من حلب إلى تدمر.. الأسد يلعب "القط والفأر"
التطور الجديد باستعادة داعش السيطرة على تدمر، سيجبر بشار الأسد على خوض لعبة القط والفأر، وهو وضع ستستفيد منه المعارضة المسلحة في حلب.
من القواعد البديهية، هو ألا يتم وضع البيض كله في سلة واحدة، حتى لا يخسر صاحبه كل الكمية مع أي حادث، ولكن على ما يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي انتشى بتحقيق انتصارات في حلب، نسي تلك القاعدة، فوضع كل إمكاناته هناك، فدفع الثمن، أمس الأحد، في تدمر.
واعترفت الحكومة السورية، أمس الأحد، بسقوط تدمر مجددا في أيدي تنظيم داعش الإرهابي، ونقلت قناة الإخبارية السورية عن طلال البرازي، محافظ حمص، حيث تقع المدينة، قوله إن الجيش السوري انسحب منها.
يأتي ذلك، بينما لا يزال الجيش السوري يواصل التقدم في حلب، وحقق، أمس الأحد، مكاسب جديدة جنوب قلعة حلب التاريخية اقترب معها أكثر من النصر.
ولكن نجاح الأسد في استعادة حلب ليس نهاية المطاف؛ ففي حال النجاح بهذه المهمة عبر انسحاب المعارضة أو هزيمتها، سيكون أمامه معركة أخرى لا تقل ضراوة، وهي استعادة تدمر من تنظيم داعش.
واستعاد الجيش السوري السيطرة على تدمر في مارس/آذار الماضي، بعد ما يقرب من 10 شهور من سيطرة تنظيم داعش عليها، غير أن التنظيم الإرهابي عاد وسيطر على المدينة في 11 ديسمبر الجاري.
وسيواجه الأسد في حال رغبته استعادة تدمر الإشكالية نفسها؛ إذ إن التركيز وقتها على هذه المعركة، قد يدفع المعارضة المسلحة للعودة إلى حلب مجددا واستعادتها، تماما كما حدث في تدمر عندما استعادها تنظيم داعش، بعد تركيز النظام على حلب، في مشهد على ما يبدو أقرب إلى لعبة "القط والفأر".
وتدرك المعارضة المسلحة في حلب، الأزمة التي يعيشها النظام السوري بعد التطور الجديد في تدمر، والذي سيجبره على توزيع جهده بين المدينتين، بما قد يساعدهم في تحقيق بعض المكاسب.
وامتلأت الحسابات الرسمية لرموز المعارضة المسلحة على موقع تويتر بعشرات التغريدات التي تعكس إدراكهم للأزمة التي يواجهها النظام السوري، ومنها قول أحدهم ويدعى أبومحمد الفاتح: "هجوم داعش المفاجئ على مطار التيفور وتهديده لخطوط الإمداد إلى تدمر أربك النظام ميدانياً في جبهات حلب.. إنها فرصة لتأخذ فصائلنا زمام المبادرة".
وقول آخر يسمي نفسه "جبلاوي": "معارك تدمر خففت عن حلب وسحبت عدة أرتال من حلب إلى الجبهة هناك، لا بد من استغلال تلك الفرصة".
وربط ثالث يسمي نفسه "إسكندر" بين التطور الجديد في تدمر والرغبة في إنهاء حرب حلب عبر اتفاق بين النظام والمعارضة المسلحة يقضي بانسحابهم من المدينة إلى مكان، وهو الاتفاق الذي يحظى برعاية أمريكية روسية.
ويقول إسكندر: "عندما أصبح النظام بأسوأ حالاته بعد فقدانه السيطرة على تدمر الآن يريدون إنهاء حلب دون قتال وتستسلم المعارضة.. لكن خسئوا".
وتسلمت المعارضة السورية مقترحا تدعمه الولايات المتحدة للخروج من حلب مع المدنيين بموجب ممر آمن تضمنه روسيا.
وقال 3 مسؤولين من جماعات المعارضة المسلحة في حلب، لرويترز، يوم الأحد، إنهم لم يردوا على المقترح إلى الآن، غير أن التعليقات السابقة تكشف أنهم ربما يميلون لعدم الموافقة بعد أن غير الوضع في "تدمر" أوراق اللعبة.
وعبر محمد علوش، وهو قيادي بإحدى فصائل المعارضة العاملة في حلب، عن ذلك بقوله في حسابه الرسمي على موقع تويتر: "لا خيار في حلب سوى المقاومة حتى النصر والله معنا".
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA=
جزيرة ام اند امز