الإمارات الشريك التجاري الأول لفيتنام بمنطقة الشرق الأوسط

وزير الاقتصاد الإماراتي يؤكد أن فيتنام تتبوأ المركز الأول في قائمة الشركاء التجاريين للإمارات في منطقة جنوب شرق آسيا

قال سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي، إن الإمارات وفيتنام تجمعهما علاقات تاريخية متميزة وودية قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

جاء ذلك خلال أعمال الاجتماع الوزاري للدورة الرابعة للجنة المشتركة بين الإمارات وفيتنام التي بدأت في أبوظبي الخميس، وترأس الاجتماع من جانب الإمارات سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، وفيتنام شان توان آنه وزير الصناعة والتجارة.

• المنصوري: الإمارات عززت مكانتها إقليميا وعالميا بفضل أداء الاقتصاد
• المنصوري: 70.5% مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي للإمارات

وأكد ضرورة تعزيز التعاون بما يسهم في تحقيق أهداف الاستقرار الاجتماعي والازدهار الاقتصادي، بالإضافة إلى نشر قيم التسامح والتعايش الإنساني القائم على نبذ الإرهاب واستئصال الفكر المتطرف بشتى منابعه وكافة ألوانه.

وأضاف "وفي ضوء الرؤية الطموحة لقيادتي البلدين، والجهود المبذولة من القطاع العام والخاص لدى الجانبين، تمكنت الإمارات وفيتنام من تحقيق نهضة حقيقية في العلاقات الاقتصادية، وبما شكل نموذجاً عالمياً متقدماً للشراكات الاستراتيجية الناجحة بين الدول.

وأوضح أن أرقام التجارة والاستثمار تشير إلى حجم الإنجاز المتحقق خلال السنوات الماضية، والذي يشكل حافزاً إضافياً ومستمراً لتحقيق المزيد وتوسيع نطاق التعاون الإماراتي الفيتنامي ليشمل كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك". 

وعلى الصعيد التجاري، أوضح وزير الاقتصاد أن الإمارات تحتل مرتبة الشريك التجاري الأول لفيتنام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما تتبوأ فيتنام المركز الأول في قائمة الشركاء التجاريين للإمارات في منطقة جنوب شرق آسيا.

وبلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين نحو 10.4 مليار دولار عام 2017، بنسبة نمو تتجاوز 18% مقارنة بالعام السابق، وبما يؤكد حجم الاهتمام الذي يوليه الجانبان للنهوض بالتبادلات التجارية وبناء الشراكات الهادفة للاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز، والمركز التجاري المتقدم لكل من الإمارات وفيتنام على مستوى المنطقة والعالم.

وسلّط وزير الاقتصاد الضوء على هيكل الميزان التجاري بين البلدين، لافتاً إلى وجود فرص حقيقية أمام الشركات الفيتنامية للاستثمار في الإمارات، والاستفادة من بيئتها الاستثمارية المتميزة وبنيتها التحتية المتقدمة، بهدف الانطلاق منها كنقطة تصدير مثالية إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، وبما يعود بالنفع المشترك على الإمارات وفيتنام على حد سواء.

وأكد المنصوري أهمية استكشاف فرص تعزيز الصادرات الإماراتية إلى فيتنام، حيث تقدر بعض الدراسات الصادرة عن المؤسسات التابعة لمنظمة التجارة العالمية فرصة زيادة الصادرات المتدفقة من الإمارات إلى فيتنام بأكثر من 400 مليون دولار، تتركز في معظمها في المجموعات السلعية للمعادن الرئيسية والبلاستيك والبتروكيماويات، وهو ما يستدعي مزيداً من العمل المشترك بين الجانبين لتوسيع الشراكات التجارية القائمة وبناء الشراكات الجديدة في هذه القطاعات.

وعلى المستوى الاستثماري، أكد اهتمام الإمارات بتعزيز استثماراتها في فيتنام وتوسيع نطاق هذه الاستثمارات لتشمل المزيد من القطاعات الاقتصادية الواعدة.

واختتم سلطان المنصوري كلمته بالشكر لفيتنام على تأكيدها المشاركة في "إكسبو دبي 2020"، مؤكدا أن المعرض يمثل فرصة لزيادة مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري وتشجيع الاستثمار وقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار.

وأشار إلى أن تأكيد أكثر من 190 دولة مشاركتها بالمعرض يمثل فرصة كبيرة للقطاع الخاص ورجال الأعمال الفيتناميين للتواصل والاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة أثناء انعقاد المعرض. 

وعلى هامش أعمال الدورة الرابعة لاجتماع اللجنة المشتركة الإماراتية الفيتنامية، عقد منتدى الأعمال الاقتصادي الإماراتي الفيتنامي، بعنوان: فرص التعاون الاقتصادي"، والذي عقد بحضور  سلطان بن سعيد المنصوري وشان توان آنه وعبيد سعيد الظاهري سفير الإمارات في فيتنام، بالإضافة لعدد من كبار الشخصيات والمسؤولين في وزارات الإمارات، وممثلين عن قطاع الأعمال والاستثمار من كلا الجانبين. 

وتم خلال المنتدى التأكيد على ضرورة العمل على تعزيز مستوى التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين والبناء على العلاقات المتميزة بين البلدين والاستفادة من مناخ العلاقات السائدة والاتفاقات المبرمة، وتوظيف ما يمتلكه البلدان من إمكانات وفرص هائلة في المجالات كافة لرفع مستوى التبادل التجاري والدخول في شراكات بين قطاعي الأعمال في المجالات التي يحتاجها سوقا البلدين.

الجدير بالذكر، أن العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وفيتنام أقيمت رسميا في عام 1993، وافتتحت الإمارات سفارتها في هانوي في عام 2008، فيما تم افتتاح سفارة فيتنام لدى أبوظبي في عام 2008. ويقدر حجم الاستثمارات المتدفقة من الإمارات إلى فيتنام خلال الفترة ما بين 2003-2017 بنحو 3 مليارات دولار، وهي قيمة مرشحة للزيادة في ظل معدلات النمو المرتفعة التي يشهدها الاقتصاد الفيتنامي، والمدفوعة بالتوجه لتعزيز دور الاستثمار الأجنبي والقطاع الخاص في الاقتصاد، بالإضافة إلى الميزة النسبية المنبثقة عن توازن العلاقات التجارية لفيتنام مع معظم القوى التجارية على المستوى الإقليمي والعالمي على حد سواء. 

وبلغ مجموع الرحلات الجوية الأسبوعية للركاب بين البلدين 23 رحلة، وتستغرق مدة الرحلة الجوية المباشرة بين أبوظبي وفيتنام 6 ساعات و40 دقيقة، وبلغ عدد الزوار الفيتناميين إلى الإمارات 36836 خلال عام 2018، فيما بلغ عدد الزائرين الإماراتيين إلى فيتنام 888 زائراً للعام نفسه.