"البيجيدي" و"البام" يتنافسان على كعكة الانتخابات المغربية
يتوجه نحو ١٦ مليون مغربي إلى صناديق الاقتراع، صباح الجمعة، بعد غد لاختيار ممثليهم في الانتخابات البرلمانية التي يجري التنافس فيها على 395 مقعدا
يتوجه نحو ١٦ مليون مغربي، من جملة عدد سكان البلاد البالغين نحو ٣٣ مليون نسمة، إلى صناديق الاقتراع، صباح الجمعة، بعد غد لاختيار ممثليهم في الانتخابات البرلمانية.
ويتنافس في تلك الانتخابات ٢١ حزبا سياسياً إضافة للمستقلين على ٣٩٥ مقعداً، يتم اختيار ٣٠٥ منهم وفقا لنظام القائمة النسبية، إضافة إلى ٩٠ مقعداً يشكلون القائمة الوطنية لعموم المغرب موزعة بنسبة ٦٠ مقعداً للنساء ، و٣٠ مقعداً للشباب ما دون الـ٣٥ عاماً.
وهذه هي أول انتخابات برلمانية تجرى في ظل حكم حزب "العدالة والتنمية"، بزعامة عبدالإله بن كيران رئيس الحكومة الحالي، وأيضاً في ظل دستور ٢٠١١، الذي أقر في أجواء ما سمي بـ"الربيع العربي"، وما تبعه من صدور قوانين تنظيمية متعددة تتعلق بقانون الأحزاب ومدونة الانتخابات وقانون الملاحظة الانتخابية .
وأبرز الأحزاب التي تخوض غمار هذه الانتخابات، حزب "العدالة والتنمية"، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وهو الحزب الذي فاز بالأكثرية البرلمانية في الانتخابات الماضية ويترأس زعيمه عبدالإله بن كيران الحكومة المغربية الحالية .
ويخوض الحزب المعروف بالـ"بيجيدي" الانتخابات، في اختبار هو الأصعب بالنسبة له، حيث تسود حالة غضب في أوساط المغاربة خاصة الطبقات الشعبية بسبب قانون التقاعد، وإلغاء صندوق الدعم على المحروقات، الذي تسبب في رفع أسعار الوقود بنسب عالية أثارت سخطاً عاماً في البلاد، إضافة إلى بعض الجوانب المتعلقة بالخطاب الوعظي الذي لم يترجم حلولاً حقيقية للقضايا والأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها الطبقات الفقيرة والموظفين.
كما تداولت وسائل إعلام محلية بالمغرب سقطات أخلاقية طالت نائب رئيس حركة الإصلاح والتوحيد، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، وعددا من مرشحي الحزب في الانتخابات.
ورغم تلك السقطات تظل حظوظ الحزب عالية في الحصول على الأكثرية البرلمانية مقارنة بباقي القوى السياسية بفضل قوته التنظيمية وقدراته المالية الهائلة المتوفرة له من دعم شريحة كبيرة من رجال الأعمال والطبقة البرجوازية التقليدية المحافظة المتخوفة من صعود قوى اليسار.
وحسب محللين ينافس حزب "الأصالة والمعاصرة" المعروف باسم الـ"بام" بقوة، ويتشكل الحزب من شخصيات من الأعيان، ورموز علمانية قريبة من القصر، وهو ما يعزز فرصه الانتخابية في ظل توجهات في السياسة العليا واستحقاقات إقليمية ودولية تميل أكثر لتقليص مكاسب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي لصالح الأحزاب العلمانية بشقيها اليساري والليبرالي.
كما ينافس كذلك حزب "الاستقلال"، وهو من الأحزاب القديمة، التي خرجت من رحم الحركة الوطنية ويتمتع بشعبية بين الأوساط التقليدية في البوادي المغربية والطبقة الوسطى.
وقريبا من حزب "الاستقلال" تأتي تشكيلة متناثرة من أحزاب اليسار المغربي متباينة التوجهات والتحالفات من الوسط إلى يسار الوسط إلى أقصى اليسار، أهمها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية، وهو الحزب الذي ترأس زعيمه عبدالرحمن اليوسفي الحكومة منتصف تسعينيات القرن الماضي، لكنه الآن فقد كثيراً من بريقه وتقلصت قواعده الشعبية ويعتمد بشكل كبير على إرثه التاريخي في أوساط المثقفين.
هناك أيضاً قوى يسارية محسوبة على أقصى اليسار تشكلت من خلال تحالف سياسي ضم أحزاب (الاشتراكي الموحد- المؤتمر الوطني الاتحادي- الطليعة الديمقراطي الاشتراكي) وسمي بتحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي ضاماً كثيراً من المثقفين التقدميين والنقابيين المغاربة والشباب الجامعي، ورغم حداثة هذا التحالف، إلا أنه يتمتع بتأييد متصاعد في أوساط الشباب الجامعي والمثقفين وبعض النقابات العمالية والفلاحية.
من جانبه، أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس حرصه على نزاهة الانتخابات البرلمانية التي ستشهدها البلاد الجمعة.
وقال الملك محمد السادس للأحزاب السياسية المغربية في رسالة نقلها وزير الداخلية محمد حصاد خلال اجتماعه بممثلي الأحزاب المختلفة إنه "لا يريد أن يٌدخل أي كان للمغاربة شكوكا حول نزاهة الاستحقاقات التشريعية المرتقبة ".
كما أكد حصاد أن حملة الدعاية للانتخابات البرلمانية جرت بسلاسة ودون حدوث ما يعكر صفوها.
وقال حصاد في تصريحات سابقة له إن "الحملة الانتخابية الخاصة باقتراع السابع من أكتوبر/تشرين الأول تمر في ظروف عادية جدا".
وأوضح أن عدد الشكاوى التي قدمت للنيابة العامة أو للإدارات المحلية لا تتعدى 100 شكوى خلال الأيام العشر السابقة، مقارنة مع 500 شكوى خلال نفس الفترة من انتخابات سنة 2011".
وأشار إلى أن الفعاليات الانتخابية ارتفعت هذا العام بنسبة 50 % مقارنة بانتخابات سنة 2011، وتضاعفت 4 مرات مقارنة مع انتخابات سنة 2007.
وقال الوزير إن هذه الأرقام تبرز أن هناك تحسنا كبيرا جدا في سير العملية الانتخابية، مؤكدا أن المغرب يتقدم مع كل موعد انتخابي نحو مناخ "أكثر إيجابية".
ودعا وزير الداخلية المواطنين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات قائلا إن "من سيربح هو الوطن".
ومن المقرر أن تحظى انتخابات الجمعة بمراقبة دولية، حيث يشارك وفد من الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، يقوده البريطاني لان ليديل غرانير إلى المغرب في مراقبة الاقتراع بمبادرة من السلطات المغربية.
وذكرت الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي في بيان لها أن الوفد سيلتقي خلال زيارته للمغرب برؤساء الفرق البرلمانية بمجلس النواب، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.