نجم وقميص 9.. أسطورة الإنجازات الفردية وملك البريمييرليج
حلقة جديدة من نجم وقميص تسلط الضوء على جانب من حياة آلان شيرار أسطورة الكرة الإنجليزية السابق وأحد أشهر أصحاب القميص رقم 9
يعد المهاجم الإنجليزي الأسبق آلان شيرار أحد أبرز اللاعبين الذين ارتدوا القميص رقم 9 على مدار تاريخ كرة القدم، كما أنه أحد أفضل من شغلوا مركز رأس الحربة في ملاعب الساحرة المستديرة على الإطلاق.
شيرار من مواليد مدينة نيوكاسل أبون تاين، التي تقع شمال شرقي إنجلترا، وذلك يوم 13 أغسطس/آب 1971.
ورغم تاريخه وإنجازاته طوال مسيرته، فإن المهاجم الإنجليزي القانص لم يسبق له اللعب ضمن صفوف كبار إنجلترا على الإطلاق، بل اكتفى طوال مسيرته باللعب بقمصان فرق متوسطة.
وكحال أغلب نجوم العصر الحديث، لم يستطع شيرار تحقيق أي إنجاز دولي مع منتخب إنجلترا، مكتفيا بإحراز 30 هدفا خلال 63 مباراة بقميص "الأسود الثلاثة".
نقطة الانطلاق
بدأ شيرار رحلته في الملاعب ضمن ناشئي فريق ساوثهامبتون عام 1986، وبعد عامين فقط تم تصعيده للفريق الأول قبل أن يتجاوز حاجز الـ17 عاما، مسجلا ظهوره الأول ضد تشيلسي بالدوري الإنجليزي في شهر مارس/ آذار 1988.
وجذب شيرار الأنظار إليه في موسمه الأول مع ساوثهامبتون بعدما سجل ثلاثية "هاتريك" قادت فريقه للتغلب على أرسنال بنتيجة 4-2، ليصبح أصغر لاعب يسجل هاتريك على الإطلاق في الدوري الإنجليزي، بعمر 17 عاما و240 يوما.
واستمر المهاجم الإنجليزي بقميص "القديسين" لمدة 5 مواسم، سجل خلالها 43 هدفا خلال 158 مباراة، لكن تلك الفترة شهدت ارتباطه بالانتقال إلى مانشستر يونايتد، إلا أن الصفقة لم تتم في النهاية.
خطوة للأمام
في صيف 1992، قرر نادي بلاكبيرن روفرز الظفر بتوقيع الهداف الشاب مقابل 3.6 مليون جنيه إسترليني، إلا أن الموسم الأول لم يكن سعيدا بالنسبة له، بعدما غاب عن نصف مباريات فريقه بسبب إصابة في الرباط الصليبي للركبة.
ورغم الغياب لفترة طويلة، فإن شيرار نجح في موسمه الأول في تسجيل 16 هدفا خلال 21 مباراة في البريمييرليج مع فريقه الجديد.
ومنذ الموسم الثاني له مع بلاكبيرن، استعاد شيرار جاهزيته البدنية بعد التعافي من الإصابة، لينفجر في وجه المنافسين، مسجلا 31 هدفا في البريمييرليج، و34 بشكل عام.
واستطاع شيرار أن يقود بلاكبيرن لإنجاز تاريخي بفوزه بلقب البريمييرليج موسم 1994-1995، حينما سجل بمفرده 34 هدفا خلال 42 مباراة.
ذلك الإنجاز جاء بعد غياب بلاكبيرن عن الفوز بلقب الدوري لمدة 81 عاما، إذ عاد آخر تتويج له لعام 1914، ليقتنص اللقب بعدما حل وصيفا في موسم 1993-1994 خلف مانشستر يونايتد.
وكان هذا اللقب هو الوحيد الذي ناله شيرار على مدار مسيرته مع الأندية، لكنه سيظل محفورا في ذاكرة عشاق بلاكبيرن، لكونه جاء مع فريق لا يصنف ضمن الكبار.
واستمر تألق شيرار مع بلاكبيرن لموسم آخر، سجل فيه 37 هدفا خلال 48 مباراة بكل البطولات، منها 31 هدفا في البريمييرليج، ليقضي 4 مواسم معه، شهدت إحرازه 130 هدفا خلال 171 مباراة.
