الجزائر تعتمد الإنجليزية بديلا للفرنسية في المدارس والجامعات والخطوط الجوية

تشهد الجزائر تحوّلًا لغويًا متسارعًا بتقليص مكانة الفرنسية لصالح الإنجليزية والعربية، في المدارس والجامعات والإدارات وحتى الخدمات العامة.
أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الجزائر خفّضت الساعات المخصصة لتدريس اللغة الفرنسية في المراحل الابتدائية والمتوسطة خلال العام الدراسي الحالي، فيما أُقصيت الفرنسية نهائيًا من كليات الطب والصيدلة، حيث أصبحت الإنجليزية اللغة الأساسية للتدريس.
انسحاب الفرنسية من المؤسسات والخدمات
لم تقتصر هذه التغييرات على قطاع التعليم، إذ أعلنت الخطوط الجوية الجزائرية منذ أبريل/نيسان الماضي وقف إصدار التذاكر بالفرنسية والاكتفاء بالعربية والإنجليزية. كما تبعتها شركة "اتصالات الجزائر" التي قررت اعتماد اللغتين نفسيهما في فواتيرها وإيصالاتها، مؤكدة أن ذلك يأتي ضمن "تحديث الخدمات".
تراجع نفوذ المعهد الفرنسي
وفي السياق ذاته، تراجع نشاط المعهد الفرنسي في الجزائر، حيث انخفض عدد المسجلين في دوراته من 18 ألف طالب عام 2022 إلى نحو 16 ألفًا عام 2024. كما لم يحصل على ترخيص للمشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب المقرر في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ما يعكس تضييقًا إضافيًا للحضور الثقافي الفرنسي.
خلفية سياسية ودبلوماسية
يأتي هذا التحول في ظل توتر العلاقات بين الجزائر وباريس المستمر منذ أكثر من عام، وهو ما يضفي أبعادًا سياسية على التوجهات اللغوية الجديدة. ويُنظر إلى اعتماد الإنجليزية بشكل أوسع باعتباره خطوة استراتيجية لإعادة تموضع الجزائر على الساحة الدولية بعيدًا عن الإرث الاستعماري الفرنسي.