السيسي.. حكاية قائد الجمهورية الجديدة في مصر
من حي الجمالية الشعبي بقلب القاهرة الفاطمية، وتحديدا في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1954، علا صوت مولود جديد، بشر أهل الكنانة باسمٍ سيُكتَب في تاريخ مصر الحديث.
كان ذلك المولود في إحدى بنايات شارع الخرنفش الواقع على جانبي شارع المعز لدين الله الفاطمي، هو عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسي، ابن حي الجمالية وسيد قصر الاتحادية، وقائد مصر الجديدة.
إنه رئيس مصر، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قائد الجمهورية الجديدة، وباني نهضتها الحديثة، وحامي حماها من السقوط في أتون الإرهاب والفاشية الإخوانية، ليحافظ على راية "أم الدنيا" مرفوعة بين الأمم، ويعيد رونقها ورفعتها، بدعم من شعبه الذي لم يخذله يوما.
ظلال التاريخ
نشأ الرئيس السيسي في عائلة متدينة ترجع أصولها لمحافظة المنوفية (دلتا مصر)، في حي الجمالية بالقاهرة، تتكون من الأب سعيد حسين خليل السيسي، والأم سعاد إبراهيم، اللذين ربيا 3 ذكور و5 إناث على التقوى والصلاح.
والجمالية هو الحي المكتظ بالأزقة بين المساجد القديمة والقوافل التي كتب عنها الروائي الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ في ثلاثية تاريخية: بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية.
وينتشر في شوارع الجمالية باعة العطور وأشجار النخيل النحاسية، وفي بعض الزوايا يعلق غبار التوابل في الهواء مثل الضباب.
داخل متجر "السيسي" الأب في الحي، عُلقت عبارة صاغها الوالد المعروف بـ"حسن"، "لا إله إلا الله".
كان والد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من عائلة المصنعين التجار، وممن يعملون في شغل البازارات.
كان والد السيسي الذي يعرف بـ«حسن» يحب القراءة عن التاريخ والقانون، وكان يحب الاستماع إلى الموسيقى القومية القوية، وكان لديه 3 أبناء و5 بنات، وجميعهم تلقوا تعليما جامعيا.
كان حسن يحب الأعمال، يضيف مدير المتجر "فتبعه أحد أبنائه، الحسين، في ذلك، كان حسن يحب المحاماة، فأصبح ابنه أحمد قاضيا. وكان حسن مثل الجنرال: كل شيء دقيق، كل شيء في الوقت المحدد، كل شيء منظم... وهكذا أصبح ابنه جنرالا".
تعليمه وحياته العسكرية
التحق عبدالفتاح السيسي بمدرسة البكري بسكة برجوان والتي تشمل أبناء الطبقة الوسطى والتجار الذين يعيشون في تلك المنطقة، ثم درس بمدرسة السلحدار الإعدادية من عام ١٩٦٨ إلى عام 1970.
وعام 1971 بدأ حياته العسكرية طالبا في المدرسة الثانوية الجوية حتى 1974، ثم التحق بالكلية الحربية الني تخرج فيها (بالدفعة ٦٩) في 1 أبريل/نيسان1977، ليعمل ضابطا بسلاح المشاة.
وفي 1987 حصل على ماجستير من كلية القادة والأركان، وماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 في التخصص نفسه.
السيسي متزوج من انتصار أحمد عامر، ولديهما ثلاثة أبناء وابنة واحدة، هم: مصطفى ومحمود وحسين وآية، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع رئاسة الجمهورية.
المناصب القيادية
تدرج في المناصب العسكرية، بداية من قائد كتيبة مشاة ميكانيكي، ثم ملحقا للدفاع بالمملكة العربية السعودية، ثم رئيسا لفرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، فرئيس أركان لواء مشاة ميكانيكي، وبعدها عمل قائدا للواء المشاة الميكانيكي، ورئيسا لأركان الفرقة الثانية مشاة ميكانيكي، ثم قائدا لفرقة مشاة ميكانيكي.
ثم تدرج في المناصب العسكرية حتى وصل لمنصب قائد المنطقة الشمالية العسكرية، ثم نائبا ومديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية سنا.
وعام 2012، وتحديدا في 12 أغسطس/آب، تمت ترقيته من رتبة لواء إلى فريق أول وتعيينه وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، خلفا للمشير محمد حسين طنطاوي.
رئيس الاتحاد الأفريقي من سنة ٢٠١٩ إلى سنة ٢٠٢٠.