العودة إلى الديار
بعد مشاركة شيرار مع منتخب إنجلترا في بطولة يورو 1996، حاول المان يونايتد من جديد الظفر بتوقيعه، لكن بلاكبيرن رفض عرض "الشياطين الحمر"، وفضل بيعه إلى نيوكاسل يونايتد، فريق المدينة التي ولد بها اللاعب.
الصفقة كانت قياسية في ذلك الوقت، إذ انتقل شيرار من بلاكبيرن إلى نيوكاسل مقابل 15 مليون إسترليني، ليبدأ معه رحلة دامت 10 مواسم.
وتألق المهاجم المخضرم بقميص نيوكاسل أيضا وسجل معه الكثير من الأهداف، لكنه حصل معه على أول بطاقة حمراء في مسيرته خلال موسم 1999-2000، وذلك في مواجهة ضد سندرلاند.
وقبل ذلك الطرد بعامين فقط، وصل عرض من برشلونة الإسباني لضم شيرار بقيمة 20 مليون إسترليني، مما كان سيمنح اللاعب فرصة كسر الرقم القياسي لأغلى لاعبي العالم للمرة الثانية خلال 12 شهرا فقط، لكن مدربه كيني دالجليش رفض التخلي عنه.
وفي موسم 2002-2003، عاد نيوكاسل إلى دوري أبطال أوروبا، ونجح في تجاوز مرحلة المجموعات الأولى، وشهد نجاح شيرار في تسجيل ثلاثية وثنائية في شباك باير ليفركوزن الألماني وإنتر ميلان الإيطالي على الترتيب، ليسجل 7 أهداف في البطولة آنذاك.
وبعد 10 سنوات أمضاها مع "الماكبايس"، سجل خلالها 206 أهداف خلال 405 مباريات، أعلن شيرار اعتزاله بقميص فريق مدينته عام 2006، ليسدل الستار على مسيرة مميزة.
إنجازات تاريخية
على الرغم من عدم نجاح شيرار في تحقيق العديد من الألقاب الجماعية باستثناء لقب البريمييرليج مع بلاكبيرن، فإن مسيرته شهدت تحقيقه أرقاما وإنجازات فردية لا يمكن نسيانها.
ومن بين تلك الإنجازات، حصل شيرار على جائزة هداف بطولة أمم أوروبا 1996 برصيد 5 أهداف، بعد مشاركته مع منتخب إنجلترا، الذي تعرض للإقصاء على يد ألمانيا من نصف النهائي، قبل أن يتوج الأخير باللقب.
واحتل شيرار أيضا المركز الثالث في سباق جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 1996، التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سنويا، وهو المركز ذاته الذي احتله في صراع الكرة الذهبية في السنة ذاتها.
وعلى الصعيد المحلي، حصد شيرار جائزة هداف البريمييرليج 3 مرات متتالية، بين عامي 1995 و1997، بالإضافة لنيله جائزة لاعب العام في المسابقة بموسم 1994-1995.
ويحتل شيرار صدارة قائمة الهدافين التاريخيين للبريمييرليج برصيد 260 هدفا، رغم عدم ارتدائه قميص أي فريق من الكبار.
ويملك شيرار أيضا رقما قياسيا من ناحية تسجيله أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد، في النسخ التي شهدت إقامة 42 جولة، بواقع 34 هدفا، بالإضافة لامتلاكه أكبر عدد من الثلاثيات "الهاتريك"، التي حققها 11 مرة.
ويأتي النجم الإنجليزي أيضا على رأس اللاعبين الأكثر تهديفا من ركلات الجزاء، بواقع 56 هدفا، إلى جانب كونه أكثر اللاعبين إحرازا للأهداف من داخل منطقة الجزاء، بواقع 227 هدفا.
ولم ينجح أي لاعب على الإطلاق باستثناء شيرار في تسجيل 5 أهداف في مباراة واحد، إذ حقق ذلك بقميص نيوكاسل خلال فوزه على شيفيلد وينزداي بنتيجة 8-0 عام 1999.
ويحتل شيرار أيضا قائمة الهدافين التاريخيين لنيوكاسل برصيد 206 أهداف، وهو أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في المسابقات الأوروبية في تاريخ النادي، بواقع 30 هدفا.
aXA6IDEzLjU5LjIuMjQyIA== جزيرة ام اند امز