"أستانة" تنافس "جنيف" على مستقبل سوريا.. من يصل أولا؟
مسار الأستانة حقق تقدما ملموسا في طريق الهدف الذي يسعى إليه، بينما مسار جنيف لم يحقق أي تقدم يذكر، فمن سيصل للحل أولا؟
لا يعلن المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا، عن جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف، حتى تبادر موسكو هي الأخرى عن إعلان جولة من المفاوضات في الأستانة، وكأن هناك منافسة بين مساري المفاوضات وكل منهما يسعى للوصول إلى حل قبل الآخر.
حدث ذلك قبل الجولة الماضية من مفاوضات جنيف، والتي سبقتها مفاوضات في العاصمة الكازخية أستانة، وهو ما تكرر قبل الجولة القادمة من مفاوضات جنيف.
وأعلن مكتب المبعوث الأممي أمس السبت 17 يونيو/حزيران في بيان صحفي، أن دي ميستورا يعتزم الدعوة لعقد الجولة السابعة من المحادثات السورية- السورية في جنيف في 10 يوليو/تموز القادم. وتزامن مع إعلان دي ميستورا عن "جنيف 7" إعلان وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، عن إمكانية عقد اجتماع بين النظام السوري وفصائل المعارضة في الرابع والخامس من يوليو/تموز المقبل في العاصمة الكازاخية تحت اسم "أستانة 5".
ورغم نفي دي ميستورا أكثر من مره وجود تنافس بين المسارين، وقوله أن كل منهما يكمل الآخر، إلا أن المعارضة السورية أعلنت أكثر من مره عن تخوفها من أن يكون مسار الأستانة التفاوضي بديلا عن مسار جنيف.
ويتعامل مسار الأستانة حتى الآن مع المسائل الأمنية المتعلقة بمناطق تخفيف الصراع، ومن المقرر أن تناقش الجولة المقبلة الوثيقة الخاصة بالممرات الآمنة، المعلن عنها في الجولة الماضية، والتي تشمل أربع مناطق "آمنة" في سوريا هي الغوطة الشرقية، ومحافظة إدلب، ومناطق من الجنوب السوري، ومناطق من ريف اللاذقية، مع وقف الطلعات الجوية للنظام ضدّ فصائل المعارضة.
بينما يتعامل مسار جنيف مع القضايا الأكبر، ومن المقرر أن تناقش الجولة السابعة السلال الأربع التي طرحها دي ميستورا في الجولة الماضية، وهي هيئة الحكم الانتقالية ودستور جديد وتنظيم الانتخابات وتشكيل حكومة مؤقتة غير طائفية خلال ستة أشهر.
وتخشى المعارضة السورية أن يكون الهدف الذي تسعى له مفاوضات الأستانة هو تفسيم سوريا لمناطق نفوذ بين الدول المؤثرة في الملف السوري، لاسيما أن هذه المفاوضات يدعمهما حلفاء الأسد ( روسيا – إيران ).
ويحافظ هذا التقسيم على الهدوء في الأرض السورية، وهو ما بدأ يتحقق بالفعل بعد الجولة الماضية من أستانة، والتي أقرت ما يعرف بمناطق تخفيف الصراع، حيث تراجعت بشكل ملحوظ حدّة المعارك في الأراضي السورية، وتركز أغلبها في مناطق سيطرة تنظيم داعش، إلا انه في المقابل يقضي على مستقبل الحل النهائي الذي تسعى له مفاوضات جنيف.
فمن منهما سيصل للحل وفقا لرؤيته قبل الآخر؟ .. مسار الأستانة حقق تقدم ملموس في طريق الهدف الذي يسعى إليه، بينما مسار جنيف لم يحقق أي تقدم يذكر، بل أن دي ميستورا قال في بيان إعلانه عن جولة جنيف 7، أنه سيدعو إلى جولات أخرى من جنيف (8 و9) خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، الأمر الذي يشير بشكل واضح إلى بطء المفاوضات والعثرات التي تعترضها.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز