فُجعت الأمة الإسلامية بنبأ أحزن المملكة العربية السعودية خاصة، والمسلمين عامة، وهو نبأ وفاة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية، أمس الأول، بعد معاناة مع المرض.
حيث وافت المنية العالمَ الكبيرَ عن عمر ناهز 90 عاما، قضى أكثر من 6 عقود منها في العمل بالقضاء والدعوة والخطابة.
عالم جليل فرض حبه وعلمه على كل من يراه ويسمعه.
لقد شاهدنا جموع مودعي الشيخ "صالح" في تشييع جنازته، التي استقبلها جامع "الراجحي" بالعاصمة السعودية، فضلا عن امتلاء الساحات خارج المسجد، الذي يسع 18 ألف مُصلٍّ، ما يدل على عظم مكانة أهل العلم والعلماء في نفوس المجتمع السعودي، ومحبتهم وتقديرهم للشيخ صالح اللحيدان.
نعم.. إنها مسيرة علمية حافلة بالعطاء والنفع العظيم للبلاد قدمها الشيخ صالح اللحيدان، حيث عيّن الراحل رئيساً للهيئة الدائمة في المجلس الأعلى للقضاء، واستمر نائباً لرئيس المجلس إلى أن عُيّن عام 1992م رئيساً للمجلس في الهيئة العامة والدائمة، واستمر كذلك حتى عام 2009، وكان عضوًا في هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1971م، وعضوا في رابطة العالم الإسلامي، وكان له نشاط في مجلة "الراية الإسلامية" حتى صار رئيس تحريرها، فضلا عن دروسه التي كان يُلقيها في المسجد الحرام، والتي كانت تُبثُّ للجمهور، وفتاواه في برنامج "نور على الدرب"، كما أن له محاضرات وندوات ومشاركات في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه، حتى ترك رئاسة القضاء العدلي عام 1430هـ.
وقد أشاد بعلم الشيخ صالح اللحيدان كل من يعرفه ومن لا يعرفه، إذ كانت للشيخ صالح اللحيدان بصمة تجعل القلوب تحزن على هذا الفقد وتستذكر وصاياه ودعاءه بالخير والعطاء لبلده ولمواطنيه، وكان من وصاياه قبل مرض الوفاة: "احرصوا دائماً على الإكثار من الاستغفار"، ولنا في مؤلفاته خير ليستفيد منها الجميع، ومنها:
شرح القواعد الأربع- إيضاح الدلالة في وجوب الحذر من أصحاب الضلالة- شرح حديث معاذ "حق الله على عبيده".
نعم.. لمثل هذا الفقد ينفطر القلب وتبكي العين، رحيل عَلَمٍ من علماء الأمة.. ألم الحزن ومرارة الفراق.. لذا نُعزّي حكومة خادم الحرمين الشريفين على هذا الفقد، ونعزّي أسرة الراحل والسعوديين والمسلمين ببقاع الأرض في فقيدهم الكبير الذي كان عَلما من أعلام الأمة!
عالم عاش يَبني المَجدَ تِسعينَ حِجَّة
وَكانَ إِلى الخَيراتِ وَالمَجدِ يَرتَقي
وختاماً نقول:
"اللهم تغمد بواسع رحمتك ومغفرتك العلامة الشيخ صالح اللحيدان، واجبُر مصابنا بفقده، واجْزِه عن الإسلام والمسلمين ما جزيت به عبادك الصالحين".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة