«حي الجراف» تحت النار.. خطوات حوثية تقتفي أثر حزب الله اللبناني

أراده الحوثيون جغرافيًّا مغلقًة أمنيًّا لتأمين قادتهم على غرار ضاحية حزب الله اللبناني، فأصبح "ضحيتهم" كما يطلق عليه اليمنيون.
هو حي الجراف شمال صنعاء، الذي تعرض السبت للمرة الأولى لغارات أمريكية عنيفة، ما وضعه في دائرة الضوء.
وشكلت الغارات على الجراف رسالة مؤلمة من الولايات المتحدة الأمريكية لميليشيات الحوثي بأن معاقلها في صنعاء وصعدة باتت غير آمنة لقيادات الميليشيات، وفقًا لمراقبين.
لبننة صنعاء
وخلافًا لبقية أحياء العاصمة صنعاء، يقول سكان محليون لـ"العين الإخبارية"، إن غالبية من يقطن حي الجراف، الواقع على بعد 5 كيلومترات من المدينة، باتوا من أنصار الميليشيات الحوثية، سواء القادمون من صعدة أو من سكنوا الحي مبكرًا.
فالحي الذي يتألف من 5 حواري سكنية، يُعتبر مركز الثقل لخلايا ميليشيات الحوثي، ويشتهر بكونه معقلًا محصنًا لقيادات الجماعة منذ نشأتها في الثمانينيات، والتي دفعت بقياداتها لشراء الأراضي بالجراف واتخاذه موطنًا لأنشطتها التخريبية.
ويضم الجراف أهم مقرات الحوثي، ومنها مقر المكتب السياسي للميليشيات، ومقر قناة وشبكة "المسيرة" الواجهة الإعلامية والدعائية للجماعة، وكذلك مقرات قنوات ووسائل إعلامية حوثية تقوم بنشر التعبئة الأيديولوجية والتوجيه الطائفي.
ووفقًا لمصادر إعلامية ومحلية، فإن الجراف يضم أيضًا مقر إقامة قيادات في الميليشيات الحوثية، بالإضافة إلى مراكز تعليمية وفكرية تابعة للمليشيات.
استنساخ ضاحية حزب الله
وتشير مصادر يمنية إلى أن الجراف كان أول منطقة يتخذها الحوثيون منطلقًا لإسقاط صنعاء من الداخل أواخر 2014، وذلك بعد أن تركزت فيها غالبية خلايا الميليشيات القادمة من صعدة.
ومؤخرًا، يقول سكان ومصادر محلية إن ميليشيات الحوثي حوّلت حي الجراف، القريب من مطار صنعاء، إلى منطقة مغلقة على قادتها وأنصارها، مستنسخةً تجربة حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبيّنت المصادر أنه، وإلى ما قبل اجتياح صنعاء، كانت عائلات تنتمي للحوثي قد حوّلت الحي إلى مكان شبه مغلق عليها، إذ كانت تمتلك مساحات من الأرض هناك منذ عهد حكم أسلافها قبل 1962، وعقب ذلك عمدت هذه الأسر إلى شراء مساحات إضافية حتى أصبحت تهيمن على الحي.
وأوضحت المصادر أن ميليشيات الحوثي، عند اجتياحها صنعاء، كانت تنظم مظاهراتها في شارع المطار المقابل لحي الجراف، وذلك لقربه من مناطق نفوذها.
وبعد عقد من سيطرتها على صنعاء، أصبح الجراف مقرًّا مركزيًّا يسكنه الحوثيون وحدهم وأبرز قادتهم السياسيين، حيث فرضت الميليشيات قبضة أمنية مشددة عليه، بما في ذلك رصد تحركات سكانه والداخلين إليه، وفقًا لذات المصادر.
aXA6IDE4LjIyNC4yMTUuODgg جزيرة ام اند امز