معركة مأرب.. إرهاب الحوثي يضع السلام على المحك
فشلت الدعوات الدولية التي نددت بهجوم الحوثي على مدينة مأرب في وقف تصعيد المليشيات بما فيه موقف مجلس الأمن وواشنطن.
وكثفت مليشيات الحوثي الإرهابية هجماتها على مدينة مأرب اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية تزامنا مع تصعيد سياسي وإعلامي واسع لقيادات الانقلاب والتي عبرت صراحة عن رفضها لأي حلول سلمية تحول بينها وبين اجتياح المحافظة والسيطرة على ثرواتها.
وأجمع مسؤولون وقيادات عسكرية يمنية على أن الهجوم الحوثي على مأرب دخل منعطف أكثر خطورة دون اكتراث المليشيات الانقلابية بالمواقف الدولية والتحذيرات من مخاطر هذا المعارك المستعرة على حياة ملايين النازحين والمدنيين.
وقال الجيش اليمني إن مليشيات الحوثي تستغل اتفاقات السلام لتحقيق مآربها وأهداف إيران باستمرار عدوانها على الشعب اليمني، وارتكاب جرائم الحرب.
وأوضح متحدث الجيش اليمني العميد عبده مجلي أن المليشيا الانقلابية تؤكد من خلال مضيها في تسعير هجوم مأرب أنها لا تلتزم بمبادرات السلام التي تحرص على وقف الحرب وإحلال السلام ورفع معاناة اليمنيين.
والأمر ذاته، أكدته المقاومة اليمنية، حيث اعتبرت أن إصرار مليشيا الحوثي على استمرار التصعيد في مأرب يعكس طبيعة نواياها العدائية وأهدافها المتمثلة في السيطرة على منابع النفط والوصول إلى محافظة شبوة.
وأوضح قائد المقاومة الوطنية العميد ركن طارق صالح، في لقاءات منفصلة مع سفراء روسيا وبريطانيا وهولندا لليمن، أن إيران تسعى من خلال وكلائها للسيطرة على منفذ لبحر العرب ليصبح ممرا آمناً لأسلحتها وذلك بعد أن اندحرت من الساحل الغربي وباب المندب وهو ما يفسر رفض الانقلاب الحوثي القبول بمبادرات السلام والدعوات السياسية لوقف الهجوم على مأرب.
تكتيك إيراني
واستبعد الضابط اليمني المقدم وضاح العوبلي، نجاح أي ضغوط دولية لإجبار الانقلاب الحوثي على قبول دعوات السلام وإيقاف الهجوم على مدينة مأرب لأن "المليشيات لا ترتبط مع العالم في شيء سوى الفوضى والأذى الناتج عن صلفها".
وأوضح الخبير العسكري في تصريحات لـ "العين الإخبارية" أن "الضغوط الدبلوماسية أو ضغوط المواقف والتصريحات تؤثر على مكون أو حزب ذو خلفية سياسية بينما مليشيا الحوثي جاءت من الكهوف ولا يوجد في برنامجها إلا الحرب والحرب فقط، وإلى أبعد مدى"، وفق قوله.
وقال إن "المليشيات تعتبر القلق الدولي بشأن ما يجري في مأرب واليمن عامة أمراً إيجابياً لصالحها وتعمل على استثمار هذه المواقف لحشد وترغيب اليمنيين للقتال في صفوفها".
وأشار الخبير اليمني إلى استخدام المليشيات التفاوض كتكتيك لترويج نفسها للمجتمع الدولي وكسر العزلة المفروضة عليها دوليا وما جرى من محادثات في جنيف وبييل والكويت وستوكهولم وعمّان خير شاهد.
ولفت إلى أن المليشيات انطلقت بعد كل جولة من هذه الجولات لخوض جولة عسكرية في جبهة من الجبهات، وما إن تنتهي من هجوم حتى تبدأ في هجوم آخر.
واعتبر المقدم بالجيش اليمني بقاء التصعيد العسكري، سيد الموقف، في مأرب تكتيك إيراني للضغط على المجتمع الدولي وبالذات إدارة بايدن وحلفائه في المنطقة للقبول بالعودة اإى الاتفاق النووي بصيغته الأولى .
كما أن التصعيد الأخير للحوثيين باتجاه مأرب- بحسب العوبلي- بدأ بالتزامن مع تنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة والذي تعتقد طهران أنه لن يقبل الزج بواشنطن في أي تدخل عسكري وتحديدا في الشرق الأوسط، وهذا ما تعمل إيران على استثماره واستغلاله عبر أدواتها في اليمن والمنطقة، وفقا للخبير اليمني.
وأضاف أن "الحوثيين لا ينكرون هجومهم لاجتياح مأرب، ويعتبروا معركتهم ضدها مصيرية ومخططهم أن تكون محطه تموين بالأموال من عائدات النفط والغاز لتمكينها من تكريس حكمها في مناطق سيطرتها وتمويل حروبها المقبلة على أكثر من جبهة".
ودعا الخبير العسكري الحكومة المعترف بها دوليا إلى استثمار ورقة اتفاق ستوكهولم كأحد أهم الخيارات لوقف زحف المليشيات الحوثية على مأرب من خلال التلويح بتعليق الاتفاق أو الخروج منه كلياً.
المصداقية الأممية على المحك
إلى ذلك، أكد رئيس البرلمان اليمني الشيخ سلطان البركاني أن الحرب الدائرة في مأرب تضع مصداقية الأمم المتحدة على المحك، لا سيما سقوط المئات من الضحايا يومياً جراء الحرب التي تشنها الميليشيات الانقلابية ضد السكان والنازحين والآمنين في المحافظة وحولتها إلى بحرٍ من الدماء.
وشدد رئيس مجلس النواب، في لقاء مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، في اتصال عبر الفيديو "كونفرانس" على ضرورة الخطوات العاجلة لوقف الحرب المدمرة التي تشهدها محافظة مأرب والتي أشعلتها مليشيات الحوثي، بحسب وكالة سبأ.
وجدد البركاني ترحيب الشرعية بجهود تحقيق السلام وحرصها على إنهاء الأزمة اليمنية وتعاطيها الإيجابي مع كافة المبادرات وأخرها المبادرة السعودية، لافتا إلى تعنت مليشيا الحوثي ورفضها كل المبادرات ونكثها لكل الاتفاقيات وتقويضها الدائم لكل الجهود الأممية في هذا الجانب.
كما أكد أن الحديث عن السلام في ظل الحرب والتصعيد الحوثي لن يحقق النتائج المرجوة.
ونبه رئيس البرلمان اليمني إلى استخفاف واستهتار المليشيات الحوثية من البيانات والتنديدات الأممية والدولية، معربا عن أمله في أن تتكلل جهود المبعوث الأممي لإيقاف الحرب في مأرب بالنجاح وتحقيق نتائج عاجلة وإيجابية يلمس أثرها أبناء الشعب اليمني.
ويهدد استمرار الحرب بمأرب في كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية كبيرة ستصل أضرارها إلى كل أنحاء اليمن خصوصا إذا ما تعرضت منشآت النفط والغاز للأعمال لأعمال تخريب حوثي التي تعودت عليها تلك الميليشيات في مختلف المراحل منذ بداية الحرب، طبقا للبرلمان اليمني.
aXA6IDE4LjE4OS4xOTQuNDQg جزيرة ام اند امز