التصدي للإخوان
وعام 2013، وتحديدا يوم الثالث من يوليو/تموز، استيقظت مصر على صوت رجل قوي، استجاب لنداء الشعب المصري، وحمل على عاتقه راية تطهير بلاده من آفة إخوانية نخرت في جسدها على مدى عامين، حين أطاح بطغمة الإخوان من عرش الحكم.
وبكلمات واثقة وقف السيسي، قائلا: "شعب مصر العظيم، إن القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب".
وأضاف: "ولقد استشعرت القوات المسلحة - انطلاقا من رؤيتها الثاقبة - أن الشعب الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.. وتلك هي الرسالة التي تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسي آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسؤولية والأمانة".
خطاب لبّى نداء الملايين من أبناء الشعب المصري، ممن اهتزت بأقدامهم وحناجرهم ميادين مصر، في ثورة 30 يونيو/حزيران ونادوا بالخلاص من الفاشية الإخوانية، فعزل محمد مرسي، وعطّل العمل بدستور 2012، وسلّم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور، الذي قاد البلاد لفترة انتقالية دامت عاما، لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
هذ الخطاب الذي تلقفه ملايين المصريين المحتشدين في الميادين والاحتفال وأبرزها بميداني التحرير والاتحادية، إلى جانب مختلف محافظات مصر، وعمت الأفراح بالشوارع بعد أن سقط حكم الإخوان، وبدأت مرحلة جديدة أنهت مساعي الإخوان للسيطرة على جميع مفاصل الدولة.
وأصبحت ملصقات الزعيم الفعلي لمصر الجنرال عبدالفتاح السيسي، منتشرة في كل مكان في شوارع القاهرة.
وفي يناير/كانون الثاني عام 2014، قام الرئيس عدلي منصور بترقيته لرتبة مشير، وفي مارس/آذار من العام نفسه أعلن رسميا استقالته من القوات المسلحة وترشيح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية، التي فاز بها بحصوله على 96.9% من الأصوات الصحيحة.
وفي 2018 أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات بمصر، انتخاب عبدالفتاح السيسي رئيسا للبلاد في ولاية ثانية.
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بمؤتمر "حكاية وطن" بالعاصمة الإدارية الجديدة، عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة تلبية لنداء الشعب المصري.
واليوم، جدد السيسي العهد والوعد مع المصريين بالفوز بانتخابات الرئاسة لولاية جديدة، يستكمل فيها بناء الجمهورية الجديدة، ويقود فيها مصر إلى مزيد من التقدم والرخاء والازدهار.
أنواط وميداليات وأوسمة
وخلال تاريخ عمله العسكري والسياسي الحافل، حصد السيسي العديد من الأنواط والأوسمة بينها نوط 25 أبريل/نيسان 1982، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية، ونوط الخدمة الممتازة. اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر، واليوبيل الذهبي للثورة، واليوبيل الفضي لتحرير سيناء، وميدالية 25 يناير/كانون الثاني 2011 .
كما حصل على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى، وميدالية 30 يونيو/حزيران، وقلادة "الملك عبد العزيز آل سعود" في 8 أغسطس/آب 2014، وقلادة "مبارك الكبير" يناير/كانون الثاني 2015.
وحصد العديد من الأوسمة، أبرزها وسام "الشيخ عيسى آل خليفة" البحريني مايو 2017، ووسام "الاستحقاق الوطني" الغيني في أبريل/نيسان 2019، ووسام "الاستحقاق الوطني" الإيفواري أبريل/نيسان 2019، وقلادة "السياحة العربية" يونيو/حزيران 2019.
وحصل كذلك على وسام "صداقة الشعوب" البيلاروسي يونيو/حزيران 2019، ووسام "زايد" الإماراتي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ووسام "جوقة الشرف الوطني" في ديسمبر/كانون الأول 2019، ووسام "سان جورج" الألماني 29 يناير/كانون الثاني 2020، ودرع "العمل التنموي العربي" 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، ثم وسام "جراند كروس أوف ذا ريديمير" اليوناني نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
إضافة إلى وسام "استحقاق اللجنة الأوليمبية الأفريقية" 25 مايو/أيار 2021، ووسام "القائد"، والذي يُعد أرفع وسام يقدمه البرلمان العربي للسادة ملوك ورؤساء الدول 2 يونيو/حزيران 2021، وآخرها وسام "جمهورية صربيا" في 20 يوليو/تموز 2022.
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA=
جزيرة ام اند امز