتجاه دول الجوار في يونيو/ حزيران 2015 عقب إطلاقها أول صاروخ باليستي إيراني الصنع باتجاه السعودية لكنها تصاعدت بشكل خطير بعد وصول المندوب الإيراني حسن إيرلو إلى صنعاء في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأقرت مليشيات الحوثي بتنفيذها خلال العام الماضي أكثر 169 هجوما عدائيا بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة أو ما يطلق عليه الانقلابيون "سلاح الجو" وذلك باتجاه المملكة العربية السعودية.
فيما أكد بيان للمجلس الوزاري الخليجي المنعقد في ١٦ سبتمبر/أيلول الجاري أن الهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيات الحوثي الإرهابية، على المملكة واليمن تجاوزت (380) صاروخاً باليستياً، و (700) طائرة مسيرة، و (200) لغم بحري، و (80) زورقاً مفخخاً.
وتشير حصيلة تتبعتها "العين الإخبارية" إلى أن المليشيات الموالية لإيران أطلقت منذ يوم النكبة 21 سبتمبر وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2020، أي خلال 6 أعوام، نحو 300 صاروخ باليستي و413 طائرة بدون طيار مفخخة باتجاه السعودية.
لكن منذ وصول إيرلو إلى صنعاء وحتى مطلع الشهر الجاري، شن الحوثيون نحو 385 هجوما صاروخيا باليستيا وبالطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات باتجاه السعودية في أعلى عدد على الإطلاق خلال أقل من عام.
قاعدة عسكرية
وتجعل مليشيات الحوثي اليمن بمثابة ورقة بائسة في يد المفاوض الإيراني والذي يستغل موقعها الاستراتيجي والحساس كقاعدة عسكرية لتهديد مصالح العالم والإقليم ولابتزاز المجتمع الدولي.
وحسب الخبير العسكري الرائد وضاح العوبلي فإن مليشيات الحوثي تجاوزت المتوقع في إرهابها بفعل طول أمد الحرب، والتي طالت معها فترة سيطرتها على أكبر كتلة سكانية فاعلة في اليمن.
وقال الخبير اليمني في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه "بموازاة تحويل المليشيات لليمن إلى قاعدة عسكرية إيرانية متقدمة للحرس الثوري الإيراني وتصاعد الهجمات الإرهابية، فقد دجّنت وفخخت الأجيال بالمفاهيم والخرافات والأفكار التضليلية الخطرة على مستقبل اليمن والمنطقة".
ولم تقف المليشيات هنا، على حد تعبير العوبلي، لكنها تجاوزت إلى تأسيس ثقافة إيرانية متطرفة في مناطق سيطرتها، بما فيها العاصمة صنعاء، والتي يظهر لنا أن المليشيات الحوثية قد حولتها إلى نسخة من مدينة "قم" الإيرانية.
وتحتل صور القادة الإيرانيين وعلى رأسهم الإرهابي قاسم سليماني أغلب اللوحات واللافتات العملاقة في شوارع ومنشآت العاصمة المحتلة صنعاء ومثلها باقي المحافظات التي يسيطر الحوثيون عليها.
وأضاف العوبلي قائلا: " نلاحظ بعد 7 أعوام من انقلاب الحوثيين أنهم حولوا اليمن إلى منصة إيرانية وبلد منكوب ومتشظي وعمقوا انقساماته وبدلوا ثقافات شعبه، وقضوا على فرص التعايش والانسجام التي كانت قائمه قبل انقلابهم المشؤوم في 21 سبتمبر 2014.
وأوضح العوبلي أن مليشيات الحوثي تسببت في تدمير البنية التحتية والتعليم والجوانب الخدمية كافة" فلا رواتب ولا صحة ولا حقوق ولا حريات، واستبدلوا كل هذا بالقمع والمصادرة والإعدامات والمذابح والتشريد والتجهيل، وفرض الجبايات، وأخضعوا الشعب لسياساتهم القمعية التعسفية ولأفكارهم وتوجهاتهم ذات اللون الواحد بالإضافة لتهديدهم السافر دول الجوار".