اليمن.. الرعب يسيطر على مليشيا الحوثي بسبب القبائل
القبائل اليمنية ترفض دعوات التجنيد الإجباري التي أطقلتها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانيا، لتعويض خسائرها العسكرية.
تعاني مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانيا، مأزقا عسكريا غير مسبوق في صفوفها، بسبب رفض القبائل اليمنية لدعوات التجنيد التي أطلقتها، رغم المحاولات المستميتة من قبل الانقلابيين لاستمالة القبائل .
وتتعرض مليشيا الحوثي لاستنزاف عسكري غير مسبوق خلال الأسابيع الماضية، خصوصا بعد غارات مكثفة للتحالف العربي، استهدفت عددا من معسكرات التدريب في الساحل الغربي، وأسفرت عن سقوط العشرات من المليشيا الانقلابية.
وطيلة الأسابيع الماضية، لجأت مليشيا الحوثي إلى ترهيب القبائل اليمنية وابتزازها بالتجنيد الإجباري تارة، والدعوة لإسنادها بالمقاتلين طوعا تارة أخرى، لكن دعوات المليشيا الانقلابية وجهت بالرفض التام من جانب القبائل.
وقالت مصادر قبلية في محافظة عمران لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي، عقدت خلال الأيام الماضية أكثر من 5 لقاءات مع قبائل بكيل وحاشد، وحاولت تقديم جميع التنازلات لهم من أجل دعمهم بالمقاتلين، لكن كانت تعود خائبة.
ووفقا للمصادر، قدمت المليشيا الحوثية التزامات للزعماء القبليين في مديريات "خارف" و"خمر" و"بني صريم"، بأنها ستوفر لمناطقهم جميع الاحتياجات وتطلق جميع المعتقلين والمختفين قسريا ممن ينتمون إليها وشاركوا في انتفاضة صنعاء، مطلع ديسمبر الماضي، لكن القبائل ترفض التعاون معهم.
وللحفاظ على معنويات أنصارها من الاستنزاف الكبير، لجأت مليشيا الحوثي إلى تكرار تصوير وقفات قبلية صورية ومرتبة في أكثر من مديرية شمالي اليمن، خلال الأيام الماضية، لإيهام القبائل الرافضة أن قبائل أخرى قد أعلنت تقديم المئات من مقاتليها، وعلى الجميع أن يحذوا حذوهم.
وقال مصدر محلي في محافظة عمران لـ"العين الإخبارية"، إن جميع المشاركين في الوقفات القبلية الذين شاركوا في اجتماع "خارف"، هم أنفسهم الذين تم نقلهم إلى مديريات طوق صنعاء كافة.
وأضاف أن "المليشيا الحوثية تنقل مقاتلين من جبهات القتال وتحضر لافتات مجهزة باسم واحدة من القبائل، ويتم إحضار قناة المسيرة الحوثية لتصوير المشهد، والزعم أن القبيلة اليمنية تواصل رفدهم بالرجال والمقاتلين، ولكن ما يجري عكس ذلك تماما".
وفي مقابل الفشل الحوثي في استمالة القبائل، بدأت وحدات الحرس الجمهوري المناهضة للحوثيين بترتيب صفوفها مجددا عقب انتفاضة صنعاء، تحت قيادة العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح.
وقالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، إن العشرات من جنود الحرس الجمهوري المناهضين لمليشيا الحوثي الذين التحقوا مؤخرا بقوات طارق صالح، وقدروا أعدادهم بـ10 آلاف ضابط وجندي.
مخاوف من انتفاضة مسلحة
يرى مراقبون أن مليشيا الحوثي تعيش حالة من الرعب من موقف القبائل المحيطة بصنعاء، خصوصا بعد انتفاضة صنعاء، وتشعر أن مصيرها غير مأمون في ظل تزايد الجبهات الرافضة لهم، بعد انضمام قوات الحرس الجمهوري إلى عدن، واستعداد الشرعية والتحالف العربي لفتح جبهات جديدة في صعدة وعمران وحجة، شمالي البلاد.
وذكر المحلل السياسي اليمني، نجيب غلاب، أن مليشيا الحوثي تسعى حاليا لابتزاز القبائل والمكونات السياسية عبر المعتقلين، وإجبارها على دعمها بالمقاتلين مقابل إطلاق سراح المعتقلين في سجونها.
وقال غلاب لـ"العين الإخبارية": إن "لدى الحوثيين قناعة بأن المحيط القبلي في صنعاء ينتظر اللحظة المناسبة للقيام بانتفاضة المسلحة ضدها، ولذا تسعى لبناء مصالحات باتجاه تكتل القوى الاجتماعية والسياسية لاستمرار الحرب وحماية مصالحها وإعاقة المقاومة الشعبية الرافضة لها.
وتطرق الباحث اليمني إلى معركة الجيش الوطني باتجاه محافظة عمران، وذكر أنها قد تكون "أهم جبهات الحرب القادمة"، وهو ما يدفع الحوثيين لتقديم تنازلات ومحاولة كسب جغرافيا القبائل التي يبدو أنها أصبحت مقتنعة أن مواجهة الحوثية خيار وحيد للخلاص.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA== جزيرة ام اند امز