قمة سد النهضة "تلجم" آلة الدعاية القطرية
آلة الدعاية القطرية عمدت لتسويق الخلاف حول سد النهضة وكأنه عتبة نزاع مسلح، يجر أطرافاً إقليمية أخرى.
باجتماع زعماء إثيوبيا والسودان ومصر، اليوم الإثنين، لا يكون الأطراف الثلاثة قد أحدثوا اختراقا حيويا لحل الخلاف حول سد النهضة، بقدر ما يمثل ذلك انتكاسة لقطر التي لم تدخر جهدا للاستثمار في تبايناتهم، لصالح أجندتها التخريبية.
ويُمهد اجتماع اليوم لمرحلة جديدة من التعاون، بعد أسابيع من التوتر الذي عمدت آلة الدعاية القطرية لتسويقه وكأنه عتبة نزاع مسلح، يجر أطرافاً إقليمية أخرى.
وكانت آخر المزاعم القطرية ما أذاعه البوق الأكبر، قناة الجزيرة، حول حشود مصرية في إرتريا على مقربة من الحدود السودانية، بالتزامن مع اشتداد الخلاف بين القاهرة من جهة والخرطوم وأديس أبابا من جهة أخرى، حول السد الذي تشيّده إثيوبيا على مجرى نهر النيل.
ورغم أن أديس أبابا وجارتها اللدود، أسمرا، سارعتا لنفي أي وجود لقوات مصرية على الأراضي الإرترية، إلا أن غرفة الشائعات القطرية تمادت في تضخيم الخلاف، مستقلة سحب الخرطوم لسفيرها من القاهرة، على خلفية النزاع حول تبعية مثلث حلايب الحدودي.
ورغم المؤشرات المتواترة لاتجاه البلدان الثلاثة لحلحلة خلافاتها، مثل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ديسالين، إلى القاهرة، حيث اجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتوجيه الرئيس السوداني عمر البشير لطاقم دبلوماسيته للحوار مع مصر، لتسوية الخلافات التي أدت إلى سحب السفير، إلا أن الأبواق القطرية تمادت في غيّها.
واليوم، لم تجد آلة الدعاية القطرية ما تقوله بشأن الاجتماع الذي تعول عليه الأطراف الثلاثة، لإيجاد موازنة تضمن لأثيوبيا حقها في التنمية ولمصر حقها في مياه النهر الذي يمثل عصب وجودها.
وبالطبع، يُعزز اللقاء إعلان المبادئ الذي اتفق عليه الزعماء الثلاثة بالخرطوم في 2015، ويجعل منهم "يدا واحدة"، مثلما قال السيسي عقب نهاية الاجتماع الذي عقد على هامش القمة الإفريقية في أديس أبابا.
ومخاطبا الشعوب الثلاثة، أضاف السيسي باللهجة العامية: "كونوا مطمئنين تماما في مصر وإثيوبيا والسودان؛ في قادة مسؤولين التقينا واتفقنا مفيش (لا يوجد) ضرر على حد، وأكدنا أن مصلحة الدول الثلاث واحدة، وصوتنا واحد ومفيش أزمة بيننا".
فيما قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن القادة الثلاثة اتفقوا على حل جميع القضايا الفنية العالقة للسد خلال شهر، مشيرا إلى أنه لا يوجد طرف وسيط في المفاوضات، وأنها ستكون مباشرة بين الأطراف الثلاثة.
ومن شأن ذلك أن يمهد الطريق أمام الأطراف الثلاثة لحل الخلاف الذي نشب قبل أسابيع حول تقرير الاستشاري الفرنسي الذي عُهد إليه بحث تأثيرات السد البيئية والاجتماعية على السودان ومصر.
وكان الاجتماع قد سبقه اجتماعان منفصلان عقدهما السيسي مع البشير وديسالين، حيث أسس لقاء رئيسي السودان ومصر لـ"صفحة جديدة"، حسبما أفاد السفير السوداني لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم.
وأضاف السفير أنه بمجرد عودة الوفد السوداني إلى الخرطوم ستُعقد اجتماعات لتحديد موعد عودته إلى مصر لمباشرة مهامه، لا سيما مع اتفاق الرئيسين لتشكيل لجنة مصغرة تضم وزيري الخارجية ورئيسي المخابرات، لوضع خارطة طريق لتسوية الخلافات.
ووسط كل هذه المعطيات، سارعت قناة الجزيرة للقول في صدارة خبرها الذي خصصته للقاء، إنه انتهى "دون بيان أو مؤتمر صحفي".
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA= جزيرة ام اند امز