هذا الإرهاب العابر للحدود، العابر للضمائر، الصادم بكل ما للكلمة من معنى.
ينفطر القلب ألماً ودماً على مصاب أم الدنيا بضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في بئر العبد بسيناء، وتدمع العيون على ما ألمَّ بأهلنا ذوي الشهداء والمصابين الأبرياء، كأننا في مأتم مستمر لا نكاد نمسح دمعاً على تفجير في البحرين، حتى يأتي خبر تفجير في العراق، وآخر في عدن، واعتداء في الولايات المتحدة، وفرنسا وغيرها.
حين البحث عن المتسبب في كل عمليات القتل وتفجيرات الإرهاب، وأخيرها وليس آخرها هجوم مسجد الروضة في العريش المصرية، نكشف للعالم أجمع، أن مصدر الشرور كلها هو ذاك البعيد القابع في طهران، ودميته القطرية الصغيرة في الدوحة.
كأننا في منافسة محمومة على هدر دماء الإنسان، في كل مكان، فلا يكفي البشرية الكوارث الطبيعية من زلازل وهزّات أرضية وفيضانات وثوران براكين وغيرها، لنضيف إليها هذا الكم الكبير البشع من القتل والذبح والإرهاب الذي لا دين له ولا حدود.
هذا الإرهاب العابر للحدود، العابر للضمائر، الصادم بكل ما للكلمة من معنى، هذا الإرهاب المتضخّم بالدم، الدراكولا الرهيب الذي لا يشفع عنده رجاء ضحية، أو دعاء أم، أو بكاء طفل، هذا الإرهاب الغاشم الجاثم على صدر أمتنا العربية والإسلامية كأنه السرطان أو الطاعون، كأنه تلك الريح الصفراء التي أبادت الحضارات والكائنات.
هذا الإرهاب الذي لا تجدي في مواجهته الأسلحة الفتاكة فقط، ولا تنجينا منه النوايا الطيبة فقط، ولا ترد خطره بيانات الشجب والاستنكار، إنه الإرهاب الأفعواني الذي يلتف ويلتف، ويمتد ويمتد، لأنه في صورة من صوره "خلافة قتل وإرهاب، باقية وتتمدد" لا سمح الله.
هذا الإرهاب الغريب عن مبادئنا الإسلامية السمحة، المسخ المبتكر في جحور أنظمة وأقبية سرية لأجهزة مخابرات، لا يمكن في محاربته والقضاء عليه إلا أن نتساءل من أين جاء؟، وكيف توالد وتكاثرت حشراته الشيطانية؟، وكيف استطاع أن يسلب عقول الشباب ويؤثر فيهم بدعوى الخلافة العادلة والإسلام الصحيح (بحسب زعمهم)، القائم على الجهاد بالسيف والجزية؟.أما كل ما نادى به الإسلام من العدل والمحبة والسلام والآية الدليل "إن جنحوا للسلم فاجنح لها"، فما هو بموجود في عقيدتهم وفكرهم الإقصائي.
نحن في الإمارات، أدركنا منذ البدايات خطر هذه الدعوة إلى القتل، فواجهناها بالوعي بأسبابها ومصادر نشرها، وموائل تكاثرها وجحور خيانتها، فكنا عاقدي العزم على مواجهتها والتحذير منها، منذ لحظة وقوفنا بحزم ضد فتنة حزب إخوان الشيطان، والتحالف العالمي للإرهاب ممولاً من قطر، وداعية الإرهاب القرضاوي الذي كانت الإمارات أول دولة تحذر من استقباله والترويج له، ومنحه المنابر الإعلامية للدعوة إلى خريفه العربي القاتل، المؤسس لأكذوبة داعش والحاضن لها.
نحن في الإمارات، بوعي القيادة الرشيدة الحكيمة، وحذر أجهزتنا الأمنية التي آزرتها بنجاح ومهنية عالية قطاعاتنا الإعلامية والمجتمعية كافة، بحمد من الله، كنا السباقين إلى رفض هذا الوباء الفتاك، والوقوف بحزم ضد محور الشر الذي أنتجه، وما تبادل الأدوار بذكاء وحنكة شيطانية إلا دليلنا على الارتباط العضوي الدموي بين داعش وحزب نصر الله والحشد الشعبي في سوريا والعراق، والبنيان المرصوص في ليبيا، وغيرها وصولاً إلى بوكو حرام في نيجيريا وما خفي كان أعظم.
وحين البحث عن المتسبب في كل عمليات القتل وتفجيرات الإرهاب، وأخيرها وليس آخرها هجوم مسجد الروضة في العريش المصرية، نكشف للعالم أجمع، أن مصدر الشرور كلها هو ذاك البعيد القابع في طهران، ودميته القطرية الصغيرة في الدوحة، وجوقة السماسرة الممتدة من أنقرة إلى ما.... وعلمكم كفاية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة