في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، ترصد عدسة العين الإخبارية مشهدًا إنسانيًا مأساويًا، حيث يزداد تدفق النازحين من مدينة غزة إلى الوسط، ما يضاعف الضغط على المستشفى الحكومي الوحيد في المنطقة.
وأكد الطاقم الطبي: "نحاول تقديم أفضل رعاية ممكنة، لكن هناك تحديات كبيرة، منها نقص الأجهزة، نقص الحليب، ونقص الأدوية في كل شيء".
وأوضح الطاقم أن المستشفى يعاني بشدة من نقص الكادر البشري والأجهزة الحيوية، إلى جانب نقص الأدوية الضرورية لإنقاذ الأطفال، بما في ذلك أدوية لإكمال الرئة وتنظيم تدفق القلب، مضيفًا: "لو حدث أي انقطاع للتيار الكهربائي، ستتوقف الأجهزة الحيوية، ما قد يؤدي إلى وفاة ما لا يقل عن 15 إلى 20 طفلًا مباشرة".
الوضع الإنساني للمرضى
وأشار الطاقم إلى المعاناة اليومية: "كل أولادي المصابين، مثل ابني الذي أصيب ثلاث مرات، وبعضهم تعرض للحروق، ولا توجد أدوية أو فراش، وهذا يجعل المرضى في حالة صعبة جدًا". وأضاف: "المستشفى لم يعد قادرًا على استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى، والطواقم الطبية تضطر إلى وضع المصابين على الأرض لغياب الأسرة، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما أدى إلى تسجيل وفيات كان من الممكن تفاديها".
تفاقم المعاناة والبحث عن الأمان
وأكد بعض المرضى: "تسع شهور ونصف لا توجد علاجات أو أدوية أو مكان آمن، ونحن جالسون على أبواب المستشفى، ونريد فقط علاجات ومكانًا نظيفًا وآمنًا. المستشفى ممتلئ، لا توجد علاجات كافية، ولا حضانات للأطفال، ونحن بحاجة إلى مساعدة عاجلة".
النازحون والمشكلات اللوجستية
وقال نازحون من شمال غزة وصلوا إلى دير البلح: "جئنا بالأطفال إلى المستشفى، المستشفى استقبلنا، لكن لا توجد حضانات، ولا فرش، ولا أسرّة للأطفال أو للأمهات، ونحن مضطرون لوضع الأطفال على الأرض، وهم بحاجة إلى مساعدات عاجلة".
تحذيرات من كارثة صحية وشيكة
وفي ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر، حذرت وزارة الصحة في غزة من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة المرضى والجرحى، مؤكدة أن استمرار هذا الوضع سيضاعف المعاناة الإنسانية في القطاع ويزيد من تفاقم الأزمة الصحية.