كتابان للكواكبي والمقريزي.. طبعات جديدة في مصر
دار "الكرمة" للنشر تصدر طبعات جديدة من "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" لعبد الرحمن الكواكبي و"إغاثة الأمة بكشف الغمة" للمقريزي.
تصدر دار الكرمة للنشر والتوزيع بالقاهرة طبعات جديدة من إصدارين من كتب التراث، وهما "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" لعبد الرحمن الكواكبي، و"إغاثة الأمة بكشف الغمة" للمقريزي.
ويعد كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" لعبد الرحمن الكواكبي، أحد رواد النهضة العربية ومفكريها في الـ19، أهم ما كُتب عن الاستبداد، وأسبابه، وأنواعه، وسُبل مواجهته.
وجاء على غلافه" الاستبدادُ لا ينبغي أن يُقاوَم بالعنف: كي لا تكون فتنة تحصد الناس حصدًا. نعم، الاستبداد قد يبلغ من الشدة درجةً تنفجر عندها الفتنة انفجارًا طبيعيًّا، فإذا كان في الأمة عقلاء يتباعدون عنها ابتداءً، حتى إذا سكنت ثورتها نوعًا، وقضت وظيفتها في حد المنافقين، حينئذٍ يستعملون الحكمة في توجيه الأفكار نحو تأسيس العدالة، وخير ما تؤسس يكون بإقامة حكومة لا عهد لرجالها بالاستبداد، ولا علاقة لهم بالفتنة".
ويعد كتابه "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" من أهم الكتب العربية في الـ19 التي تناقش ظاهرة الاستبداد السياسي.
أما الكتاب الثاني "إغاثة الأمة بكشف الغمة" لتقي الدين المقريزي أحد أهم مؤرخي مصر، فيتناول تاريخ المجاعات التي ألمَّت بمصر منذ أقدم العصور، وحتى بدايات القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي)، وقت تأليف هذا الكتاب، ثم يُحلل بأسلوب علمي سلس في فصول لاحقة أسباب المجاعات وسُبل علاجها.
وعلى غلافه نقرأ "ثم وقع الغلاء في الدولة الأيوبية.. وكان سببه توقف النِّيل عن الزيادة، وقصوره عن العادة.. فتكاثر مجيء الناس من القرى إلى القاهرة من الجوع، ودخل فصل الربيع، فهبَّ هواءٌ أعقبه وباءٌ وفناء، وعُدم القوت حتى أكل الناس صغار بنى آدم من الجوع، فكان الأب يأكل ابنه مشويًّا ومطبوخًا، والمرأة تأكل ولدها.. ثم تزايد الأمر حتى صار غذاء الكثير من الناس لحوم بني آدم بحيث ألِفوه، وقلَّ منعهم منه لعدم القوت من جميع الحبوب وسائر الخضراوات وكل ما تنبته الأرض".