هند العتيبة: حان وقت السلام والتزام الإمارات تجاه فلسطين لن يتضاءل
الإمارات تلقت تأكيدات من إسرائيل والولايات المتحدة بأن معاهدة السلام تزيل الضم من الطاولة
قالت هند العتيبة، مديرة إدارة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، إن "السلام مع إسرائيل فرصة مهمة، لكنه ليس بديلاً عن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
جاء ذلك في مقال لها نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تحت عنوان "نسعى إلى سلام دافئ مع إسرائيل".
وأضافت العتيبة أن "التزامنا العميق والطويل الأمد تجاه الشعب الفلسطيني لا يتزعزع، وبصفتنا الدولة العربية الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فسوف ندعو بقوة إلى حل الدولتين وحقوق الفلسطينيين في الكرامة وتقرير المصير".
وتابعت: "الإسرائيليون والفلسطينيون جيران ويحتاجون إلى حل عادل ودائم لهذا الصراع المستمر منذ عقود، لقد حان وقته".
وأشارت إلى أنه "في حفل التوقيع في البيت الأبيض (اليوم)، مع التلويح بالأعلام وعزف أناشيدنا الوطنية، سيتشكل شرق أوسط جديد. سوف يتصافح قادتنا ويتلقون التصفيق على أفعالهم الشجاعة. ومع ذلك، فإن مسؤولية السلام تقع على عاتق الشعبين الإماراتي والإسرائيلي لمتابعة هذه الأجندة الملهمة".
وأوضحت أنه "بمشاركة عميقة من قبل الولايات المتحدة، تم التفاوض على السلام بين الإمارات وإسرائيل من قبل دبلوماسيين مهرة بتوجيه من القادة الوطنيين وفي حفل التوقيع اليوم، سيقوم الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية الإماراتي بإضفاء الطابع الرسمي على هذا الإنجاز أمام جمهور عالمي".
العتيبة أضافت: "ومع ذلك، فإن السلام الجوهري بين الدول سيكون ممكنا فقط إذا رغب الناس داخل تلك البلدان في تغيير ذي مغزى، والآباء الذين يرغبون في أن يتمتع أحفادهم بمستقبل أكثر تفاؤلاً مما عاشه أجدادهم".
وأردفت: "موقف الإمارات لا لبس فيه، نسعى إلى سلام دافئ مع إسرائيل، تتخلله تفاعلات ذات مغزى، وارتباطات متبادلة، وفرص مفيدة للطرفين. منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، قمنا ببناء مجتمع متنوع ومتسامح وموجه نحو المستقبل ونحن حريصون على تحقيق ثمار السلام".
وفي مقابلة مع موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلي، قالت هند العتيبة: "لدى الإمارات العربية المتحدة التزام طويل الأمد بدعم الشعب الفلسطيني ولن يتضاءل أبدًا".
وأضافت: "سجل تصويتنا وبياناتنا في الأمم المتحدة وفي المنتديات الإقليمية يثبت ذلك بما لا يدع مجالاً للشك، وكذلك تقديمنا للمساعدات الإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)" .
وشددت العتيبة على أن معاهدة السلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل يمنع الضم الإسرائيلي لأراضٍ فلسطينية وينقذ حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل).
وأوضحت أن "الإمارات تلقت تأكيدات من إسرائيل والولايات المتحدة بأن معاهدة السلام تزيل الضم من الطاولة. نعتقد أننا حافظنا على الآمال في حل الدولتين ومنعنا شيئًا كان من شأنه إلحاق ضرر كبير بآفاق السلام".
ونوهت إلى أن "دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم كل الجهود المبذولة بحسن نية لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. لقد استندت مبادرة السلام العربية إلى حل الدولتين. مع الضم، كان حل الدولتين هذا سيختفي، على الأرجح إلى الأبد".
وأشارت العتيبة إلى أن "الشعب الإماراتي يشعر بالحماس من إقامة علاقات مع إسرائيل".
ولفتت إلى أن "معاهدة السلام قوبلت بدعم دولي واسع، مما يعكس الاعتراف بهدفنا في حماية حل الدولتين وتعزيز الازدهار الإقليمي. من المهم أن يشترك الفلسطينيون في فوائد بدء العلاقات الثنائية مع إسرائيل".
وتابعت: "نريد أن نرى الفلسطينيين والإسرائيليين يعملون من أجل حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية بدعم من المجتمع الدولي. لا يمكن أن يحدث ذلك إلا من خلال مشاركة جميع الأطراف بحسن نية".
وذكرت أن التوقيع على الاتفاق اليوم في البيت الأبيض "يمهد الطريق لتعاون إضافي بين بلدينا"
وأشارت إلى أن "خمسة من كبار الوزراء الإماراتيين سيحضرون، مما يدل على الجدية التي ننظر بها إلى هذا الاتفاق. وقد تم بالفعل التوصل إلى اتفاقيات في عدد من المجالات بما في ذلك الأعمال المصرفية والتكنولوجيا، وهناك أخرى غيرها قادمة".
ولفتت العتيبة إلى أنه "لقد سئم الشعب العربي الصراع ويتوق إلى منطقة مستقرة وعاملة ومزدهرة. لقد حان الوقت لمقاربات جديدة وتفكير جديد لتحديد مسار أفضل للمنطقة. يجب أن نعمل معًا لتوسيع مجتمع التعايش السلمي من خلال حوار إقليمي أوسع، وخفض التصعيد، والمشاركة".
وأوضحت أن "المنطقة تواجه حاليًا تحديات اقتصادية وسياسية وبيئية خطيرة تتطلب جميعها درجة كبيرة من التعاون والتنسيق. إن 65% من سكان الشرق الأوسط هم دون سن الثلاثين؛ عدد الشباب آخذ في الازدياد، لذا فإن عدد الوظائف يحتاج إلى مواكبة. لا يمكننا أن نأمل في حل هذه التحديات والازدهار إذا كنا منقسمين ومتخلفين عن الركب من حيث الإنتاجية والتكنولوجيا".
وذكرت العتيبة أن "المناقشات جارية لتطوير الروابط الجوية بين الإمارات وإسرائيل. نحن على ثقة من أن العديد من الإماراتيين سيكونون مهتمين بزيارة إسرائيل، وسيتمكن المواطنون الإسرائيليون من الحصول على تأشيرات لدخول الإمارات العربية المتحدة. نأمل أن نرى الكثيرين العام المقبل في معرض إكسبو 2020 دبي، حيث أكدت إسرائيل بالفعل مشاركتها في عام 2019".
ووجه البيت الأبيض دعوات باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأكثر من 1000 شخصية أمريكية ودولية وعربية للمشاركة في حفل توقيع اتفاق السلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وإعلان السلام بين إسرائيل ومملكة البحرين اليوم الثلاثاء.
وسيكون هذا هو حفل السلام الأول بين إسرائيل ودول عربية منذ أكثر من 26 عاما حينما تم التوقيع على اتفاق أوسلو بالبيت الأبيض في ذات هذا الشهر من عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
وسيمثل الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في حفل التوقيع وزيرا خارجيتهما الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وعبداللطيف بن راشد الزياني على التوالي.
ويمثل إسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يعتبر هذا التطور نصرا شخصيا له، فلم يحضر معه إلى واشنطن العاصمة أي وزير إسرائيلي.