«ارحل».. الثورة ضد «إرهاب الجولاني» تتواصل في شمال سوريا
رغم كافة الممارسات القمعية، لم تخمد بعد الاحتجاجات في شمال سوريا الرافضة لحكم وظلم هيئة تحرير الشام الإرهابية (جبهة النصرة سابقا).
وأكدت مصادر في شمال سوريا، لـ"العين الإخبارية"، أن احتجاجات خرجت، مساء أمس الإثنين، في عدة مناطق تابعة لمحافظة إدلب، ضمن حراك سلمي يتواصل منذ أسابيع يندد بأعمال القمع التي تقوم بها الهيئة، من خطف وقتل وتعذيب وفرض إتاوات على الناس.
وأكثر من مرة تخرج تقارير دولية، أبرزها من الأمم المتحدة، تؤكد تورط الهيئة، المنبثقة بالأساس عن تنظيم القاعدة الإرهابي، في انتهاكات حقوقية واسعة النطاق، من تعذيب وقتل وإخفاء قسري وعنف جنسي وجسدي، وكلها جرى توثيقها على نطاق واسع.
رحيل الجولاني
وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن الاحتجاجات خرجت في بلدات الكرامة وتفتناز وتجمع الكرامة ومدينة كفر تخاريم ضمن إدلب، حيث جدد المحتجون مطالبهم بضرورة رحيل قائد الهيئة أبومحمد الجولاني.
كما طالب المحتجون بوقف الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري، وإخراج من وصفوهم بـ"الشرفاء" من السجون، وأن تكون هناك إعادة محاكمة لبعض المسجونين وفق ظروف عادلة، كما جددوا الدعوة إلى ضرورة حل جهاز الأمن العام، أو "جهاز الظلم العام" التابع للهيئة، كما أسموه.
وكان الجولاني عقد اجتماعات مع الجهات التي تدير مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب، وأعلن اتخاذ إجراءات إصلاحية، لكن يبدو أن المحتجين، الذين كسروا حاجز الخوف، مصممون على رحيل الجولاني.
أوضاع غير آدمية
تعقيبا على الوضع هناك، يقول أحمد شيخو المحلل السياسي السوري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن سكان مناطق هيئة تحرير الشام الإرهابية، المتحالفة مع تنظيم الإخوان، يواجهون ظروفا معيشة غير آدمية تحت حكم هؤلاء الإرهابيين.
وأوضح أن الأهالي يعانون من جراء الضرائب والرسوم الباهظة التي تفرض عليهم، والأموال التي تؤخذ منهم للإفراج عن ذويهم الذين يتم اعتقالهم أو اختطافهم واحتجازهم في السجون من قبل مسلحي الهيئة.
ولفت شيخو إلى أن الأمر الأهم أن كل من يرفض تلك الممارسات يتم اعتقاله، وقد يختفي ولا يظهر مرة أخرى، مشددا على أنه تم توثيق كثير من جرائم الهيئة سواء القتل أو التعذيب، خصوصا في سجون الهيئة التي تحولت إلى "سلخانات للسوريين"، حسب تعبيره.
هيئة تحرير الشام
ويعود ظهور هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة إلى أواخر عام 2011 كنتاج للاضطرابات السورية، وقد انبثقت عن تنظيم القاعدة الإرهابي، ولخبرة عناصرها بالعمل المسلح أصبحت واحدة من أقوى الفصائل المناوئة للحكومة في دمشق.
وتسيطر هيئة تحرير الشام وبعض الفصائل الموالية لها، حاليا، على آخر المناطق الخارجة عن سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد، التي تشمل مساحات واسعة من إدلب، وأجزاء من بعض المحافظات المجاورة لها.
وفي مايو/أيار من عام 2013، صنفت الولايات المتحدة الأمريكية الجولاني ضمن الإرهابيين العالميين، بل ورصدت لاحقا وتحديدا عام 2017 مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بأية معلومات تساعد في الوصول إليه.