سلطان الجابر للإيكونوميست: العالم يحتاج لأخبار جيدة.. وCOP28 فرصة لإنقاذ الأرض
قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي رئيس مؤتمر الأطراف COP28 إنه لا ينبغي لأحد أن يكون لديه أي شكوك بشأن مدى إلحاح التحدي المناخي.
وأوضح أن العلم واضح وأصبح الناس يشهدون التأثيرات بشكل مباشر سواء في شكل فيضانات، وحرائق، وموجات حارة، وعواصف، وفشل زراعي، فيما تشير التقديرات إلى أن الأمور سوف تزداد سوءا.
وأضاف في مقال بمجلة الإيكونوميست أنه في عصر الاستقطاب هذا، يحتاج العالم بشدة إلى الأخبار الجيدة. ويمثل COP28 فرصة لجميع البلدان للعمل معًا لمعالجة قضية تؤثر على الجميع.
- رئيس مؤتمر الأطراف COP28 للغارديان: «النتائج الاستثنائية» ممكنة
- بمشاركة 100 برلمان.. الإمارات تستضيف أكبر اجتماع برلماني عالمي خلال COP28
وقال الدكتور سلطان الجابر: "إنه من المؤكد أن نتائج التقييم العالمي الذي من المقرر أن يقدم خلال مؤتمر COP28 سيقدم مؤشرات مثيرة للقلق حول ما تم التوصل إليه. فهو سيكون بمثابة البوصلة التي يمكن أن ترشد إلى الهدف المتمثل في الحد من ارتفاع الحرارة العالمية بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. ويعد المؤتمر فرصة لتغيير المسار وهذا أمر ضروري لأن تغير المناخ هو المشكلة الأكبر بين جميع المشاكل.
وقبل القمة، دعمت مجموعة العشرين، التي تمثل أكثر من 85٪ من الاقتصاد العالمي، هدف دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثل في زيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030. كما أن بعض أكبر الاقتصادات في العالم، بما في ذلك أمريكا والاتحاد الأوروبي متفقان على خفض انبعاثات غاز الميثان. وقد شهدنا اتفاقاً حول إطلاق صندوق "الخسائر والأضرار" لمساعدة البلدان النامية الأكثر عُرضة لتغير المناخ، والذي تعزز بفضل تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساهمة كبيرة.
التقييم العالمي
وكتب الدكتور سلطان الجابر في مقاله أنه يجب أن نستخدم هذا الزخم الآن للدفع نحو تحقيق النتيجة الأكثر طموحاً، باستخدام عملية التقييم العالمي كدليل، مشيراً إلى أن أول تقرير رسمي عن التقدم المحرز منذ مؤتمر باريس لعام 2015 يمثل أيضًا فرصة لصياغة استجابة شاملة تتماشى مع الركائز الثلاث الأساسية لأجندة المناخ والمتمثلة في التخفيف والتكيف والتمويل.
وهناك آراء قوية حول فكرة إدراج الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة في النص التفاوضي حيث يتعين على الأطراف الآن أن تعمل معاً لإيجاد أرضية مشتركة والتوصل إلى توافق في الآراء.
وعندما يتعلق الأمر بالتخفيف من تغير المناخ، يجب إدراك أن التحدي هو خفض انبعاثات الكربون بنسبة 43% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2019، والحفاظ على درجة حرارة 1.5 درجة مئوية في متناول اليد.
وهذا يعني خفض الانبعاثات بمقدار 22 غيغا طن، من خلال تغيير مزيج الطاقة؛ ويمثل الوقود الأحفوري 75% من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري العالمي، ويتطلب ذلك التركيز على مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والتخلص السريع من الكربون في النظام الحالي - بما في ذلك القطاعات ذات الانبعاثات الثقيلة مثل النفط والغاز.
التمويل المناخي
وذكر الدكتور سلطان الجابر في مقاله أن النجاح يعتمد في هذا المجال على توفير المزيد من التمويل المناخي، حيث يجب على العالم أن يساعد الدول النامية في الحصول على مبلغ 2.4 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2030 . واليوم هذه الدول إما أن تكون غير قادرة ببساطة على الوصول إلى التمويل أو يُطلَب منها دفع أسعار فائدة لا يمكن تحملها.
ويجب على العالم أن ينظر إلى تريليونات الدولارات المطلوبة باعتبارها فرصة استثمارية ضخمة، وليس عبئاً. وأنا على قناعة بأن العالم قادر على بناء النظام المالي اللازم لدعم اقتصاد أخضر جديد - وذلك إذا سارت المؤسسات المتعددة الأطراف والحكومات والقطاع الخاص في نفس الاتجاه.
ويشكل نجاح المجال المالي أيضاً أهمية بالغة لضمان بذل القدر الكافي من الجهد للتكيف مع التأثيرات المترتبة على تغير المناخ التي نعيشها بالفعل. وبالفعل فالمجتمعات الأكثر فقراً هي التي تحتاج إلى أكبر قدر من المساعدة.
ويجب العمل على استعادة الطبيعة، وهو أمر بالغ الأهمية للحماية من تغير المناخ؛ وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ في الزراعة لضمان الأمن الغذائي؛ وحماية احتياطيات المياه العذبة والاستعداد للآثار الصحية الناجمة عن تغير المناخ، من الإجهاد الحراري إلى انتشار الأمراض المعدية.
وواصل الدكتور سلطان الجابر حديثه بالمقال بقوله: إن هناك الكثير للقيام به في مؤتمر COP28 حيث تم تصميم برنامج عمل رئاسة القمة لدعم الأطراف في كل خطوة. ويأتي في أربعة أجزاء، تركز على التتبع السريع لانتقال الطاقة العادل والمنظم؛ ومعالجة تمويل المناخ؛ ووضع الطبيعة والحياة وسبل العيش في قلب العمل المناخي؛ وتعزيز الشمولية.
وقد تم بناء الزخم بهذه الأجندة والمتمثلة في الالتزامات بزيادة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات والعمل بشأن غاز الميثان. وأرى هناك رغبة واضحة بين الأطراف في الإبقاء على درجة حرارة 1.5 درجة مئوية في متناول اليد .
وفي COP28 هناك فرصة للاتفاق على طريقة جديدة للمضي قدمًا. وأدعو جميع المشاركين في دبي إلى الاتحاد والعمل والإنجاز. فالعالم يحتاج إلى بعض الأخبار الجيدة.
aXA6IDE4LjExOS4xMDUuMTU1IA== جزيرة ام اند امز